دينا توفيق تكتب : مجتمع المجارى والسينما النظيفة والولاعة الصاروخ لامؤاخذه !!

استمتع بأننى انخز الخامل فأمخمضه وأفيقه من سباته.. وبأننى أكشف المستور أو المتستر عليه وأشرحه (من التشريح) وأحلله وبأننى اتكلم عن المسكوت عنه وأنطقه ليقر ويعترف بخيانته لأمانة الكلمة ..
هكذا وجدت أن الحياة يكون لها معنى ..
واعتقد أني خسرت كتير لهذا السبب ..
ولكن ما أعتقده أيضا أني كسبت اكتر ..
ويمكن احترامي لنفسى كان أهم وأكبر مكسب ..

لا أحب الفضح كفعل مشين ولكننى لا أحب التحتاني وأرى أن الكشف فضيلة لم يعترف بها المتطرف ولذلك كانت رحلتى زخم من الكشف ..
والكشف ده مكنش منظرة ولكننى أعتقد أنه ضمير صاحي لا يحمل على كاهله ذنب تجهيل أو تعمية كالمستشرى اليوم بين عموم هذا المجتمع النعامى الصفة المفضوح بتعري إليتيه وهو يظن نفسه مستورا ..
أكره السخافة والباطنية والتعمية ..
بحب الأشياء على المفتشر وعلى عينك يا تاجر …
والمجتمع بكل أسف مستخبى من بعضه ومخبر على بعضه بناء على تكوينه المتجذر والمتأصل فى السخافة ..
وهى دى المصيبة ..

مش كاتبة الكلمتين دول عشان النسخة العربية من perfect strangers لكن مش هقدر أدعي أن المعركة السخيفة الدائرة حوله سبب أني قررت اطلع أبرأ ساحتي كفرد طبيعي حر فى مجتمع مدعي لص آفاق جبان ..
أيوة بالظبط ..

مجتمع من المواطنين الشرفاء اللي الشرف عندهم قال زي عود الكبريت لامؤاخذة، وهو ولاعة صاروخ برضه لامؤاخذة.

مجتمع متسلع تسليع حرامية وسوق سوداء يباع ويشترى لأعلى سعر وهو بضاعته بخسة فاسدة ولكن قانون السوق تغير وفقا للشراهة والاستهلاكية ..

مجتمع يستمتع بالكذب وصناعة الخونة الأفاقين وعبدة الفراعين ..
مجتمع المجاري والمجارير.. كل شىء فى الدرا يحدث ببساطة بمنطق عيش ندل جبان تموت مستور ومحدش ممكن يجيب سيرتك بنص كلمة ..

مجتمعنا اللعين فرض قوته لصالح الرديء اللامع او اللا فن البراق فى الكتابة والمزيكا والسيما ولا اعرف لصالح من ؟!!
روايات مفرغة وأفلام مبتورة ومزيكا صدئة

كل ذلك باسم الأخلاق والنظافة والقيم

مجتمعنا هو نتاج وهابية السبعينيات وارد السعودية التى تضرب الاآن عرض الحائط بكل ما افسدت به مصر تحديدا.. فلا أمر بالمعروف ولا نهى عن المنكر بلسوعة بوبوهات الستات فى الحرم.. ولا مراوح وتليفزيونات ولا شراء شقق وصناعة عشوائيات مدينة نصر التى خلقت أزمة الإسكان بمنتهى الوقاحة.. ولا اصوليين ولا سلفيين ولا اخوان ولا نيلة عندهم الان بارات وديسكوهات وحفلات ومهرجانات لا تتهم بكونها ملهمة بانها رقيعة ولا سافلة ولا حتى منحلة ذلك الوصف الشهير لشارع الهرم والسينما المصرية سابقا وان المصريات كلهن رقاصات ..
ووجد ان الستينات وما ادراك ما الستينات عبارة تعبر عنه وان زهوة المجتمع المصرى القديمة فى بداية القرن العشرين لا تعبر عنه ..

مجتمعنا الذي أحب مصطلح السينما النظيفة مثلا والتي ترعرعت فى أواخر التسعينيات والألفية الجديدة التى صنعت نجومية الجيل الذى بدأ الان يتمرد على كل شروط الصفقة التى قبلها ليصبح مشهورا ..
إن من يقاوم الآن ويتمرد هو جيل يسلم الآن بكل ما انكره من قبل وعاش عليه وصنع منه كيانه …
ولكن المجتمع الحالى الذى تشرب الصلف والغرور والعناد المقتبس من نسخة أصولية غبية هو من ينكره الآن ويتهمه بالنزق ويحاول ان يضرب ثورته ..

المشوار طويل والثورة من أجل عقل مستنير مستمرة !!
مش هدافع عن الحرية لان الحرية خير مدافع عن نفسها ..
ولن أسمح ان تكون تهمة المستنير بانه يحرض على المثلية او خلع الاندر وير ..
لن أسمح لنفسى ان اسقط فى المستنقع او ذلك الفخ الذى نصبه المجتمع للاحرار وكأنه يحرجهم ويشهر بهم لاننى مقتنعة بانه لا يصح الا الصحيح وان الحرية مستمرة  …….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *