الأزهر والكنيسة والأوقاف في مواجهة كورونا: المؤسسات الدينية تبحث عن العلم لوقف الوباء

فتاوى بإجازة إيقاف صلوات الجماعة وقرارات بوقف الأفراح والعزاءات.. والإفتاء: الرأي الشرعي يتبع العلمي

 الكنائس تعلق الأنشطة الكنسية ومدراس الأحد وتطالب بتجنب التصافح وتدعو المتقدمين للتناول لإستخدام أدوات خاصة

محمود حسنين

اتخذت المؤسسات الدينية المصرية عددا من الإجراءات الإحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، تزامنا مع قرارات تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات، وإيقاف النشاط الرياضي، وغيرها.

وقالت هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، إنه يجوز شرعًا إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد؛ خوفًا من تفشِّي الفيروس وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد.

وأضافت في بيان اليوم، أنه يتعيَّن وجوبًا على المرضى وكبار السن البقاء في منازلهم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تُعلن عنها السلطات المختصة في كل دولة، وعدم الخروج لصلاة الجمعة أو الجماعة؛ بعد ما تقرر طبيًّا، وثبت من الإحصاءات الرسمية انتشار هذا المرض وتسبُّبه في وفيات الكثيرين في العالم، ويكفي في تقدير خطر هذا الوباء غلبة الظن والشواهد: كارتفاع نسبة المصابين، واحتمال العدوى، وتطور الفيروس.

وعلقت وزارة الأوقاف على فتوى هيئة كبار العلماء، وقالت الوزارة، في بيان لها اليوم، إن الرأي الشرعي في ذلك يتبع الرأي العلمي ويُبنى عليه ولا يسبقه، وأن أهل الذكر في تحديد مدى الحاجة إلى غلق ما يغلق ومتى يغلق هي وزارة الصحة بالتنسيق مع الأجهزة المختصة بالدولة.

كما أطلقت وزارة الأوقاف حملة لتطهير وتعقيم المساجد ضد فيروس كورونا، برش السجاد وغسلها، وتطهير دورات المياه، ومكان الوضوء، حيث تتلقى غرفة عمليات الوزارة، لدى الانعقاد الدائم فى مقرها بمسجد صلاح الدين بالمنيل، تبليغات تنفيذ المهام الموكلة بالصور للتيقن من جدية الحملات كل فى منطقته.

وأعلنت وزارة الأوقاف أنه بالتنسيق مع الأزهر ومشيخة الطرق الصوفية، وفي إطار قصر عمل المساجد على الصلاة وخطبة الجمعة فقط، ومنع أي تجمعات غير ضرورية بالمساجد وملحقاتها ودور المناسبات التابعة لها، تقرر غلق جميع الأضرحة مدة تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، مع فتح جميع المساجد في أوقات الصلاة، على أن تقوم  الإدارات الهندسية بعمل الصيانة اللازمة للأضرحة خلال تلك الفترة.

http://ar.awkafonline.com/?p=92202&fbclid=IwAR26s_gG7qb-sE8HhYzolE_9eAyFrM977XG3-_oFx_T6eHZqd-NDmfK-3iA

وعلقت الوزارة، بدءا من اليوم، العمل بجميع دور المناسبات التابعة لها، كما نبهت على جميع العاملين بعدم السماح بإقامة أي عزاء أو عقد قران أو غير ذلك بالمساجد أو ملحقاتها أو دور المناسبات التابعة لها على مستوى الجمهورية، مؤكدة أنه لا منع للصلاة على الجنازة في المسجد.

 كما دعت إلى قصر العزاء على مراسم تشييع الجنازة دون إقامة السرادقات، وكذلك في إقامة الأفراح بقصر الدعوة فيها على الأسرتين ما أمكن وخواص الخواص إذا لزم الأمر.

كما نبهت الوزارة بمنع المصافحة بديوان عام وزارة الأوقاف وجميع الجهات التابعة لها لحين إشعار آخر، كما حظرت تقبيل يد أى من العاملين بها ورؤساء القطاعات ومديرى المديريات والمناطق لا الآن ولا لاحقا، فضلا عن عدم المعانقة فى هذه الظروف

وقرر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة تأجيل الدراسة بجميع مراكز الثقافة الإسلامية ومراكز التدريب التابعة لوزارة الأوقاف لمدة أسبوعين، اتساقا مع تأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات ، وعلى جميع المديريات تنفيذ ذلك اعتبارًا من اليوم، كما تطلق الوزارة خلال أيام برنامج التدريب عن بعد، ويشمل عدة دورات تدريبية تضم كل دورة خمسين إمامًا ومفتشًا ، وذلك في إطار برنامج الدورات المتخصصة .

وفي السياق نفسه، حذرت دار الإفتاء المصرية من حبس السّلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن الناس، واستغلال الظروف الراهنة من انتشار وباء كورونا بقصد الاحتكار ورفع الأسعار، مؤكدة أن ذلك حرام شرعًا.

https://www.facebook.com/watch/?v=214787766261957

وقررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعليق كافة الأنشطة الكنسية التي بها تجمعات مثل (الحضانات – مراكز التأهيل – الرحلات .إلخ)، إلى جانب تعليق الدراسة بكافة المعاهد والكليات اللاهوتية، وتعليق خدمات التربية الكنسية على اختلاف المراحل العمرية وكذلك الاجتماعات النوعية والعامة، لمدة أسبوعين.

وأضافت الكنيسة في بيان أنه من الممكن إقامة أكثر من قداس يومًيا تجنبًا للزحام وبالأخص أيام المناسبات والإجازات، و التأكد من عدم الإصابة بارتفاع درجة الحرارة أو أعراض الأنفلونزا قبل التوجه لحضور القداسات، مع إحضار كل مصل أدواته الخاصة (لفافة وزجاجة مياه وغطاء الرأس للسيدات)، داعية لتقليل التصافح بالأيدي بقدر الإمكان.

كما ألغت الكنيسة الكاثوليكية الاحتفالات بدار سيدة السلام التابع للطائفة، ومن ضمنها المعرض الخيري الشتوي نهاية الشهر الحالي، والاحتفال بيوم اليتيم في الأول من إبريل، كما أطلقت مبادرة تجمع كل الشعب المصري من أجل الصلاة لمصر وكل بلاد العالم، للنجاة من فيروس كروونا.

وأوصى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، القس الدكتور أندريه زكي، جميع كنائس الطائفة بتعليق أنشطتها والتجمعات كثيفة العدد، كما قرر تأجيل أي لقاءات أو رحلات أو حفلات ذات تجمعات كثيفة العدد حتى انتهاء أي تداعيات محتملة للفيرس، مع بقاء الخدمة الأسبوعية للكنيسة، للمساهمة في دعم سلامة المجتمع المصري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *