جريمة مقتل فلويد: احتجاجات في 30 مدينة أمريكية «لا نستطيع التنفس».. وترامب يتهم يساريين ويهدد بتدخل غير محدود للجيش

ترامب: وفاة فلويد “مأساة خطيرة”.. والفوضويون واليساريون المتطرفون يقفون وراء الاضطرابات ويعملون على ترهيب الأبرياء!!!

فيدو جديد للواقعة والتحقيق في صدم سيارة شرطة للمتظاهرين في بروكلين.. وبايدن يؤكد على الحق في الاحتجاج ويدين العنف

كتب – محمود هاشم

تزايدت تداعيات مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد ضابط شرطة، لتتخذ منحنى شديد الخطورة، باشتعال الاحتجاجات في 30 مدينة وإعلان حالة الطواريء في 25 منها، فضلا عن اعتقال مئات المتظاهرين ومقتل أحدهم، في الوقت الذي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنزول قوات الجيش للتصدي للمتظاهرين الذين وصفهم بـ”الغوغاء الساعين لتدمير الديمقراطية”، متهما جماعات اليسار بالوقوف وراء الأحداث.

ولفظ فلويد، 46 عاماً، وهو مواطن أمريكي من أصول إفريقية، أنفاسه الأخيرة في ولاية مينيسوتا يوم الاثنين الماضي بعد أن وضع ضابط شرطة ركبته على عنقه لأكثر من 8 دقائق، وتم تداول شريط فيديو يوثق للجريمة على نطاق واسع، حتى ألقي القبض على الضابط المتهم في الواقعة، والذي يواجه اتهام بجريمة قتل من الدرجة الثالثة.

وتحول مكان الجريمة إلى ساحة نقاش مفتوح وصار منصة لأناس مختلفين يوحدهم الحزن. ورغم ظهور خلافات بين المتحدثين على خلفية انقسامهم حول المنحى العنيف الذي اتخذته الاحتجاجات الليلية وأعمال النهب والحرق، طالب الحاضرون بالعدالة ودعوا إلى التضامن.

وتجمّع المئات أمام لوحة جدارية تُظهر وجه جورج فلويد محاطا بأسماء ضحايا آخرين للشرطة على جدار ملون كبير في موقع وفاته بأحد أحياء المدينة، وأمام الرسم التكريمي، جاء الحاضرون لوضع زهور ورسائل أو للحديث في موقع الجريمة الذي صار منصة لأناس مختلفين يوحدهم الحزن.

وهتف الحشد “نحن جورج، لا نستطيع التنفس”، في إشارة إلى آخر كلمات الرجل الأسود البالغ 46 عاما، الذي توفي بعد أن بقي مطروحا على الأرض بينما وضع شرطي ركبته على رقبته لعدة دقائق.

وفي مكان الجريمة، طالب الجميع بالعدالة، عقب يوم من اعتقال رجل الأمن المذكور، وطالب المحتجون باعتقال زملائه الحاضرين أثناء وقوع الجريمة. وكتب على إحدى اللافتات “ضعوا جميع أفراد الشرطة العنصريين في السجن”، وحملت أخرى شعارا يقول “وجهوا الاتهام للرجال الأربعة”.

لكن ظهرت في بعض الأحيان خلافات بين المتحدثين على خلفية انقسامهم حول المنحى العنيف الذي اتخذته الاحتجاجات الليلية التي خرجت عن السيطرة وتخللتها عمليات نهب وحرق.

احتجاجات في 16 ولاية وحظر تجوال واعتقالات بالمئات

وألقت الشرطة الأمريكية القبض على ما يقرب من 1400 شخص في 17 مدينة، فيما أعلن حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم حالة الطوارئ في لوس أنجلوس، مع السماح بوصول تعزيزات أمنية بعد اشتداد وتيرة المظاهرات، في الوقت الذي ينفذ 2500 جندي من الحرس الوطني دوريات في شوارع مجموعة من الولايات.

وتمّ إعلان حظر التجوال في 25 مدينة بـ16 ولاية، ومن أبرز هذه المدن لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وأتلانتا وشيكاجو وفيلاديليفيا وكولومبيا وناشفيل وسياتل، كما فُرض حظر تجوّل ليلي في ولاية كنتاكي.

وحسب شبكة سي إن إن، تتواصل الاحتجاجات في حوالي 30 مدينة على الأقل، ويطالب المحتجون بمحاكمة رجال الشرطة الأربعة الآخرين الذين كانوا حاضرين إبان وفاة فلويد.

كما تم توجيه تهم ارتكاب جرائم فيدرالية لـ3 أشخاص في نيويورك، تتمثل بتهمة إلقاء قنابل على سيارات شرطة، فيما تم توقيف أكثر من 500 شخص بعدة ولايات على خلفية أحداث العنف.

وأظهرت عدة مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اتجاه الاحتجاجات، التي اندلعت بعدة ولايات أمريكية، عقب مقتل فلويد، كما أظهرت قدرا من العنف والتخريب، وأفادت تقارير بإتلاف 15 سيارة للشرطة في أعمال شغب بنيويورك،

ترامب يصف المحتجين.. “فوضويون ولصوص ويساريون”

ودعا حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز سكان مينيابوليس لتوقع مزيد من العنف، مطالبا السكان المحليين إلى البقاء في منازلهم إلى حين كشف السلطات من يعتقد أنهم محرضون من خارج الولاية يتطلعون إلى نشر “الإرهاب والدمار”.

وفي مدينة إنديانابوليس، عاصمة ولاية إنديانا الأمريكية، أكدت الشرطة مقتل أحد المحتجين وإصابة اثنين آخرين، إلا أنها لم توضح ملابسات إطلاق النار والجهة المسؤولة عنه، لكنها أكدت أن عناصرها لم يطلقوا النار، بل قنابل مسيلة للدموع بعد تواصل أعمال الشغب والنهب.

وقال ترامب، في تصريحات صحفية بمركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، إن وفاة جورج فلويد في شوارع مينيابوليس “مأساة خطيرة”، مستدركا: “لكن الذكرى أساء إليها مشاغبون ولصوص وفوضويّون”، حسب قوله.

واتهم ترامب المتظاهرين بأنهم “مجرمين يساريين متطرفين”، ملقيا باللوم على شبكة “أنتيفا” اليسارية المناهضة للفاشية بالوقوف وراء الاضطرابات التي أثارها مقتل فلويد.

ترامب يهدد بـ”قوة غير محدودة للجيش”.. وبايدن “مع الاحتجاج ضد التدمير”

وتعهد الرئيس الأمريكي بأنه لن يسمح لمن سمّاهم “الغوغاء الغاضبين بتدمير الديمقراطية الأمريكية”، بحسب تعبيره، مهددا بتدخل الجيش سريعا لمواجهة الاحتجاجات ضد الشرطة في مينيابوليس، كما دعا حكام الولايات ورؤساء البلديات الليبراليين إلى أن يكونوا أكثر صرامة، وإلا ستتدخل الحكومة الاتحادية “وتفعل ما يجب القيام به”، وهذا يشمل “استخدام القوة غير المحدودة للجيش والعديد من الاعتقالات”.

وغرّد الرئيس الأمريكي على حسابه في “تويتر”، قائلاً إنه تم إطلاق قوات الحرس الوطني في مينيابوليس “للقيام بالمهمة التي عجز العمدة الديمقراطي عن القيام بها”.

وأضاف ترمب في تغريدته بأنه إذا كان قد تم اللجوء لتلك الخطوة منذ يومين، “لما كان حدث ذلك التخريب وما كان تم الاستيلاء على مقرات الشرطة وتدميرها”.

في الوقت ذاته، عبر المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن، عن إدانته لأعمال العنف في الاحتجاجات التي تشهدها بلاده، مؤكدا في الوقت نفسه على الحق في الاحتجاج.

وقال بايدن في بيان إن: “الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة. إنه رد فعل أمريكي خالص”. لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على “إحراق مدن وتدمير مجاني.

فيدو جديد للواقعة.. والاحتجاجات تمتد لبرلين

وأظهر مقطع فيديو جديد مأخوذ من كاميرا مراقبة لمتجر صغير، إقحام الشرطة لجورج فلويد في الجزء الخلفي من سيارة الدورية، قبل اللجوء إلى تثبيته على الأرض في مدينة مينيابوليس حيث توفي فلويد بعد وقت قصير من هذه الحادثة.

كما بدأت السلطات في نيويورك التحقيق في موقف أثار الغضب بعد نشر فيديو يظهر سيارة شرطة تصطدم بمجموعة من المتظاهرين في بروكلين، كانوا يحتجون على موت المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد الذي ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه.

وامتدت المظاهرات التي اندلعت إثر موت المواطن الأمريكي إلى خارج الولايات المتحدة، حيث وصلت إلى العاصمة الألمانية برلين، وظهر رسم جرافيتي عملاق لوجهه مع كلمات “لا أستطيع التنفس” التي كانت آخر ما قاله، إذ ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *