أزمة ضرب المرأة.. أستاذ إعلام لرئيس جامعة القاهرة: كتابك بالمكتبات ويباع على الأرصفة ويجب أن تعتذر.. لماذا لم ترفع قضية على الناشر؟

كتب: عبد الرحمن بدر

علق الدكتور أيمن منصور ندا، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، على أزمة كتاب الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، الذي تحدث فيه عن ضرب المرأة لتأديبها، وعن حل بعض المشاكل الجنسية.

وقال ندا إن الكتاب مازال موجودًا في المكتبات ويباع على الأرصفة، مطالبا الخشت بالاعتذار.

وكتب ندا في تدوينة له: “هالني رد الدكتور محمد عثمان الخشت في بيانه، بشأن ما ورد بكتابه (المشاكل الزوجية وحلولها) بشأن المرأة، وما احتواه من أفكار تنتمي إلى العصر الجاهلي، وتعبر عن أفكار رجعية لا تمثل أياً من الأديان السماوية أو الفكر الإنساني الرشيد.. إذ يحتوي على كم كبير من المغالطات، ويحاول تجميل صورة الخشت دون أن يقدم دليلاً على ذلك”.

وتابع: “كتاب الدكتور الخشت موجود في المكتبات، ولقد قمت بشراء النسخة التي عرضتها في مقالي منذ يومين فقط.. والكتاب موجود أيضاً على أرصفة الشوارع وأمام المساجد، ويمكن للدكتور الخشت أن يذهب إلى مسجد الاستقامة بالجيزة ليجد الكتاب موجوداً على الرصيف”.

وأضاف أستاذ الإعلام: ما ذكره الدكتور الخشت عن تبرؤه من الكتاب غير صحيح.. فالكتاب موجود في السيرة الذاتية له (بالمناسبة لماذا حذفت السيرة الذاتية الخاصة بك من موقع الجامعة هذا الأسبوع؟!!). كما أنه يتقاضى عليه أجراً باعتباره المؤلف.. ويوزع في البلدان العربية.. وطباعته فاخرة.. وإلا لماذا لم ترفع قضية على الناشر طوال هذه المدة؟ ولمن عبرت عن استيائك من مضمونه؟ وأين؟ وما الدليل على ذلك؟.. لقد قمت مؤخراً بإهداء الكتاب إلى بعض زملائك في كلية الآداب، فهل كان ذلك قبل الاستياء أم بعده؟!.

كان الخشت، علق على الانتقادات الموجهة لكتابه (المشاكل الزوجية وحلولها في ضوء الكتاب والسنة)، والذي تحدث فيه عن ضربة المرأة، وحل عض المشاكل الجنسية.

وقال الخشت في بيان، أمس الثلاثاء: “لفت نظري تداول البعض لبوست على مواقع التواصل الاجتماعي يشير لكتاب قديم لي صدر عام ١٩٨٤ ويحمل عنوان (المشاكل الزوجية وحلولها في ضوء الكتاب والسنة)، وقد لفت هذا المنشور انتباه بعض الكاتبات والقيادات النسائية المحترمات فكتبن يتساءلن عن مدي صحة العبارات المقتطعة من سياقها.

وتابع: “أبدأ بالتأكيد على موقفي الواضح والقاطع في الإيمان بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات في ضوء اجتهادي في فهم الشرع الإسلامي الحنيف، وأعبر عن إيماني الأكيد بسياسة تمكين المرأة المصرية ضمن منظومة عمل المرأة المصرية، والتي عكست نفسها في محيطي المهني من خلال تولي المرأة لأكبر عدد من المناصب القيادية في جامعة القاهرة، بشكل لم يسبق حدوثه في تاريخ الجامعة العريقة”.

وأضاف الخشت: أما بخصوص الكتاب نفسه فاؤكد أنه غير موجود في الأسواق حاليا، وأنه كان في أساسه عبارة عن قراءة في عدد من الكتب التراثية التي تعرضت للحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين، وقد كان ذلك اجتهادا مبكرا مني أقدمت عليه وأنا دون العشرين من العمر، وتقدمت به للناشر الذي أجرى تغييرات في مضمون الكتاب أدت إلي الخلط بين رأي الباحث وبين آراء المصادر التي استند إليها، وهو ما أدى إلي خلاف بيننا نتج عنه عدم طبع الكتاب مرة أخرى”.

وقال رئيس جامعة القاهرة: “للأسف يزايد البعض على مواقفي المناصرة للمرأة التي عبرت عنها عبر العديد من كتبي ومقالاتي أكثر من أربعين عاما، ويحاول ان يثير بعض الشبهات بشأن كتاب مخالف للنص الذي كتبته وأنا دون العشرين عاما، ونشر بعدها عام ١٩٨٤ بعد أن امتدت له يد الناشر تحريرا وزيادة ونقصا، وعندما تم نشر الكتاب عبرت عن استيائي، ورفضت إعادة طبعه”.

وتابع: “جاءت كل كتاباتي بعد ذلك مؤكدة لاتجاهي وتقديري للمرأة، بوصفها أمي وزوجتي وبناتي، اللاتي أحبهن وأقدرهن ولا أسعد في حياتي دون وجودهن فيها نورا ورحمة وضياء. بل أن أي تقدم حققته في الحياة أنا مدين به بعد الله لأمي، ثم لزوجتي، ثم لبناتي”.

وأضاف: “قد أعقبت هذا الكتاب بالعديد من الكتب التي اجتهدت فيها في ايضاح الحقوق التي منحها الإسلام للمراة لعل أبرزها كتاب (نحو تأسيس عصر ديني جديد) فضلا عن عشرات المقالات في صحيفتي الأهرام والوطن أفردتها لمعالجة هذا الموضوع الهام، لقد صدر هذا الكتاب منذ ما يقرب أربعين عاما، وهي فترة كافية جدا للباحث والكاتب لإعادة النظر تجاه قضايا كثيرة وباكتساب مزيد من المعرفة والخبرة عبر ادوات البحث العلمي المختلفة هذا اذا افترضنا ان العبارات المقتطعة من سياقها كانت تعبر بالفعل عن أفكاري وقت صدور الكتاب”.

وتابع: “أطالب كتابنا وأعلامينا ونشاطاتنا ألا يقعن في نفس الخطأ الرهيب الذي كان يقع فيه التكفيريون والمتربصون حين كانوا يقتطعون بعض العبارات من سياقها التاريخي والإبداعي وياخذونها ذريعة لتكفير الكتاب والمفكرين”.

واختتم رئيس جامعة القاهرة: أختم هذا البيان بالتأكيد على كامل احترامي للمرأة المصرية، حافظة المجتمع وراعية القيم ومصدر القوة، اليوم والأمس وغدا، وحفظ الله مصرنا الغالية من كل سوء وشر ..والله ولي التوفيق.

كانت مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، دعت الخشت، إلى التفكير في كل صفحات كتابه (حلول للمشاكل الزوجية في ضوء الكتاب والسنة والمعارف الحديثة)، وأن يخرج بنسخة جديدة، وأعطى فيه نصائح للأزواج في حالات العجز أو البرود الجنسي.

وقال مايا في تدوينة لها، أمس الثلاثاء: “رسالة صادقة إلى دكتور محمد عثمان الخشت، الباحث والكاتب ظهر على السطح في الآونة الأخيرة هذا الكتاب الذي يظهر فيه رقم الإيداع لتاريخ سنة ١٩٨٤عن التحدث في (حلول للمشاكل الزوجية في ضوء الكتاب والسنة والمعارف الحديثة) لن أخوض كثيرا في تفاصيل الكتاب، لأن ما نطالب به اليوم هو احترام وتقدير المرأة كما جاء في الإسلام نظرة تكريمٍ واعتزازٍ واحترام”.

وتابعت: “الإسلام قد أعطى المرأة حقوقها بعد أن عانت المرأة في الجاهلية من ضياعها والتي من أهمها الحق في الحياة، العنف مرفوض تمام، والصبغة والصيغة الموجودة في الكتاب ايضا لا يقبلها عقل ولا رؤية حديثة لتجديد الخطاب الديني”.

واختتمت مايا مرسي: “دعوة صادقة أن يُعيد الدكتور الخشت التفكير في كل صفحات الكتاب، وأن يخرج علينا بنسخة جديدة، (وعاشروهن بالمعروف)، صدق الله العظيم”.

وقالت الكاتبة عزة كامل: “أصابني الفزع والهلع والحزن والاندهاش وأنا أقرأ كتاب (المشاكل الزوجية وحلولها في ضوء الكتاب والسنة) للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة المصرية، لم أتصور للحظة أن يؤسس لقبول العنف الواقع علي النساء، ويصبغه بصبغة علمية وأن يفتي في أمور العجز والبرود الجنسي وكأنه متخصص وخبير في ذلك”.

وتابعت: “يؤكد الدكتور الخشت في كتابه إلى أنه من المعلوم في العُرف والعِلم أن إحساس المرأة بالجنس أشدّ وأعمق وأشمل من الرجل، ولذا فهي في حاجة مستمرة للإشباع… وينبغي على الرجل أن يأتيها في كل أربع ليال مرة، فهو أعدل، لأن عدد النساء أربعة، فجاز التأخير إلى هذا الحد.. وينبغي أن يزيد أو ينقص حسب حاجتها إلى التحصين”.

وأضافت عزة: “يقدم لنا الدكتور الخشت في كتابه رأيه لقبول ممارسة العنف ضد المرأة منها حق وفعالية ضرب الرجل لزوجته في كثير من الحالات، إذ قرر علم النفس أن هناك صنفين من النساء يناسبهما هذا الأسلوب تماماً؛ لأنه يعالج عند الصنف الأول انحرافاً نفسياً معيناً، ويسبب نوعاً من اللذة والرضا للصنف الثاني.. وهاكم تصنيف علم النفس لهذين الصنفين من النساء: الصنف الأول: يجدن لذة ومتعة في القسوة والتسلط والسيطرة على الزوج.. ومثل هذا الصنف لابد من كسر شوكته؛ حتى يرتد إلى حالته السوية، وهذا لا يكون إلا بالضرب.. الصنف الثاني: يجدن لذة للضرب تشبه اللذة الجنسية (ماسوشيزم). ذلك أن نسبة من النساء بعد عدد من مرات الضرب يتملكهن في الضرب إحساس بمتعة أقرب إلى المتعة الجنسية”..

وقال الكاتبة إنه “من وجهة نظره أن علاج البرود عند المرأة لا يقع كل أعبائه على الرجل فحسب.. إذ على المرأة أن تجتهد في أن تكون تلميذة مطيعة، لكي تصبح في المستقبل أستاذة عالمية في الحب”.

وتابعت: “يتحفنا الدكتور الخشت بحكمة عجيبة أنه لا شيء أضمن للسعادة الزوجية ولا آمن على رجولة وإخلاص الزوج، غير خبرة الزوجة في فن الحب، والوفاق الذي يتم في الليل نادراً ما تزول سعادته في وضح النهار، إذاً علي الرجال أن يختاروا السيدات ذوات الخبرة”.

وأضافت: ماذا نسمي هذا الفكر، وهذه الآراء التي تأتي من رئيس أعرق جامعة مصرية، والتي يعتمد فيها علي أراء فقهية عفي عليها الزمن، في الوقت التي تبذل فيه المنظمات النسو ية والمجلس القًومي للمرأة لوضع استراتيجيات وخطط ومشاريع قوانين لمناهضة العنف الواقع على النساء والفتيات والسعي بإلغاء التمييز بين الجنسين؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *