افتكروهم واكتبوا عنهم.. 5 رسائل من أصدقاء إسلام الكلحي له بمحبسه: لم نعهدك إلا شجاعا موهوبا تحب الصحافة.. ننتظرك يا صديقي

محمد العريان: وحشتنا.. يا رب أيامك تمر سهلة وحبسك يبقى ذكرى.. وحشنا صوتك ومعافرتك وضحكتك لما الأهلي يكسب

عاطف عبد العزيز: عزيزي إسلام لا حل أمامك سوى أن تعود لنا وفي أسرع وقت.. أرجو ألا تتأخر

أحمد سعد: ما تدفعه الآن ضريبة لا يتحملها إلا الشجعان.. ضريبة عملك الشريف.. ضريبة إخلاصك للصحافة

محمود هاشم: أملنا في خروجك لنا بالسلامة ولحبايبك ومراتك وبناتك.. ونرجع نفتكر كل الأيام دي بالسخرية

أحمد رمضان: لم اعهدك إلا شجاعا قويا ملهما لكل من حولك.. ننتظرك جميعا في الخارج.. نراك قريبا

كتب- حسين حسنين

تنشر “درب” 5 رسائل من أصدقاء وزملاء الصحفي المعتقل إسلام الكلحي، ضمن حملة الكتابة عن الصحفيين المعتقلين “افتكروهم واكتبوا عنهم”، والتي تهدف للحديث عن أوضاع الصحفيين في الحبس وأسرهم.

وتجاوز الكلحي 50 يوما من الحبس الاحتياطي، منذ القبض عليه يوم 9 سبتمبر 2020، من محيط قسم شرطة المنيب، أثناء تغطيته فعاليات احتجاجية لأسر أحد الشباب الذي توفى على يد قوات الأمن في قسم شرطة المنيب.

ووجهت نيابة أمن الدولة لإسلام في اليوم التالي، اتهامات ببث ونشر أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.

وقال موقع درب في بيان نشره إن اسلام انتقل لتغطية تداعيات الواقعة بتكليف من إدارة الموقع فقام أفراد من الشرطة بالقبض عليه أثناء ممارسته لعمله، وظل محتجزا بمكان غير معلوم منذ عصر الأربعاء وحتى صباح الخميس بعد أن تم إحالته لنيابة أمن الدولة العليا دون إخطار الموقع أو نقابة الصحفيين التي تم اللجوء إليها.

فيما قالت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، التي حضر محاميها جلسة التحقيق مع الكلحي، إن المحامي طلب بإخلاء سبيل الكلحي بناء على أن الدستور المصري قد حظر حبس الصحفيين بسبب تأدية عملهم وبالأخص أنه لا يوجد دليل إدانة ضده.

وخلال الفترة السابقة، طالبت العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالإفراج عن الكلحي، من بينها منظمة مراسلون بلا حدود والشبكة العربية والمفوضية المصرية والمؤسسة الأورو-متوسطية وغيرها من المنظمات.

واعتبرت هذه المنظمات اعتقال الكلحي والاستمرار في حبسه لقيامه بعمله، جزء من استهداف الصحافة وأيضا جزءا من التضييق على الكاتب الصحفي خالد البلشي رئيس تحرير موقع “درب”.

وجاءت الرسائل كالتالي:

الصحفي عاطف عبد العزيز:

عزيزي إسلام مضى وقت طويل منذ آخر مرة كنا نفكر فيها بمشروع نقوم به سويًا بعيدًا عن الصحافة، لا أذكر المدة لأن الأيام في غيابك أصبحت ثقيلة وبطيئة ومملة.

أذكر أننا فكرنا في عشرات المشاريع ونحن نشرب الشاي أو نسير معًا في شوارع وسط البلد، لكننا لم نأخذ ربع خطوة نحو التنفيذ، 10 سنوات منذ عرفتك مليئة بالحكايات والذكريات التي لا تنسى.

صديقي نحن نفتقدك كثيرًا، وأريد أن نعاود الحديث مرة أخرى في مشاريع جديدة.. عزيزي إسلام لا حل أمامك سوى أن تعود لنا وفي أسرع وقت.. أرجو ألا تتأخر.

الصحفي محمود هاشم:

طال الانتظار يا صديقي الحبيب، لكنّْ الأمل في اللقاء عن قريب، مفتقدك يا عشرة العمر، في انتظارك وانتظار احتفالنا بحصولك على حريتك أقرب مما نتمنى.

ربنا يهون عليك الأيام يا صاحبي، ويلهمك الصبر والثبات، اخرج لنا بسرعة، مستني استشارتك في حاجات كتير، الواحد مقصر كتير في حقك، لكن أملنا في خروجك لنا بالسلامة ولحبايبك ومراتك وبناتك، ونرجع نفتكر كل الأيام دي بالسخرية بعد ما تنزاح الغمة عن قريب.

الصحفي محمد العريان:

50 يوما في انتظار خروجك.. شغلك، أصحابك، أخواتك، مراتك وبناتك.. كل من تعرفه ينتظر منذ 50 يوما خبر الإفراج عنك… إسلام على الأسفلت من أجمل الأخبار.

يا إسلام يا بن الناس الطيبين وحشتنا يا رب أيامك تمر سهلة وحبسك يبقى ذكرى، وحشنا صوتك ومعافرتك وضحكتك لما الأهلي يكسب

الصحفي أحمد سعد:

“إلى صديقي إسلام الكلحي، لن أدعي أنني أشعر بحالتك، ولن أزعم أنني أستطيع -مهما حاولت- تخيل ما تمر به، فلا يمكن أن يتساوى ما أحمله بداخلي مع ما تحمله الآن بداخلك، كل ما أستطيع أن أقوله يا صديقي، أن بداخلي حزن وغضب، وحلق مليء بالمرارة، وقلب يعتصر ألمًا.. كل ما أعرفه يا صاحبي أنك لا تستحق أن تُحبس بسبب عملك، وأننا لا نستحق أن نرى أصدقائنا بالزنازين”.

“أقول لك يا صديقي إن ما تدفعه الآن ضريبة لا يتحملها إلا الشجعان، ضريبة عملك الشريف، ضريبة إخلاصك لمهنة لم تعد تُخلص لممتهنيها، ضريبة لا ندري من يقف في الطابور ليدفعها من بعدك.. أعلم أنك الآن تعيش في ظلمات بعضها فوق بعض، لكن لكل ظُلمة نهاية، اصبر يا صديقي، لم يعد لنا من حيلة إلا الصبر، اصبر فغدًا ينتهي الظلام”.

الصحفي أحمد رمضان:

إلى أخي وصديقي وزميلي إسلام الكلحي:

لم اعهدك إلا شجاعا قويا ملهما لكل من حولك، أنا أراك النموذج الحقيقي للصحفي المهني المجتهد الموهوب، تهمتك الحقيقية هي حبك للصحافة، صحيح، أنا لم أخبرك ذلك من قبل، ولكنني كثيرا ما تعلمت منك.

صحيح أنك في السجن، ولكن لا تقلق، نحن أيضا في سجن، سجن يمنعنا من الحلم والحرية، يمنعنا من أحبابنا. لا أعرف ماذا أكتب، حقيقي أبذل مجهودا كبيرا لأكتب هذه الرسالة.

وقد يبدو الكلام غير مرتبا، ولكنه يشبه حالتي منذ اعتقالك، غير مرتبة هي الأخرى، لأن صديقا حقيقيا نادرا ما تلتقيه في هذه الأيام قد أخذته يد القمع بعيدا.

ننتظرك جميعا في الخارج يا إسلام.. نراك قريبا يا صديقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *