بعد وفاة طبيب شاب بشكل مفاجئ.. المبادرة المصرية: رحيل نبيل عادل يذكرنا بتضحيات الأطقم الطبية والظروف القاسية التي تعمل فيها
نُطالب بتوفير أجور عادلة للأطقم الطبية في ظل الاحتياج المتزايد لخدماتها والضغط الواقع عليها خاصة مع اتجاه أعداد كبيرة للهجر
كتب- عبد الرحمن بدر
علقت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على واقعة وفاة الطبيب الشاب نبيل عادل سيدار بأزمة قلبية منذ أيام، بعد عمله لأيام بشكل متصل.
وقالت المبادرة في بيان، الأربعاء: منذ أيام توفي الطبيب الشاب نبيل عادل سيدار، طبيب مقيم الجراحة العامة بمستشفى بنها الجامعي، أثناء تأدية عمله لعدة أيام متواصلة في المستشفى، ولا شك أن وفاة الطبيب الشاب في هذه الظروف تحتّم التساؤل حول حقوق الأطباء، وخصوصًا الصغار منهم، والذين يعملون لفترات طويلة، في ظروف صعبة للغاية وبرواتب منخفضة، وفي حالات الوفاة يكون المعاش المقدم لأسرهم ضعيفًا ولا يوفر أساسيات الحياة.
وتابعت: تذكرنا هذه الواقعة أيضا بتضحيات الأطقم الطبية، ودورها الحيوي والأساسي، والظروف القاسية والصعبة التي تعمل فيها أيضا، والتي ظهرت بشكل جلي طوال جائحة كورونا.
وأضافت: بعد تقديم تعازينا لأسرة الطبيب الشاب ولأطباء مصر، نعيد تذكير الدولة بمطلبنا الدائم بضرورة توفير أجور عادلة تكفل للعاملين بالقطاع الصحي حياة كريمة، وتضمن لأسر ضحايا الأطقم الطبية مصدرا كافيًا للدخل.
وقال البيان: نؤكد أن الدولة لم تحقق أي تقدم يذكر بهذا الخصوص على مدار السنوات الأخيرة. في هذا السياق، نذكر أنه حتى الآن لم يحدث تقدم في مسار تفعيل “صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية”، وهو الصندوق الذي تم إنشاؤه لتعويض ضحايا كورونا من العاملين بالقطاع الصحي. ومر على ذلك عامان، ولا توجد آلية واضحة لأفراد الفريق الصحي أو لذوي الضحايا للتقدم للصندوق، كما لم يعلن حتى عن مقر هذا الصندوق.
وطالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بضرورة توفير أجور عادلة للأطقم الطبية بشكل عام، في ظل الاحتياج المتزايد لخدماتها والضغط الواقع عليها، خاصة مع اتجاه أعداد كبيرة من الأطباء للهجرة.
واختتم البيان: كما تؤكد المبادرة على ضرورة تقديم تعويض مادي عادل لأسر الضحايا من الطواقم الطبية بسبب كورونا.
يذكر أن الدكتور نبيل عادل، الطبيب المقيم بقسم الجراحة العامة والأوعية الدموية، رحل إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، قبيل دخوله غرفة العمليات لإجراء جراحة لمريضة خلال «نوبتجية» العمل الخاص به، إذ أمضى الليلة الماضية، في إجراء جراحات القائمة الجراحية الخاصة بها، كان يستعد لاستكمال عمله اليوم، حتى وافته المنية إثر أزمة قلبية حادة.
بيان مستشفيات بنها الجامعية ذكر أن الطبيب الراحل أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أثناء العمل بالمستشفى، وجرى إنهاء الإجراءات الخاصة بمراسم الدفن والتشييع، إذ جرى نقل الجثمان للكنيسة لإجراء القداس الإلهي على روحه، وسط انهيار زوجته وأسرته، إذ أنه متزوج حديثًا، ولم يرزق بأطفال.
وقدم المستشفى نعيًا للفقيد، لافتًا إلى أنه كان من خيرة أطباء المستشفى، وأن المنية أتت خلال قيامه بواجباته وعمله تجاه إنقاذ المرضى، إذ هاجمته آلام الأزمة، ولقى مصرعه في الحال، موجهين العزاء لأسرته وعائلته، ومحبيه وذويه وزملائه بالقسم في مصابهم الأليم، داعين الله أن يتغمده بالرحمة، ويلهم أسرته الصبر والسلوان.
الدكتورة منى مينا، قالت: رحم الله زميلنا نبيل عادل بواسع رحمته، وألهم أهله الصبر والعزاء، نبيل توفى وفاة مفاجئة بعد نوبتجية طويلة، ظاهرة الوفاة المفاجئة لشباب الأطباء بعد عمل متواصل بقت ظاهرة متكررة بشكل لا يمكن تجاهله، خاصة في المستشفيات الجامعية اللي العمل بيستمر فيها لأيام متواصلة.
وأضافت: لازم يكون فيه تحديد لعدد ساعات العمل المتصل للنواب في المستشفيات الجامعية، ما ينفعش نفضل نتفرج على شبابنا بيتوفوا كل يوم دون أي رد فعل.
وفي سياق متصل نعى الدكتور عمرو الدخاخني، المدير التنفيذي لمستشفيات بنها الجامعية، الفقيد، وتابع: أتقدم بخالص العزاء والمواساة في وفاة الدكتور نبيل عادل الخلوق المحترم، الطبيب المقيم بقسم الجراحة العامة بمستشفيات بنها الجامعية، ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته.