الادعاء الأمريكي: مسؤولون سابقون بالفيفا «تلقوا رشاوى للتصويت لروسيا وقطر» لتنظيم المونديال
أفاد موقع «BBC»، بأن الادعاء الأمريكي وجه تهما لمسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، بتلقي رشى أسفرت عن فوز روسيا وقطر بتنظيم بطولتي كأس العالم 2018، و2022.
وتعد هذه الاتهامات ذات أهمية كبيرة في التحقيقات في مزاعم فساد في كرة القدم داخل الفيفا.
ويعد ذلك الإجراء غير مسبوق، لأنها المرة الأولى التي تُصدِر فيها سلطات قضائية حكومية تهم فساد مرتبطة بهذين الحدثين.
وأثيرت شكوك منذ أعوام، حول شروط منح حق استضافة مونديالي 2018 و2022، لكن هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها نظام قضائي في دولة ما، أن الأصوات التي رجحت كفة روسيا وقطر «شابتها مخالفات».
ووفقا لـ«BBC»، فقد ضمت لائحة الاتهام، التي أصدرها المدعي العام الأمريكي في بروكلين، جون دونوهيو، يوم الاثنين، تفاصيل الفساد الذي شاب عملية التصويت في العام 2010 بمدينة زيورخ السويسرية، وأدى الى منح روسيا استضافة مونديال 2018، وقطر مونديال 2022.
وتزعم وثائق الاتهام أن العديد من الأعضاء السابقين، في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «عُرض عليهم الحصول على رشى تتعلق بمنح أصواتهم».
ويقول الادعاء العام الأمريكي إن هناك مزاعم بالتورط في فساد ضد نيكولاس ليوز، الرئيس السابق لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول»، وعضو الفيفا السابق البرازيلي ريكاردو تيكسيرا.
وتوفي ليوز العام الماضي وهو قيد الإقامة الجبرية في منزله في باراجواي، وكان يبذل جهده لعدم ترحيله إلى الولايات المتحدة للمحاكمة.
وكان «الفيفا» قد أصدر قرارا يحظر البرازيلي تيكسيرا مدى الحياة من المشاركة في أي نشاط يخص اللعبة، بسبب تلقيه رشى تتعلق بالتسويق، وحقوق البث الإعلامي لبطولات كرة القدم بين عامي 2006، و2012.
ويُتهم المسؤولَان الاثنان بتلقي المال «في مقابل التصويت لصالح قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022».
ويقول الادعاء الأمريكي إن رئيس اتحاد «كونكاكاف» السابق الترينيدادي جاك وورنر، الذي شغل منصب نائب رئيس فيفا، تلقى 5 ملايين دولار أمريكي عبر شركة وهمية، مقابل التصويت لصالح روسيا في سباق تنظيم مونديال 2018.
وفازت روسيا على بريطانيا في المنافسة، على تنظيم أحدث نسخة من كأس العالم في 2018. كما «وُعد» رئيس اتحاد كرة القدم في غواتيمالا، رافاييل سالجيرو، بالحصول على رشوة للتصويت لصالح روسيا.
وقد أقر سالجيرو عام 2016 بأنه مذنب في العديد من تهم الفساد، وتم إيقافه مدى الحياة أيضا من قبل الفيفا.
ويبذل «وورنر» الذي يواجه اتهامات من القضاء الأمريكي، قصارى جهده ليتجنب تسليمه للولايات المتحدة.
وقال وليام سويني، مساعد المدير المسؤول عن مكتب نيويورك الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» في بيان صحفي يوم الاثنين: «الاستغلال والرشوة في كرة القدم الدولية من الممارسات الراسخة والمعروفة منذ عقود».
ما هي خلفية الأمر؟
مرت 10 سنوات تقريبا، منذ أن صوت أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم لصالح روسيا وقطر لاستضافة بطولتي كأس العالم 2018، و2022.
لكن في عام 2015 فقط، وبعد مداهمة فندق في مدينة زيورخ السويسرية بالقرب من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها بدأت التحقيق مع مسؤولين في كرة القدم والإعلام التلفزيوني حققوا ثروات من خلال مناصبهم.
وقد أثارت هذه الفضيحة أسوأ أزمة في تاريخ «الفيفا»، والتي أدت في نهاية المطاف إلى تنحي رئيس الاتحاد الدولي للعبة ستيب بلاتر عن منصبه. وإجمالا، وُجهت تهم إلى 42 شخصا، وأدين 26 منهم.
ما أهمية ذلك؟
سيكون التركيز منصبا في الوقت الحالي على تأثير تلك الاتهامات على قطر، في ظل دخولها مرحلة الاستعدادات النهائية لتنظيم البطولة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤولون بالفساد، فيما يتعلق بتنظيم بطولة كأس العالم في قطر، خلال التحقيقات التي يجريها مكتب «FBI».
ففي عام 2017، أخبر أليجاندرو بورزاكو، وهو مسؤول تلفزيوني سابق، هيئة محلفين في نيويورك، أن ليوز وتيكسيرا – والآن رئيس اتحاد كرة القدم في الأرجنتين، جوليو غروندونا – تلقوا أموالا مقابل التصويت لصالح قطر، التي تفوقت على الولايات المتحدة في الفوز بتنظيم البطولة.
وبالرغم من سنوات من الشك حول كيفية فوزهما في التصويت، نفت قطر وروسيا دائما ارتكاب أي مخالفات، وتمت تبرأتهما خلال تحقيق أجرته الفيفا في عام 2017.
لكن «الفيفا» ربما يجد نفسه تحت ضغوط متجددة، لإعادة فتح تحقيق في كيفية الفوز بتلك الأصوات.
وذكر موقع «BBC» أنه اتصل باللجنة القطرية المنظمة للبطولة المقبلة والفيفا للتعليق على الأمر، ولم يتلق ردا بعد.