“كورونا” يقصف السياحة العالمية| إغلاق فنادق ووظائف مهددة وخسائر قد تصل إلى 450 مليار دولار
كتب – أحمد سلامة
خسائر بالجُملة تعرض لها القطاع السياحي في العالم بسبب فيروس كورونا الذي ضرب الغالبية العظمى من الدول فأوقف حركة الطيران وبالتبعية حركة السياحة، بل وأوقف الحركة كلها في بعض الدول.
المجموعات السياحية ألغيت تماما في كثير من الدول على رأسها إيطاليا، والعديد من البلدان أوصت مواطنيها بتفادي السفر نهائيًا.
عدة فنادق عالمية مثل سلاسل فنادق هيلتون وانتر كونتيننتال وماريوت أكدت أنها ستخسر ملايين الدولارات جراء توقف الحركة.
في هونج كونج، تقول إنجريد ليونجو مديرة إحدى شركات السياحة البحرية، إن نسبة الحجوزات الجديدة “انخفضت لدينا بنسبة 95٪”، مشيرة إلى أن لديها خططاً بديلة بعدم “استهداف المبيعات خلال الربع الثاني أو الثالث، لتكون في الربع الرابع أو حتى بعد ذلك”.
الأزمة الحقيقية، كما ذكر بعض خبراء السياحة، أن الأمر سيستغرق أشهرًا حتى يعود قطاع السياحة إلى مستواه الطبيعي.
وفي الصين كان قطاع السياحة يزدهر، خاصة مع سفر الصينيين إلى مناطق قريبة وبعيدة أيضاً.. لكن كل ذلك توقف عقب ظهور فيروس كورونا في البر الرئيسي في الصين، محولاً المواقع السياحية البارزة إلى مدن أشباح.
أما جمعية الفنادق التايلاندية THA فقد قالت إنه تم غلق ما يقرب من 31 ألف فندق من إجمالى 32564 فندقا (أى نحو 95% من الفنادق المسجلة) فى تايلاند، وذلك بعد تأثر قطاع السياحة فى تلك البلد الواقعة جنوب شرق آسيا، وهى عبارة عن مجموعة من الجزر الخلابة الآسرة، بشواطئها وغاباتها وأنهارها.
وجاء قرار الغلق نتيجة انتشار فيروس كورونا وتوقف السياحة وغياب النزلاء بسبب القيود المفروضة نتيجة لفيروس كورونا، حيث أعلن رئيس الوزراء التايلاندى، برايوت تشان أوشا، أمس الخميس، فرض حظر تجول في البلاد، قررت السلطات فى ولاية بوكيت السياحية جنوبى البلاد غلق كل فنادقها ومنتجعاتها.
الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، قال “إن السياحة هي إحدى أكثر القطاعات تضررا”.
وأضاف أن ملايين الوظائف داخل القطاع معرضة لخطر الضياع، وحوالي 80 ٪ من جميع الأعمال السياحية هي شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، مشيرًا إلى أن هذا القطاع كان يقود الطريق في توفير فرص العمل وقدمت المنظمة إحصاءاتها عن خسائر القطاع خلال أكبر ثلاث أزمات مرت بالقطاع منذ عام 2000 وحتى الان، والتى كشفت أن خسائر عائدات السياحة بسبب كورونا ستكون الاعلى.
وفي مصر، عقد مجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة مع بدايات أزمة كورونا اجتماعا بمشاركة اتحاد الغرف السياحية، لدراسة التأثيرات المحتملة لقطاع السياحة بسبب فيروس كورونا ووضع خطط مستقبلية فيما يخص التسويق والترويج في الخارج.
حينها، قال المهندس أحمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة إن هيئة التنشيط تعقد اجتماعات مكثفة مع عدد من الجهات في الدولة في مقدمتها الطيران المدني، واتحاد الغرف السياحية، والغرف السياحية الخمس لبحث خطتنا الفترة القادمة، وتقييم الموقف بسبب فيروس كورونا.
بعد ذلك بأيام، ومن بين 15 قرارًا اقتصاديًا، قرر عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، شمول مبادرة التمويل السياحى لتتضمن استمرار تشغيل الفنادق وتمويل مصاريفها الجارية بمبلغ يصل إلى 50 مليار جنيه مع تخفيض تكلفة الإقراض لتلك المبادرة إلى 8%.
في أعقاب ذلك صدر قرار بإطلاق مبادرة العملاء المتعثرين من الأشخاص الاعتبارية العاملة في القطاع السياحي من خلال مبادرة إحلال وتجديد فنادق الإقامة والفنادق العائمة وأساطيل النقل السياحي، ووجه بتأجيل مستحقات الشركات العاملة في هذا القطاع من أجل تفادي تأثيرات فيروس كورونا.
لكن القرارات الجيدة، رغم ذلك، لم تمنع من التوقف ببعض المشاريع السياحية الكبرى، مثل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي تأجل ضمن عدة مشاريع أخرى في ظل إجراءات مجابهة الفيروس.
كما أنه لم يمنع خلو بعض المواقع الأثرية، لكن هذا التوقف مثل لبعض المسئولين فرصة من أجل المنشآت السياحية.. فيقول محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بصعيد مصر -لوكالة الأنباء الألمانية- إن أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية بمختلف أنماطها انشغلوا بالفعل فى استغلال غياب السياح، وتوقف العمل بالمطارات، في تطوير منشآتهم، وفي رفع مستوى المرافق بكافة المزارات الأثرية والسياحية.
وقال ثروت عجمي رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة بمحافظة الأقصر -للألمانية- إن القطاع السياحي سيتأثر بالطبع بأزمة فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح العالم.. مشددًا على أن القطاع السياحي في الأقصر لن يموت، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن وزارة السياحة والآثار لديها خطط لمعالجة أية آثار سلبية لأزمة فيروس كورونا التي تجتاح العالم على القطاع السياحي.
وأعرب عن رأيه في أن المستثمرين بالقطاع السياحي سيستغلون فترة التراجع السياحي المرتقبة بالعالم أجمع في الاستعداد للفوز بنصيب جيد من حركة السياحة العالمية فور عودتها، مستغلين الأجواء المشمسة في الأقصر وتدنى نسبة الرطوبة بها وغير ذلك من الأشياء التي تتفرد بها المدينة عن بقية المقاصد السياحية فى مصر والعالم أجمع.
وعالميًا، يرى عددٌ من المتابعين أن الأزمة الحالية للقطاع السياحي ربما كانت هي الأكبر والأقسى في 20 عامًا، فوفقا لإحصائيات منظمة السياحة العالمية فقد بلغ معدل الانخفاض عام 2001 مع أحداث 11 سبتمبر 3,1% ، وعام 2003 عند تفشي فيروس سارس كانت خسائر قطاع السياحة 0,4% فقط ، بينما عام 2009 مع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية كانت الخسائر 4% ، بينما قدّرت المنظمة أن أعداد السائحين لهذا العام قد تتراجع بنسبة من 20 إلى 30% بينما سيتراوح انخفاض عائدات القطاع بين 300 إلى 450 مليار دولار عن عام 2019.