مصر في مرمى النيران بسبب فيروس كورونا.. الخطر “مرتفع جدًا”

في تصريح جديد، قال وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران، على هامش زيارته مقاطعة كريبي أون فالوا شمالي غرب فرنسا، إن إجمالي إصابات فيروس كورونا المؤكدة في بلاده ارتفع إلى 57 حالة بينها 6 حالات قادمة من مصر، مع تسجيل 19 إصابة جديدة بالفيروس، الجمعة، بعد أن كان إجمالي الإصابات، يوم الخميس، 38.

وتزيد تصريحات وزير الصحة الفرنسي من الضغوط على مصر، حيث تشكك هذا المزاعم من من شفافية مصر وإجراءات الحجر الصحى التي تتبعها الحكومة المصرية فى المطارات والموانى لمواجهة الفيروس.

وكان فيران، قد صرح الخميس الماضي، في مؤتمر صحفي حول إجمالي المصابين بفيروس كورونا في بلاده، إن اثنين ممن ثبتت إصابتهم بالفيروس قد عادا مؤخرًا من رحلة إلى مصر، وهما حاليًا في حالة صحية “خطرة”.

وجاءت تصريحات “فيران” بالتزامن مع إعلان وزارة الصحة المصرية، في ذات اليوم، تعافي أول حالة إصابة بكورونا لشخص “أجنبي” داخل البلاد.

وردًا على تصريحات وزير الصحة الفرنسي، التي أطلقها الخميس الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد إن الوزارة تواصلت مع سفارة مصر في فرنسا للحصول على معلومات بشأن ما ذكره وزير الصحة الفرنسي، موضحا أنه لم يصل إلى الوزارة أي بيانات حتى الآن بخصوص هذا الأمر.

وأضاف مجاهد في تصريح صحفي، صباح الجمعة، أنه تم التواصل مع منظمة الصحة العالمية ولم يتم الوقوف على وجود بيانات بشأن تلك الحالتين. لكن مواقع مصرية أكدت، السبت، أن وزارة الصحة والسكان المصرية، ومنظمة الصحة العالمية طالبتا فرنسا ببيانات المشتبة فى إصابتهم بكورونا بعد عودتهم من مصر

وفي اجتماع لمتابعة إجراءات التعامل مع الفيروس، الخميس، قال رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، إنه “لا توجد أي حالة إصابة بفيروس كورونا في مصر.. ولن نخفي شيئاً”، حسب بيان نُشر في الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء في فيس بوك.

وأكد مدبولي أنه يجري التنسيق بين كافة الجهات المعنية، لتنفيذ الأدوار المطلوبة من كل منها في إطار خطة الدولة لمواجهة هذا الفيروس، كما يتم التنسيق اليومي مع منظمة الصحة العالمية، وتطبيق تعليمات المنظمة بهذا الشأن، مؤكداً أن تقارير المنظمة تؤكد خلو مصر من الفيروس، ومشدداً على أن الدولة لن تخفي شيئاً في هذا الخصوص وتتعامل مع هذا الملف بكل الشفافية.

لكن في اليوم التالي من تصريحات رئيس الحكومة المصرية، أعلن مسؤول في وزارة الصحة في كندا، أن رجلا في الثمانينيات من عمره قدم من مصر مؤخرا، تم تأكيد إصابته بفيروس كورونا المستجد، ليكون الحالة الثامنة في مقاطعة أونتاريو.

وبحسب شبكة (سي بي إس) الإخبارية الكندية فإن الرجل الذي جاء من مصر يوم 20 فبراير/شباط الجاري دخل إلى قسم الطوارئ بأحد مستشفيات المقاطعة، مشيرة إلى أنه في حالة صحية جيدة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، السبت، أنها تتواصل حاليا مع سفارة مصر فى كندا للتعرف على ملابسات ما ذكرته وزارة الصحة الكندية باكتشاف حالة مصابة بالكورونا لديها سجل سفر إلى مصر مؤخرا.

وقالت الوزارة إن هناك تواصل عال المستوى مع منظمة الصحة العالمية بذات الشأن، للتعرف على خط سير والأماكن التى زارها الكندى للتمكن من فحصها وتأمينها.

لكن الصحة أكدت في ذات الوقت أن “مصر لم تسجل أى حالات مصابة بالمرض حالياً أو حتى حاملة للفيروس”.

وأضافت الوزارة أن إجراءات الحجر الصحى تتم فى المطارات والموانى المصرية بشكل دقيق للغاية، ويتم فحص القادمين من الخارج من خلال المسح الحرارى والمناظرة الطبية مع تحرير كروت المراقبة الصحية للتتبع حال ظهور أى مشاكل صحية تتعلق بالمرض أو بغيرة من الأوبئة.

واتهم الإعلامي المصري، عمرو أديب فرنسا بالامتناع عن تقديم تفاصيل عن هؤلاء المصابين، وقال مساء الجمعة في برنامج “الحكاية” على فضائية MBC: “موقف غريب جدا من فرنسا، يا جماعة طيب قولوا لنا الـ2 دول مين؟ لأ.. طيب يا جماعة قولوا لنا كانوا في أي طيارة؟ لأ.. طيب يا جماعة رجعوا أيمتا؟ لأ.. موقف غريب جدا من فرنسا، ومثل هذه المواقف في العالم مينفعش فيها الكلام ده..”

لكن التصريحات الجديدة لوزير الصحة الفرنسي، السبت، حول ارتفاع حالات المصابين في بلاده إلى 57 حالة، ولتي حدد خلالها ست حالات مُسجلة في مدينة آنسي (جنوب شرق البلاد)، تتعلق “بمسافرين عائدين من رحلات مُنظمة إلى مصر”، تجعل من الإجراءات الوقائية والكشفية المصرية محل شك.

ودفعت التصريحات الفرنسية والكندية، النائب عبدالكريم الكندري، عضو مجلس الأمة في الكويت، بمطالبة بلاده فحص القادمين من مصر إلى دولة الكويت، ووقال إن شفافية مصر بالإعلان عن المصابين ليست من شأننا لكن ما يعنينا هو التعامل بحذر مع الحالات القادمة من هناك.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشادت بالإجراءات الوقائية والكشفية المصرية، معتبرة أنها من أولى الدول التي وضعت خطة وقائية للتصدي لفيروس كورونا المستجدّ، مشيدة بشفافية الحكومة في الإبلاغ الفوري عن الحالة لمنظمة الصحة العالمية وإمدادها ببياناتها الوبائية، مما يُسهم في دراسة وبائيات المرض في العالم.

ورفعت منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، مستوى خطورة انتشار فيروس كورونا في العالم إلى “مرتفع جدًا”، تزامنا مع وصوله إلى أكثر من 50 دولة.

وعلى موقع التواصل الاجتماعي، سخر مصريون من تأكيد وزارة الصحة خلو مصر من الإصابات، وطالب مغردون المواطنين توخي الحيطة والحذر.

وقال شخص يدعى أحمد عبد القوي: “النهاردة كندا أكدت إصابة شخص عاد من مصر قبل أسبوع بفيروس كورونا، وفرنسا أكدت إصابة 6 مواطنين عائدين من مصر في ليلة واحدة، ووزارة الصحة الكويتية أعلنت من شوي إنها اتخذت تدابير إضافية وقائية للقادمين من مصر، ومصر نفسها اللي بقت بتصدر للعالم #كورونا بتقول إنها خالية من الإصابات!”

فيما قال شخص يدعى أيمن شويقى: “بعد اعلان عدة دول اكتشاف حالات اصابة بوباء كورونا لمواطنين عائدين من مصر وآخرها فرنسا التي اشارت الي عدم امتلاك مصر امكانيات اكتشافه على جميع المواطنين توخي الحيطة والحذر واتخاذ التدابير الوقائية لتفادي خطر تفشي الوباء وعدم الاعتماد على الحكومة.. أشقى بروحك وربنا يستر”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *