القصة الكاملة للاعتداء على طالبة التجمع الخامس.. النيابة تحقق في الواقعة وقرارت عاجلة للتعليم وتحركات برلمانية
التقرير الطبي: إصابة كرمة بكسر في الأنف وكدمات متفرقة في الرأس ما استدعى التدخل الطبي
والد الطالبة: لن أتنازل عن حق ابنتي ومستمر في اتخاذ الإجراءات القانونية
وزير التعليم يفصل الطالبات المشاركات في الاعتداء على الطالبة ويحرمهم من التقديم فى أي مدرسة إلا العام المقبل
نائبة: الواقعة تمثل تقصيرًا إداريًا وأمنيًا جسيمًا داخل المدرسة.. يجب أن تكون المدارس بيئة آمنة
كتب: عبدالرحمن بدر وصحف
أثارت واقعة اعتداء طالبات على زميلتهن داخل مدرسة في التجمع الخامس، العديد من ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي
كانت البداية بتداول مقطع فيديو يظهر قيام فتيات بضرب زميلتهن داخل فناء المدرسة مع ترديد شتائم مشينة، وعقبها تداولت وسائل إعلام مصرية صورة الطالبة وبها عدة إصابات وكسور بالوجه وسحجات بالوجه والجسم إثر المشاجرة.
واستدعت النيابة أسرة المجني عليها ومسؤولًا إداريًا بالمدرسة لسماع أقوالهم حول ملابسات الحادث، وأمرت بالتحفظ على مقطع الفيديو.
واستمعت النيابة إلى أقوال أسرة الطالبة المجني عليها، فيما اتهم والدها المدرسة بالإهمال وعدم تدخل أي من المشرفين المتواجدين للدفاع عن ابنته، بالإضافة لتصوير الواقعة من قبل الطلاب من دون التدخل لفض المشاجرة أثناء تعدي الطالبات على نجلته.
وقال والد المجني عليها إنه هو من نقل ابنته للمستشفى بعد وصوله عقب ساعة من الواقعة، نافيا وجود أي خلافات سابقة بين ابنته والفتيات المتورطات في الاعتداء عليها
وفوجئ طلاب المدرسة بواقعة الاعتداء في الوقت كانت فيه الطالبة المجني عليها تسير متجهة نحو حافلتها المدرسية، قبل مضايقتها لفظيا تم الاعتداء البدني عليها.
وأكد التقرير الطبي إصابة كرمة بكسر في الأنف وكدمات متفرقة في الرأس، ما استدعى التدخل الطبي العاجل.
استمعت نيابة القاهرة الجديدة، إلى أقوال الطالبة كرمه المجني عليها في واقعة التعدي عليها داخل مدرسة شهيرة بالتجمع، واتهمت الطالبة التي حضرت إلى النيابة على كرسى متحرك مع والدها، الفتيات الثلاثة بالتنمر عليها والتعدي عليها داخل المدرسة.
وظهرت الطالبة المتهمة بالاعتداء على زميلتها “كرمه” في مدرسة بالتجمع، وكشفت أنها تعرضت هي أيضا للاعتداء والسب من الطالبة المجني عليها، مستطردة: “أنا اتعرضت للاعتداء واتضربت وكنت رايحة أعمل محضر هما قالولي نتصالح، أنا مستقبلي ضاع أنا كنت من الأوائل وعمي أول ما عرف بالقضية مات ومعرفتش أروح الدفنة، أنا مظلومة وليا حق”.
وقال والد الطالبة “كرمه” في تصريحات خاصة إنه لن يتنازل عن حق ابنته وسيستمر في اتخاذ الإجراءات القانونية وملاحقة الطالبات والمدرسة المتهمة بالإهمال.
وجرى استجواب الطالبات الثلاث المتهمات، اللاتي لم ينكرن التهم المنسوبة إليهن، مؤكدات أن الاعتداء جاء كرد فعل على “استفزازات” سابقة من كرمة، وفق ادعائهن.
وقررت النيابة إخلاء سبيلهن بضمان مالي، مع استمرار التحقيقات لضمان العدالة.
إدارة المدرسة أعلنت فصل الطالبات المتورطات في الاعتداء، وتحويل ملفاتهن إلى لجنة الحماية المدرسية، كما أصدرت قرارات صارمة بمعاقبة الطلاب الذين قاموا بتصوير الحادثة وتداولها بدلاً من التدخل لوقف الاعتداء.
وأجرى محمد عبداللطيف، وزير التعليم، زيارة مفاجئة، إلى المدرسة صباح اليوم الاثنين، حيث تفقد بعض فصول المدرسة واستمع لمسؤوليها.
وقبل ساعات أصدر وزير التعليم قرارا بفصل الطلاب المشاركين في الاعتداء على الطالبة فصلا نهائيا، وحرمانهم من التقديم فى أي مدرسة إلا مع بداية العام الدراسي القادم.
وقرر الوزير فصل الطلاب المشاركين في الواقعة مشاركة سلبية فصلا مؤقتا لمدة أسبوعين لتشهيرهم بزملائهم بالتصوير ونشر الفيديوهات من دون إذن منهم.
وأصدر الوزير قرار بوضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري وإحالة جميع المخالفات الخاصة بالإهمال في الإشراف والمتابعة للشؤون القانونية بالوزارة وتكليفها بمتابعة التحقيقات مع النيابة العامة.
بدورها أكدت النائبة نجلاء العسيلي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب ووكيل لجنة الأشخاص ذوي الإعاقة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أنها تقدمت بطلب إحاطة عاجل إلى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بشأن الواقعة التي شهدتها إحدى المدارس الدولية بالتجمع الخامس، حيث انتشر مقطع فيديو يُظهر مشاجرة عنيفة بين مجموعة من الطالبات، ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط المجتمعية.
وأوضحت النائبة في بيانها أن الواقعة تمثل تقصيرًا إداريًا وأمنيًا جسيمًا داخل المدرسة، مؤكدة أن المدارس يجب أن تكون بيئة آمنة للتعلم والتنشئة السليمة، وليس مكانًا للعنف أو السلوكيات غير الأخلاقية، لافتة إلى أن هذا الحادث المؤسف يعكس الحاجة المُلحة لتشديد الرقابة على المدارس الدولية والخاصة، ومراجعة تطبيق القواعد التأديبية داخلها كما يتطلب الأمر فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن التقصير الذي أدى إلى هذه الواقعة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وذكرت أن هذا الطلب يأتي في إطار دورها الرقابي كعضو في مجلس النواب، وحرصًا على تعزيز القيم الأخلاقية وحماية الطلاب داخل المؤسسات التعليمية، مشددة على ضرورة توفير الدعم النفسي للطالبة المعتدى عليها ومعاقبة المتورطين في الاعتداء وفقًا للقوانين.
وشددت النائبة على ضرورة إعادة النظر في منظومة الإشراف المدرسي وإجراء توعية شاملة للطلاب وأولياء الأمور حول أهمية حل النزاعات بطرق سلمية، مؤكدة أن هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية التربية الأخلاقية بجانب التعليم الأكاديمي.
وأكدت أنها ستتابع التحقيقات والإجراءات المتخذة من الجهات المختصة، وستعمل على طرح القضية للنقاش تحت قبة البرلمان لضمان اتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع.