أزمة أسامة هيكل.. المعركة مستمرة: ميري يدخل على الخط.. وصلاح والباز يواصلان الهجوم: رجال تركيا يساندونك.. وقلاش: كانوا معه وقت أزمة قانون الصحافة

تدشين حملة لدعم أسامة هيكل ضد منتقديه على مواقع التواصل.. وأحد المعلقين: القائمون على الإعلام يدافعون عن مكتسباتهم ومواقعهم

ميري: فشل في فرض أصدقائه بقيادة هيئات الإعلام والهيمنة.. خالد صلاح: قنوات المخابرات التركية بيردولك الواجب.. والباز: يسير إلى حتفه بقدميه.. الاستقالة أكرم وأفضل

قلاش: المكلفون بقيادة هذه الحملة هم الذين جمعهم للبرلمان لتأييد التغييرات الكارثية على قانون الصحافة.. وقاسم: مين كان يصدق

عبد الرحمن بدر وأحمد سلامة

مرة أخرى تتجدد الأزمة التي لم تتوقف، معركة شرسة، وحرب تكسير عظام تدور رحاها بين وزير الدولة لشئون الإعلام أسامة هيكل من جانب، وعدد من الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة من جانب آخر.

بدأت الأزمة أمس الأول، حينما كتب هيكل عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) تدوينة قال فيها: “الأعمار أقل من 35 سنة، ويمثلوا حوالي 60 أو 65% من المجتمع، لا يقرءون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون، وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات”.

تصريح هيكل كان سببًا في تأجج حملة الترصد -كما وصفها بعض المتابعين- فخرج عدد كبير من رؤساء التحرير ينتقدون أداء الوزارة طوال الفترة الماضية، ما دفع هيكل إلى الخروج من جديد عبر صفحته ليقول “صدرت الأوامر بشن حملة جديدة على شخصي … بعد حملة سابقة منذ شهرين …ففي توقيت واحد ، وبنفس الكلمات ، شنت أقلام معروف للكافة من يحركها بالتساؤلات نفسها حول ماذا فعلت منذ توليت المسؤلية؟ ولماذا لا أصمت؟ ولماذا لا أبحث عن وظيفة أخرى؟”، مؤكدًا أنه لن يرد على هؤلاء وإنما سيرد على “من أعطى لهم الأوامر بالكتابة”.

خالد ميري، رئيس تحرير الأخبار، ووكيل نقابة الصحفيين، دخل على خط الأزمة، وقال ميري في مقال اليوم الأحد، بالأخبار بعنوان (من يدفع الثمن؟) عن هيكل: “الرجل تفرغ لتصريحات تبشرنا بنهاية الصحافة الورقية وتراجع تأثير الصحافة والإعلام، مستندا إلى دراسات وهمية هو وحده من يعلم بها فلا توجد جهة أعدت هذه الدراسة العلمية أو لديها القدرات لإعدادها”.

وأضاف: “فشل فى فرض أصدقائه فى قيادة هيئات الإعلام وفشلت خطته فى الهيمنة عليها.. فاختار أسهل الطرق وهو الهجوم والانتقاد دون أن يقدم حلا واحدا لأية مشكلة، وعندما رد عليه زملاء له كبار وصغار تجاوز فى حق الجميع وأصبحت كلماته هى النجم فى قنوات إخوان الإرهاب والمادة الدسمة لبرامجها المسمومة التى لا هدف لها سوى الفتنة والشر”.

وتابع ميري: “وزير الدولة يجلس فى كرسى الوزارة الوثير، ويجمع معه رئاسة مدينة الإنتاج الإعلامى التابعة للهيئة الوطنية للإعلام وعضوية مجالس إدارة شركات كبرى، يتقاضى مبالغ طائلة يتمنى كل صحفى لو حصل عليها لشهر واحد، ومن القصر الذى أصبح مكتبا له يوجه تصريحاته النارية، تصريحات تضرب خطط الإصلاح.. لا تقدم حلولا لكنها تؤثر سلبا على كل الصحف ووسائل الإعلام الوطنية”.

عاد خالد صلاح، رئيس تحريراليوم السابع للهجوم على أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام.

وقال صلاح: “أكيد أسامة هيكل فرحان إن قنوات المخابرات التركية وأقذر عملاء اسطنبول الخونة واقفين جنبه وبيدافعوا عنه، مبروك الوقفة الكبيرة اللي عاملينها الزبالة اللي بيشتغلوا بأوامر ضباط تركيا”.

وأضاف في حسابه على (فيس بوك): “بيردولك الواجب اللي عملته وبيساندوك ضد الباز ووائل الإبراشي وخالد صلاح وكل الصحفيين والإعلاميين فى بلدك”.

وتابع صلاح: “مبروك يا أسامة أكيد كنت مشغل القنوات دي امبارح وفرحان بالمساندة العظيمة وبتشتم ماسبيرو ومدينة الإنتاج وكل صحف وإعلام مصر كالعادة”.

وقال رئيس تحرير اليوم السابع مخاطبًا هيكل: “اللي واقفين معاك دلوقتي بتوع تركيا وظباطها، إحنا بتوع مصر يا وجيشها وبس يا أسامة، بفكرك عشان ما تنساش وتفرح أوي، عشان ما تفرحش بأوسمة يمنحها لك عساكر العدو، اصحى يا حبيبي واصحوا يا خونة اسطنبول إنت وهو، إنتوا بتقولوا بتجيلنا أوامر من ضباط مصر، وعايشين فى الوهم”.

وأضاف: “طب على الأقل جزم ضباط مصر أشرف من كل خاين بيركع لضباط تركيا وبيبوس جزمة كل أعداء مصر، اصحى يا حبيبي، مصر كلها شايفة وفاهمة، اصحوا، عشان إحنا كمان .. مكملين”.

وقال محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير الدستور في تعليق جديد: “قلت لأسامة هيكل أن يتقدم باستقالته فهذا أكرم وأفضل له، لكن الوزير الذي ليس له في السياسة أو الإعلام يسير إلى حتفه بقدميه”.

الأمر أثار شهية رواد السوشيال ميديا، فعلى صفحة خالد صلاح نفسها، رد أحد المتابعين قائلا “هو مينفعش يبقى اللي بياخد تعليمات من ضباط تركيا غلط واللي بياخد تعليمات من ضباط مصر برضه غلط ؟!”.

ورد أحد المتابعين على الباز بقوله: “أسامة هيكل لم يخطىء.. فعلا التليفزيون لا يُشاهد ولا الجرائد تُقرأ.. وإلا لماذا توجهتم أنتم للفيس بوك تنشرون مقالاتكم فيه وتعلنون عن ظهوركم في برنامج كذا على قناة كذا وتابعوني أنا فلان، أصحاب المعاشات يشاهدون الأفلام والمسلسلات فقط، ومن دون ذلك يتجهون للفيس بوك”.

عبر مواقع التواصل أيضًا انطلقت حملة لدعم هيكل ضد منتقديه، صفحة جديدة حملت اسم “متضامن مع أسامة هيكل”، استعرضت بعض الحقائق هو تأثير الإعلام المصري في الجمهور.

الصفحة الجديدة أعادت نشر مقطع من المؤتمر الوطني للشباب والذي انعقد في مركز المنارة عام 2019 بحضور عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.. خلال المؤتمر تم استعراض إحصائية أكدت أن (مواقع التواصل الاجتماعي هي المصدر الأكبر للمعلومات والأخبار في مصر وتشكل 48% من مصادر الأخبار للشعب، بينما تشكل الصحافة 4.5% فقط).

الصفحة أعادت نشر بعض التدوينات لعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وفيها يبدون تأييدهم لما ذهب إليه أسامة هيكل.. أحد المدونين كتب يقول “تحدث وزير الإعلام بصراحة عن أوضاع الصحف وقنوات التلفزيون والإعلام التقليدي، وقال كلاما نردده بأنفسها، فانفجرت في وجهه ماسورة انتقادات وصلت إلى حد التجريح، ودافع القائمون على الإعلام عن مكتسباتهم ومواقعهم، واستخدموا منصاتهم للنيل منه والخلاص من وجوده”.

وأضافت التدوينة “الوزير صريح وواضح ومباشر دون لف أو دوران، لكن مشكلته أنه بلا صلاحيات تمكنه من تغيير الوضع القائم للإعلام، أو منصات يستخدمها للتعبير عن رؤيته للواقع وتحديات المستقبل، أو تأثير على حيتان الإعلام المستفيدين من بقاء الوضع المتردي على ما هو عليه”.

بدوره قال يحيى قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق: “الحملة على الأخ أسامة هيكل كاشفة لمشهد مؤسف وعبثي لا نعرف نهايته إلا بتدخل عاقل أو فاهم  والمهنة ومستقبل الصحافة والإعلام ليست هي عنوان هذه الحملة لأنه أصبح لايهم أحدًا من هؤلاء الذين يقودونها”.

وأضاف: “الملفت والمثير أن المكلفين بقيادة هذه الحملة الآن هم الذين جمعهم واستدعاهم هيكل ( ومن رتبوا معه بالطبع ) عندما كان رئيسًا للجنة الثقافة والاعلام لعمل تظاهرة (بلدي) تحت قبة البرلمان منذ عدة سنوات بقيادة الاستاذ مكرم محمد أحمد لتأييد التغييرات الكارثية على (القانون الموحد للصحافة والإعلام) و الهجوم علي نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة الذين اعترضوا عليها وحذروا من خطورتها على المهنة”.

واختتم قلاش: “اللهم جلت قدرتك احفظ لنا ما تبقي من عقول رشيدة .. وإننا نستودعك مهنتنا أمانة لتنقذ ماتبقى منها وقد كانت تاج وصاحبة جلاله، أو لطفك بموت رحيم”.

الخبير الإعلامي هشام قاسم علق على الأزمة بقوله: “مين كان يصدق، أسامة هيكل اللي من كام شهر أرسل رجالته لاحتلال مكتب مكرم محمد أحمد استعدادا لإرساله لحارة النسيان، النهاردة بيستعد علشان يحصله ليها، لقد جمع (أو سمح له أن يجمع) ما بين عضوية البرلمان حيث رأس لجنة الإعلام، ورئاسة مدينة الإنتاج الإعلامي ثم وزارة الدولة للإعلام بالمخالفة للدستور والقانون بل وابسط قواعد اللياقة السياسية”.

وأضاف: “ياترى بكرة حتلاقي تحقيق اتفتح معاه عن هذه الإحم إحم (مخالفات) وأبواب جهنم بالتوازي تتفتح عليه؟ وإلا ربنا حيلطف بيه وتجيله جلطة زي اللي جابها لمكرم؟ يقال أن الغضب عليه لأسباب فنيه مرتبطة بأدئه، يمكن … انا عن نفسي مش ناوي اطلع عليها، وإن كنت انصح بعملها مادة انشاء في فصول الإبتدائي، أكتب رأيك: هل كان أسامة هيكل محق في منهجه لإصلاح الإعلام المصري؟”.

يذكر أن هيكل رد بالأمس على حملة الهجوم عليه بقوله: “صدرت الأوامر بشن حملة جديدة على شخصي … بعد حملة سابقة منذ شهرين …ففي توقيت واحد ، وبنفس الكلمات ، شنت أقلام معروف للكافة من يحركها بالتساؤلات نفسها حول ماذا فعلت منذ توليت المسؤليه؟ ولماذا لا أصمت؟ ولماذا لا ابحث عن وظيفة أخرى؟ واحدهم يتهمني بأنني بتصريحاتي سأتسبب في عدم إقبال المعلنين على الإعلان في الصحف”.

وتابع: “لا إبداع على الإطلاق … نفس الكلمات ونفس الأسماء، بل ونفس التوقيت. أقول لهؤلاء إن أخطر أنواع الفساد هو أن يترك الكاتب قلمه لغيره، ويكتفى هو بالتوقيع، والحقيقة إنني لا أريد أن أرد على هؤلاء لأنهم مجرد أدوات … ولكنني سأرد على من أعطى لهم الأمر بالكتابة فلم يترددوا للحظة واحدة، طمعا في الرضا والعفو والسماح. فإنهم إن لم يمتثلوا سيطاح بهم”.

وأضاف هيكل: “ارد مبدئيا على من أعطى الأمر … بأنني لن أصمت فأنا أقول الحقيقة، والحقيقة ستظهر إن عاجلا أو آجلا، فقد أهدرتم الكثير والكثير بلا خبره وبلا هدف واضح، ولم يعد أحد  لايعرف،  وأما الادعاء بأن تصريحاتي ستؤثر سلبا على إعلانات الصحف، فأقول لكم إن أرقام التوزيع الحقيقية الرسمية موجودة، وصحفكم خالية من الإعلانات منذ شهور طويلة حتى قبل أن اتولي منصبي، فإن أعلنتها لوجبت محاسبه كل من شارك في هذه الجرائم”.

واختتم هيكل قائلا: “أقول لمن يريدني أن أبحث عن وظيفة تناسب قدراتي، فتاريخ كل منا يحدد قدرات كل منا، كفاكم عبثا وسذاجة، واتركوا غيركم يعمل لعله يصلح مافشلتم فيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *