أزمتا التضخم والطاقة تضربان أوروبا| عمال مصافي الوقود الفرنسية يواصلون الإضراب.. ومظاهرة لـ”البديل” الألماني في وسط برلين

وكالات

يواجه عدد كبير من الفرنسيين أزمة نقص الوقود في محطاتها بسبب إضراب نظمه عمال المصفاة التابعة لشركة “توتال” الفرنسية، وأمام التذمر الكبير، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون المواطنين إلى “الهدوء” والتحلي بـ”المسؤولية” من أجل وضع حد للأزمة. 

وتجددت حركة إضراب عمال شركتي “إكسون موبيل” و”توتال إنرجيز”، اليوم الأحد، بدعوة من “الكونفدرالية العامة للشغل” للمطالبة برفع أجورهم في مواجهة التضخم الذي تشهده البلاد.  

وفي تصريح لوكالة رويترز للأنباء قال ممثل للكونفدرالية إن الإضراب “مستمر في كل مكان”، مضيفا أنه لم تحدث اتصالات من “توتال إنرجيز” منذ دعوة الكونفدرالية أمس السبت رؤساء الشركة للبدء في مفاوضات تتعلق بالأجور. 

وتواجه أكثر من 20% من محطات الوقود الفرنسية مشكلات في الإمدادات منذ مطلع الأسبوع الجاري، بعدما تسببت الإضرابات في تعطيل العمليات في 4 من مصافي التكرير الرئيسية في البلاد. 

والجمعة الماضية، دعا ماكرون الفرنسيين إلى “الهدوء”، ءقائلا: “أتفهم القلق الذي ينتاب العديد من مواطنينا بخصوص نقص الوقود. أريد من هنا أن أبعث رسال أدعو فيها إلى الحفاظ على الهدوء والتحلي بالمسؤولية”. 

وأضاف ماكرون مخاطبا العمال المضربين “كل المطالب المتعلقة بالأجور مشروعة لكن لا ينبغي أن تمنع الآخرين من العيش أو من التنقل”. 

وغالبا ما تتسبب حركات الإضراب هذه في نقص كبير في الوقود على مستوى المحطات المخصصة لذلك. لكن شركة “توتال” ترى سببا آخر في ذلك، وهو النجاح الكبير الذي حققته سياسة تخفيض أسعار الوقود بـ20 سنتيم الذي اعتمدته منذ بداية شهر سبتمبر الماضي بالتزامن مع قرار آخر اتخذته الحكومة والمتعلق بتخفيض سعر لتر الوقود بـ30 سنتيم. 

وفي ألمانيا، تظاهر آلاف الأشخاص، أمس السبت، في وسط برلين بدعوة من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي احتجاجاً على التضخّم وسياسة الطاقة التي تنتهجها حكومة المستشار أولاف شولتس. 

ونظّمت مسيرة احتجاجية تحت شعار “أمن الطاقة وحماية من التضخم، بلدنا يأتي في المقام الأول”، وقد شارك فيها وفق الشرطة نحو ثمانية آلاف شخص قرب مقر البرلمان وبوابة براندنبورغ في وسط العاصمة الألمانية، فيما ذكر موقع RBB 24 الألماني أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 10 آلاف شخص، بحسب ما نقل عن الشرطة. 

ويسعى اليمين إلى استغلال تدهور شعبية حكومة شولتس في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة ومخاطر شح مواردها مع توقف إمدادات الغاز والنفط الروسيين. 

وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة لمواكبة المسيرة التي نظّمت بالقرب منها تظاهرات مضادة عدة شارك فيها نحو 1400 من النشطاء المناهضين للعنصرية. 

وأطلق المتظاهرون الذين رفع بعضهم الأعلام الألمانية والروسية وأيضا أعلاماً بالأسود والأبيض والأحمر ترمز لليمين في ألمانيا، هتافات على غرار “نحن الشعب” و”ليرحل هابيك”، في إشارة إلى وزير الاقتصاد الألماني المنتمي لحزب الخضر. 

ورفع متظاهرون لافتات كُتب عليها “لا للتسليح والحرب” احتجاجاً على تزويد أوكرانيا أسلحة غربية، وأيضاً “أريد الغاز والنفط الروسيين”. 

وتسجل شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” صعوداً منذ أسابيع وفق الاستطلاعات، وبلغت 15 بالمئة، بعدما تراجعت منذ العام 2020 وحتى منتصف العام الحالي من جراء انقساماته الداخلية ومعارضته تدابير مكافحة كوفيد. 

وتنظّم الحركة اليمينية التي تنشط خصوصاً في المناطق التي كانت سابقا ضمن “الجمهورية الألمانية الديموقراطية” (ألمانيا الشرقية سابقا)، مساء كل يوم اثنين تظاهرات في مدن ألمانية عدة.  

وذكرت الشرطة أن متظاهرين مناوئين لمظاهرة حزب البديل تجمعوا في أنحاء متفرقة من العصمة. وأوضح متحدث باسم الشرطة أن من الصعب تقدير مدى تأثيرات الاضطرابات الكبيرة لحركة المواصلات البعيدة في كل أنحاء شمال ألمانيا والتي تأثرت بها برلين أيضا، على عدد المشاركين. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *