ألف امرأة سودانية يخرجن تنديدا باغتصاب النساء في المظاهرات.. والأمم المتحدة وقوى الحرية والتغيير يطالبان بالتحقيق في القضية

أ ف ب 

شاركت أكثر من ألف امرأة سودانية في مظاهرات أمس الخميس للتنديد بظاهرة اغتصاب النساء، بعدما أفادت الأمم المتحدة بتلقيها بلاغات حول أعمال عنف جنسي خلال مظاهرات الذكرى الثالثة.
وخرجت مظاهرات في العاصمة الخرطوم وفي مدن أخرى، أبرزها كردفان والنيل الأزرق بجنوب البلاد.

وشارك نحو 1500 شخص، غالبيتهم من النساء، في وقفة احتجاجية أقيمت في أم درمان، بشمال غرب الخرطوم، أمس الخميس، وفق ما أفاد به مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.

وحملت النساء لافتات كتبت عليها شعارات من قبيل “الاغتصاب لن يوقفنا” و”نساء السودان أقوى، والردة مستحيلة”، في حين لا يزال آلاف المتظاهرين ينزلون بانتظام إلى الشارع احتجاجا على الحكم العسكري الذي أحكم سيطرته على هذا البلد المترامي الأطراف في إفريقيا الشرقية إثر انقلاب نفذ في 25 أكتوبر.

وحملت نحو 150 امرأة متظاهرة رسالة إلى مفوض مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان في الخرطوم، مطالبات بإحقاق العدالة لإنصاف المتظاهرات اللواتي تعرضن للاغتصاب في 19 ديسمبر، وأيضا لكل السودانيات ضحايا الاغتصاب الفردي أو الجماعي منذ بداية الحرب في دارفور سنة 2003.

من جانبه، دعا القيادي في “تحالف قوى الحرية والتغيير”، ياسر عرمان، في مؤتمر صحفي بالخرطوم إلى “ضرورة إجراء تحقيق شفاف ومستقل في قضية الاغتصابات ويجب محاسبة الجناة”.

وكانت حوالى 50 جمعية من المجتمع المدني قد دعت إلى تنفيذ تحركات في قرابة 15 مدينة سودانية، مع إفادة الأمم المتحدة بين الحين والآخر بوقوع “أعمال عنف جنسي” خصوصا على يد قوات الأمن أو القوات شبه العسكرية الرديفة لها في دارفور.

وطالب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، كليمان فول، “السلطات بمحاسبة المغتصبين ومرتكبي أعمال العنف الجنسي”.

والأحد الماضي، خرج مئات آلاف السودانيين لإحياء ذكرى مرور 3 سنوات على “الثورة” التي أنهت 3 عقود من ديكتاتورية الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، العسكرية الإسلامية.

لكن لم تكتف القوات الأمنية وفصائلها شبه العسكرية بإطلاق الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع واستعمال الهراوات لفض الحشود، إذ اغتصب عناصر منها نساء وفتيات، بينهن طفلة في العاشرة من العمر، بحسب ما أفاد نشطاء.

من جهتها، أفادت الأمم المتحدة بوقوع 13 حالة اغتصاب الأحد. وقالت ليز ثروسيل، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومقرها جنيف، في بيان الثلاثاء “تلقى مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان بلاغات أن 13 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي”.

وأضافت: “تلقينا أيضا مزاعم حول تحرش جنسي من جانب قوات الأمن ضد نساء كن يحاولن الفرار من المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي مساء الأحد”.

من جهتها، نددت سفارات كندا والاتحاد الأوروبي والنروج وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة بـ “استخدام العنف الجنسي أو ذلك القائم على النوع الجندري سلاحا لإقصاء النساء من التظاهرات وإسكات صوتهن”.

وتقدمت ضحية واحدة على الأقل بشكوى، بحسب ما كشفت، سليمى الخليفة إسحاق، مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في وزارة التنمية الاجتماعية في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *