أسرة علاء عبد الفتاح تزوره لأول مرة بعد تهديده بالانتحار.. وشقيقته: كتابه «أنت لم تهزم بعد» يتاح خلال أيام ومفيش قدامنا غير اننا نفضل نحكي
منى سيف: نتمنى كم الحب اللي محطوط في الكتاب والاحتفاء به وبكتاباته يبقى تعويذة تهون عليه وتحمي قلبه لحد ما يخرج
كتب: عبد الرحمن بدر
أعلنت الباحثة منى سيف، شقيقة المدون علاء عبد الفتاح، أن اليوم أول زيارة لعلاء من بعد تهديده بالانتحار في المحكمة.
وقالت منى: “أول زيارة من ساعة اليوم الكابوسي اللي فقد نفسه لوهلة فيه في المحكمة وقال للمحامين يقولوا لماما تاخد عزاه، من يومها وصلنا جواب واحد منه، وده اللي ماسكين في كل حرف فيه عشان نطمن الناس ونفسنا”.
وتابعت في تدوينة لها: “مافيش حاجة أهل أي سجين مظلوم يقدروا يعملوها غير إنهم يفضلوا يحكوا ويتكلموا عن كل حاجة حبايبهم بيمروا بيها في السجن .. يشاركوا الناس تفاصيل الرحلة وحياتهم، لحد ما تفرج، ويعملوا كل حاجة بإيدهم عشان اللي في السجن ما يحسش إنه عمره بيروح هدر وإن حبسه شئ عادي وإن ينفع نعتاده”.
وأضافت منى:”النهاردة بعد مجهود جبار من بني آدمين جمال، وبعد شغل ضاغط جدا عليهم بس كل تفصيلة عملوها بحب .. كتاب علاء بقى حقيقة واطبع وهيبقى متاح خلال أيام”.
وقالت منى: “نتمنى دي حاجة تسنده، نتمنى كم الحب اللي محطوط في الكتاب، وكم الاحتفاء به وبكتاباته يبقى تعويذة تهون عليه وتحمي قلبه لحد ما يخرج وينتهي الفصل ده كله من حياتنا”.
كانت دار «فيتزكارالدو إيديشنز»، أعلنت في وقت سابق، إصدار كتاب «أنت لم تهزم بعد» للمدون والناشط السياسي علاء عبدالفتاح، المحبوس احتياطيا على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا منذ سنتين، في 20 أكتوبر الجاري.
ويضم الكتاب مجموعة مقالات كتب علاء عبدالفتاح العديد منها وهو في السجن، وتمت ترجمتها من العربية إلى الإنجليزية. وتضم من الأطروحات حول التكنولوجيا، إلى نظريات التاريخ، إلى التأملات المؤلمة حول معنى السجن.
وقالت الدار عن عبدالفتاح، إنه «السجين السياسي الأكثر شهرة في مصر ، إن لم يكن في العالم العربي»، لافتة إلى أنه «شخصية بارزة بين التقنيين الشباب والمدونين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد صعد إلى الصدارة الدولية خلال ثورة 2011».
وأضافت أن أفكار علاء تمثل جيلًا عالميًا لم يعرف سوى النضال، مشيرة إلى أن صوته المكتوب جاء ليرمز إلى الكثير مما كان جديدًا وملهمًا وثوريًا حول الانتفاضات التي ميزت العقد الماضي.
يذكر أن دار «فيتزكارالدو إيديشنز»، هي دار نشر مستقلة متخصصة في الأدب الخيالي المعاصر والمقالات الطويلة. وتأسست الدار في العام 2014، وهي تركز على الكتابة الطموحة والخلاقة والمبتكرة، سواء في الترجمة أو في اللغة الإنجليزية.
ونقلت الدار عن المؤرخ المصري خالد فهمي، أستاذ الدراسات العربية الحديثة بجامعة كمبردج، قوله إن «علاء هو المواطن الأشجع والأكثر أهمية والأكثر تفاعلاً بيننا جميعًا. في الوقت الذي تحولت فيه مصر إلى سجن كبير ، تمكن علاء من التمسك بإنسانيته وأن يكون المصري الأكثر حرية».
وقالت جيليان سي يورك ، مديرة حرية التعبير الدولية في مؤسسة الحدود الإلكترونية، إن «علاء في السجن ليس لأنه ارتكب جريمة، ليس لأنه قال الكثير، ولكن لأن وجوده بحد ذاته يشكل تهديدًا على الدولة. أولئك الذين يتجرؤون، أولئك الذين لا يلينون، سيهددون دائمًا الدولة المرعبة والضعيفة في نهاية المطاف التي يجب عليها للبقاء على قيد الحياة سحق خصومها مثل الذباب. لكن علاء لن يسمح لنفسه أن يسحق هكذا، أنا أعرف ذلك».
وفي 14 سبتمبر 2021، أعربت عائلة علاء عبد الفتاح عن قلقها البالغ على حياته، وبحسب بيان الأسرة، فقد صادف أن ذهبت والدة علاء، ليلى سويف، قبل ذلك بيومين إلى مجمع سجون طرة لتوصيل بعض الاحتياجات اليومية وتبادل الرسائل.
ولكن أُبلغت ليلى سويف من قبل المسؤولين بإنه لا توجد رسالة من ابنها من دون تقديم تفسير. في اليوم التالي، كان من المقرر أن يمثل علاء أمام المحكمة لمراجعة احتجازه السابق للمحاكمة.
في ديسمبر 2013، ضبطت قوات الأمن علاء عبدالفتاح وأحيل للتحقيق في القضية التي عرفت إعلاميا باسم “أحداث مجلس الشورى”، والتي قضى على أثرها حكما بالسجن 5 سنوات، لكن هذه القضبة لم تكن الأخيرة في حياة الناشط البارز.
صدر الحكم ضد علاء بالسجن 5 سنوات والمراقبة الشرطية 5 سنوات أخرى، أي عليه يوميا أن يظل في قسم الشرطة منذ الساعة 6 مساءً وحتى الـ6 من صباح اليوم التالي، معاناة جديدة تضاف لقوائم الاستهداف ضد علاء فقط لكونه معارضا سياسيا.
ولحوالي 6 أشهر، ظل علاء ملتزما بمراقبته الشرطية اليومية، والتي كثيرا ما تحدث عن سوء أوضاعها وسوء أماكن احتجازه التي تستمر يوميا لمدة 12 ساعة.
ومقابل حديثه عن هذه الانتهاكات آنذاك، كتب علاء “أنا في خطر.. امبارح ضباط أمن وطني صحوني بالليل وهددوني بالحبس مجددا عقابا على كتابتي عن ظروف المراقبة.. دي ثاني مرة يجيلي تهديد بالشكل ده.. المرة دي رفضوا يفصحوا عن هوياتهم وتصرفوا بحدة”.
لم يكن يعلم علاء أنه على موعد مع القبض مرة أخرى، خاصة وأنه كان يقضي أغلب يومه داخل قسم الدقي ومن الطبيعي ألا يتم اتهامه بأي شيء لأنه تحت مراقبتهم، إلا أنه لم يسلم من موجة الاعتقالات التي طالت عدد من المعارضين بالتزامن مع دعوات النزول في 20 سبتمبر 2019.
وفي 29 سبتمبر الماضي، وأثناء انتظار والدته الدكتورة ليلى سويف أمام قسم الشرطة خروجه لانتهاء فترة المراقبة، فوجئت بالقبض عليه، حيث اصطحبته مأمورية من قوات الشرطة من قسم شرطة الدقي، بعد انتهاء فترة مراقبته اليومية، إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق.
ظهر علاء في اليوم التالي على ذمة القضية رقم ١٣٥٦ لسنة ٢٠١٩ حصر أمن دولة، وخلال التحقيقات معه وأثناء حضور محاميه، قررت النيابة التحفظ على المحامي محمد الباقر وضمه لنفس القضية أثناء حضوره التحقيقات معه.
وقررت النيابة حبسهما ١٥ يوما على ذمة القضية رقم ١٣٥٦ لسنة ٢٠١٩ حصر أمن دولة، بتهمة مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، نشر وإذاعة بيانات وأخبار كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.