تحذير أممي خطير: غزة والسودان وجنوب السودان على رأس قائمة الموت جوعاً
كتب – أحمد سلامة
في تقرير جديد يدق ناقوس الخطر، حذّرت الأمم المتحدة من أن سكان مناطق النزاع، وفي مقدمتها غزة والسودان وجنوب السودان، يواجهون خطر المجاعة الحقيقية خلال الأشهر المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح وتفادي كارثة إنسانية.
وصدر التقرير المشترك عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، وحمل عنوان “بؤر الجوع الساخنة”، مشيرًا إلى أن الأوضاع في خمس مناطق حول العالم بلغت مستوى “القلق الأقصى”، وهي فلسطين (قطاع غزة)، السودان، جنوب السودان، هايتي، ومالي، حيث يعاني سكانها من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي نتيجة تصاعد الحروب، والأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية.
التقرير أوضح أن هذه الدول “تشهد تدهورًا متسارعًا” في الأوضاع الغذائية، وأكد أن عدم الاستجابة الإنسانية السريعة سيعني حرفيًا تهديد حياة الملايين، خاصة مع التراجع الكبير في حجم المساعدات الدولية وتعقيد إيصالها بسبب النزاعات المسلحة والعوائق البيروقراطية وانعدام الأمن.
ووفقًا للمدير العام للفاو، شو دونيو، فإن الجوع لم يعد “تهديدًا بعيدًا”، بل تحول إلى “حالة طوارئ يومية”، مشددًا على ضرورة التحرك الجماعي والعاجل لحماية الأرواح، وضمان بقاء السكان على قيد الحياة من خلال حماية مزارعهم وثرواتهم الحيوانية.
من جهتها، وصفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، التقرير بأنه “إنذار أحمر”، وقالت إن الأدوات والخبرات موجودة لدى المنظمات الإنسانية، لكن غياب التمويل وعدم القدرة على الوصول للمحتاجين يضعف أي محاولة فعالة للإنقاذ.
التقرير أشار إلى أن تدهور الأمن الغذائي الحاد سيطال 13 دولة وإقليمًا في الفترة المقبلة، من بينها اليمن والكونغو الديمقراطية ونيجيريا وسوريا والصومال وبوركينا فاسو وتشاد وميانمار، مشددًا على ضرورة الاستثمار المبكر في الاستجابة الإنسانية الوقائية كحل أقل تكلفة وأكثر فاعلية من التدخل المتأخر بعد تفاقم الكارثة.
في ظل هذا التحذير الأممي الخطير، يواجه المجتمع الدولي اختبارًا أخلاقيًا وإنسانيًا جديدًا؛ فإما التحرك الفوري لإنقاذ ملايين الأرواح المهددة، أو التواطؤ في صمت قد يتحول إلى مجازر جماعية بالجوع.