الجهور بالحق في وجه السلطان الجائر| كتاب ومفكرون وشخصيات عامة ينعون الفقيه محمد نور فرحات: عاش ومات بعيدا عن الأطماع والتملق والمداهنة
صباحي:ابن الحركة الوطنية المصرية النزيه المترفع..
خالد علي: رحل صاحب الرأي الحر والضمير اليقظ والمواقف الشجاعة
يحيى قلاش: وجدته دائما وعلى مدى عقود في معارك الدفاع عن الحريات
أحمد النجار: سيبقى خالدا في ضمير الوطن بعلمه ومواقفه التي انتصرت دائما للحرية والديمقراطية والمساواة
عمار علي حسن: مثال لعالم القانون الحقيقي الذي لا يتلاعب بها ويتربح منها كما يفعل ترزية القوانين والدساتير
كتب – أحمد سلامة
نعى العديد من الكتاب والصحفيين والمحامين والشخصيات العامة رحيل الفقيه الدستوري الدكتور محمد نور فرحات، والذي غيبه الموت بعد أزمة صحية تعرض لها خلال الأسابيع الماضية.
وكتب حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، “في رحمة الله وضمير الوطن.. نصير العدل ،الغيور على الدستور ،الجهور بالحق في وجه السلطان الجائر، ابن الحركة الوطنية المصرية النزيه المترفع الفقيه الدستوري الأستاذ الدكتو محمد نور فرحات أستاذ تاريخ وفلسفة القانون
تقبله الله بواسع رحمته في واسع جنته وجزاه خيرا وألهم عائلته الكريمة ومحبيه وتلاميذه وشركاء مسيرته وعارفي فضله جميل الصبر”.
فيما نعاه المحامي الحقوقي، خالد علي، قائلا “وداعاً للمفكر والعالم الجليل أ د.محمد نور فرحات أستاذ تاريخ وفلسفة القانون بكلية الحقوق الحاصل على جائزتي الدولة التقديرية والتفوق في العلوم الاجتماعية، وصاحب الرأى الحر والضمير اليقظ والمواقف الشجاعة”.
أما يحيى قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق، فقد قال “الدكتور محمد نور فرحات ليس مجرد أستاذ أو رجل قانون،بل هو فقيه حقوقي صاحب موقف ينحاز للحرية وفي المقدمة منها حرية التعبير، كان على قناعة أنه لا دولة ديمقراطية بدون قضاء مستقل وصحافة حرة”.
وأضاف قلاش “في معارك الدفاع عن الحريات وجدته دائما وعلى مدي عقود متطوعا وفي مقدمة الصفوف مساندًا لنقابة الصحفيين في كل المواجهات التي خاضتها ضد التشريعات والقوانين التي كانت تستهدف العدوان على حرية الصحافة”.
ويستكمل نقيب الصحفيين الأسبق “كم من ليال سهرها مراجعا لتنقية ترسانة القوانين المقيدة للحريات،وكم من لقاءات شارك فيها،ومذكرات أعدها،ومفاوضات خاضها بجوار ممثلين لنقابة الصحفيين مع مسئولين وأجهزة مساندا بالرأي ومدافعا بالحجة انتصارا لقناعاته دفاعًا عن الحريات.
ويستكمل قلاش “ستظل لهذا الرجل بصمات و صفحات من نور في سجلات نقابة الصحفيين وتاريخ معاركها دفاعًا عن حرية الصحافة.. رحيلهخسارة كبيرة فقد فقدنا شخصية وطنية وقلمًا حرًا وضميرًا حيًا.. اللهم تغمده الله برحمتك وخالص العزاء لأسرته ولكل محبيه”.
الكاتب الصحفي، كارم يحيى، نعى الراحل قائلا “عرفته مع منتصف عقد الثمانينيات في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، بين المؤسسين للحركة الحقوقية المصرية والمنظمتين العربية والمصرية الأم، وقبل أن يصيبها ما أصابها وأوصلها إلى حالها الآن، وبخاصة مع سيطرة التيارات الفاشية وغير الديمقراطية والشللية وما يسمى بـ (الدولتيه)، ومن لا يهمهم إلا جمع الأموال والتمويلات والسفريات للخارج ليس إلا”.
يسترسل يحيى “رحمه الله كان من بين المدافعين عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين والجمهور مع المعركة ضد قانون اغتيال الصحافة 93 لسنة 1995. وشاركت معه وبالاستفادة من خبرته القانونية وآخرين من الصحفيين والمحامين والحقوقيين في لجان ومجموعات داخل نقابة الصحفيين من أجل حرية الصحافة واستقلالها وفي مواجهة تنامي بطش سلطة مبارك في حبس الصحفيين وأصحاب الرأي بسبب النشر في الصحف”.
ويستكمل “كان عندي ملاحظات انتقادية لمواقف وآراء للراحل بعد ثورة 25 يناير وبخاصة مع صيف 2013 وفي اعقابها مباشرة، لكن لم يتح لي للأسف أن أناقشه فيها.. لكنني تابعت في السنوات الأخيرة مواقفة المحترمة المقدرة من أجل الحريات والحقوق والوطن ،و التي كان يطل بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأردف كارم يحيى “وعندما شرعت مع فبراير 2021 في رفع دعوى أمام مجلس الدولة من أجل استقلال موقع نقيب الصحفيين المصريين عن السلطة التنفيذية ومنع استمرار سطو موظف حكومي بدرجة نائب وزير ( رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ) على هذا الموقع وتوافر شبهات تضارب المصالح بوضوح فكرت في اللجوء إليه كمحامي مخضرم ومداقع عن الحريات وديمقراطية العمل النقابي . لكنني تراجعت اشفاقا عليه لكبر السن وكثرة الأعباء ، وخشيت أيضا أن أحرجه مع دوائر علاقاته وصداقاته، وبما في ذلك “مجموعات من الناصريين”.. وتفضل الأستاذ أحمد راغب المحامي مشكورا بالتعهد بالدعوى”.
واختتم كارم يحيى بالقول “رحم الله الدكتور نور فرحات المدافع عن الحريات وحقوق المواطنين والوطن واسكنه فسيح جناته وألهم عائلته واحبابه وعارفي فضله الصبر والسلوان”.
الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، نعى الفقيد في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك جاء فيها “رحل رجل عظيم في علمه وتواضعه.. المفكر القانوني الأستاذ الدكتور محمد نور فرحات، لكنه سيبقى خالدا في ضمير الوطن بعلمه وبمواقفه التي انتصرت دائما للحرية والديموقراطية والمساواة وحقوق الإنسان والنزاهة والعدالة الاجتماعية.. خالص العزاء لأسرته ولكل محبيه ولمصر الوطن في واحد من أنبل أبنائها”.
أما الباحث والمفكر الدكتور عمار علي حسن فقد قال “كان د. نور فرحات، الذي غادر دنيانا، مثالا لعالم القانون الحقيقي، الذي لا يقوم بحفظ النصوص وترديدها، ثم التلاعب بها، والتربح منها، كما يفعل كل ترزية القوانين والدساتير ممن يتعاونون مع السلطات الفاسدة المستبدة. كان فرحات يدرك أن القانون هو الحق والعدل، ولا يسترخص ما تعلمه ويُعلمه، فعاش محترما، ورحل كريما مرفوع الرأس”.
الكاتب الصحفي، خالد داوود، من جهته عبر عن حزنه لفقدان الراحل قائلا “رحم الله الفقيه القانوني والقامة الوطنية د. نور فرحات. تعلمت اجيال من الدكتور فرحات، وكان رحمه الله مدرسة في الوطنية والمواقف الصارمة الواضحة في اوقات الازمات بناء على قناعته الراسخة بحقوق المواطنين المنصوص عليها في الدستور والقانون. سنفتقدك كثيرا الدكتور فرحات. خالص العزاء للأسرة وكل محبيه وتلامذته”.
من جهتها، قالت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء الأسبق، “رحل عن عالمنا منذ ساعات الفقيه القانوني د.محمد نور فرحات ،أستاذ تاريخ وفلسفة القانون بكلية الحقوق ، الحاصل على جائزتي الدولة التقديرية والتفوق في العلوم الاجتماعية ، و المفكر السياسي المرموق ، أحد القلائل اللذين حافظوا على قول كلمة الحق ، كان رحمه الله صاحب موقف، عاش و مات بعيدا عن الأطماع و مساعي التملق و المداهنة و التسلق..
يفنى الجسد و تبقى الأعمال”.
وكان علي فرحات،نجل الراحل، قد أعلن خبر الوفاة، وقال في منشور عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك”: “توفي إلى رحمة الله اليوم والدي الحبيب الغالي أ.د. محمد نور فرحات، أستاذ تاريخ وفلسفة القانون بكلية الحقوق جامعة الزقازيق والحاصل على جائزتي الدولة التقديرية والتفوق في العلوم الاجتماعية والمفكر القانوني والسياسي المرموق”.
وأضاف: “تشيع الجنازة بإذن الله الأحد 29 يناير بعد صلاة الظهر من مسجد أبو بكر الصديق بمساكن شيراتون بمصر الجديدة، والعزاء يوم الثلاثاء 31 يناير بمسجد المشير طنطاوي بقاعة الصفا بعد صلاة المغرب”.
واختتم: “لا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وفي 10 يناير الجاري كتب د. نور فرحات في حسابه على (فيس بوك): “الحمد لله، الحمد لله الحمد لله، وخلق الانسان ضعيفًا، بدأت المركب تطفو على سطح الحياة والماء، بعد هذا الجنوح وإن لم تستو بعد، ما تعلمته أنه من التجربة القاسية غير المسبوقة لي أن حب الناس الخاص أثمن شئ في الوجود”.
وتابع: “هناك حب الفكرة والقيمة والمبدأ والمثل وهناك الحب المحاسب، ماذا معك اليوم حتى أحبك اليوم، شكرا لمن أحبوا فكرتي وأحبهم لأنهم شعلة، الحياة”.
وكان آخر ما كتبه فرحات منذ 3 أيام: “السؤال مجتمع يكتسب فضيلته من التدين الشكلي، أم مجتمع فاضل؟”.
وعلى مدار العقود الماضية اشتبك د. محمد نور فرحات، مع العديد من القضايا الوطنية، خاصة ما يتعلق بالعدالة واستقلال القضاء والحريات، وإطلاق سراح سجناء الرأي.
وتولى فرحات العديد من المناصب من بينها كبير مستشاري الأمم المتحدة السابق لحقوق الإنسان، واستعانت به الأمم المتحدة لوضع دستور دولة المالديف، ولتقييم احتياجات السودان في مجال المساعدة الفنية في حقوق الإنسان، كما استعانت به المنظمة الدولية في تقارير التنمية البشرية عن الحريات والمرأة في الوطن العربي.
وعمل عضو مجلس إدارة المعهد العربي لحقوق الإنسان سابقاً بتونس، ومدير مركز البحوث القانونية باتحاد المحامين العرب سابقاً، وعضو سابق بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو المجلس الأعلى للصحافة، ونائب رئيس المجلس القومي للمرأة سابقاً، عضو مجلس أمناء بالحزب المصري الديمقراطي.
وحصد العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2003، وجائزة التفوق في العلوم الاجتماعية عام 2001.
وله كتابات عديدة في شكل كتب ومقالات في مجالات فلسفة وتاريخ القانون وعلم الاجتماع القانوني وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن كتبه؛ التاريخ الاجتماعي للقانون، وتاريخ النظم الاجتماعية والقانونية، والبحث عن العقل حوار مع فكر الحاكمية والنقل.