شقيقة أحمد علام عن زيارتها له: خدته في حضني وكنا جنب بعض من غير حواجز للمرة الأولى منذ سنتين ونصف.. يا رب بشرة خير ويخرج
نقلت إيمان علام، شقيقة الزميل الصحفي أحمد علام، تفاصيل زيارتها الأخيرة له في محبسه، التي جرت يوم الأربعاء الماضي، معبرة عن أملها في الإفراج عنه قريبا، بعد قضائه ما يقرب من عامين ونصف في الحبس الاحتياطي.
وأوضحت إيمان لـ”درب” أنها للمرة الأولى منذ حبس شقيقها في الرابع والعشرين من أبريل 2020، يتم السماح لها بمقابلته من دون أسلاك في مكان الزيارة، داخل محبسه، معبرة عن أملها في تنفيذ وعود لجنة العفو الرئاسية بشأن ضم اسمه ضمن قوائم إفراجات مرتقبة.
كما قالت إيمان، عبر حسابها على فيسبوك: “الحمد لله حتي يبلغ الحمد منتهاه، لمست حبيبي وشميت ريحته وخدني في حضنه وبوسته، يا رب ما أشوف دموع في عيونه أبدا، وفرحه يا رب وعوضه اللي يستاهله، كل جميل زيه”.
وأضافت: “يا رب بشرة خير يخرج يا حبايبي اللي ميعرفش أن جوه من ٣ سنين، كان فيه إجراءات كورونا، والنهاردة كنا جنب بعض كده من غير أي حواجز أو مسافات”.
كانت محكمة جنايات القاهرة (دائرة الإرهاب) جددت حبس علام، في مطلع الشهر الحالي، 45 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة.
وكان المحامي طارق العوضي، علق على تقرير نشرته (درب) عن مطالبة أسرة الزميل الصحفي أحمد علام بالإفراج عنه، وقال في السابع عشر من يوليو الماضي: “وردنا الاسم من أكثر من شخص وأكثر من جهة، والاسم معروض على المختصين وربنا يقدم الخير”.
كانت شقيقة علام طالبت الجهات المسؤولة ولجنة العفو الرئاسية بالتدخل سرعة التدخل للإفراج عن شقيقها، الذي قضى أكثر من عامين خلف القضبان حتى الآن، غائبا عن أسرته وأحبابه، بعد حبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن الدولة العليا، والتي يواجه فيها اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
“تلقينا وعودا كثيرة بالإفراج عن شقيقي في وقت قريب، لكنها لم تترجم إلى واقع حتى الآن، تفاصيل صعبة ومؤلمة تمر عليه وعلينا يوميا في ظل غيابه، في كل زيارة نمني أنفسنا أن تكون الأخيرة له، لكن الأمل بتبدد شيئا فشيئا مع كل تجديد لحبسه”، توضح شقيقة علام لـ”درب”.
في الرابع والعشرين من مايو الماضي زارت إيمان شقيقها في محبسه، وعن تفاصيل الزيارة تقول: “هو نفسيا مش تمام خالص، موضوع أن مفيش حاجة رجعت من الأدوية والزيارة فرق مع شويا، لكنه كان عنده أمل بس بسيط في الخروج قريبا، لأنه سمع وعود أنه هيخرج مليون مرة”.
وتابعت: “أحمد شقيقي الوحيد، ووالدانا كبار في السن، وهما في حاجة ماسة لوجوده ورؤيته، فوالدته لم تره منذ أكثر من عامين، كما لم يعد والده يتحمل مشوار الزيارة بحكم سنه، وكذلك جدته المحروم من رؤيتها طوال هذه المدة، أملنا الوحيد الذي نعيش من أجل تحقيقه، هو عودته إلينا، الحياة باتت متوقفة وميتة في غيابه، مهما حاولنا”.
ولا يعرف علام بقدوم اليوم الجديد سوى من شعاع الضوء الذي يدخل من شباكها الضيق، يعد الساعات على أمل معانقة الحرية في أي لحظة، بينما يصبر نفسه بالأيام الخوالي في حواري القاهرة وأزقتها، التي يشتاق إليها وتشتاق إليه، هذا هو الواقع المؤلم الذي يعيشه منذ أكثر من عامين داخل محبسه، محروما من أبسط معاني حريته، فقط لمجرد كونه صحفيا يمارس مهنته.
يحاول علام الظهور متماسكا قدر الإمكان أمام شقيقته مع كل زيارة تجمعهما، إلا أنها ما تزال تشعر بثقل الحمل الملقى على عاتقه، وتقول: “أحمد يسعى للتخفيف من آلامنا بسبب غيابه، لكنه هو من يحتاج إلى من يخفف عنه وينتشله من هذه المعاناة المستمرة”.
لا تختفي الابتسامة من على وجه الصحفي والمعد التليفزيوني، حتى يكاد أصدقاؤه يظنون أنها مطبوعة على وجهه الهاديء دوما، لا ينقطع حديثه في معظم جلساته على المقهى وفي أي تجمع عن ثورة 25 يناير وأحلامه بها وضيقه إلى ما وصل إليها حالها وحال أنصارها.
وتتكشف ميوله اليسارية بالفطرة من سخطه على السياسات الاقتصادية التي يعاني فقراء الوطن من آثارها، ليجد نفسه فجأة ضحية جديدة في قائمة الصحفيين المسجونين، بتهمة جاهزة “دعم جماعات إرهابية”، على الرغم من توجهه الواضح في انتقاد سياسات جماعات الإسلام السياسي.
الجمعة الرابع والعشرين من أبريل 2020، كان الأشد إيلاما لأسرة علام، ففي الأيام الأولى من شهر رمضان قبل الماضي، الذي اعتاد قضاءه مع أسرته في منزلهم بإحدى قرى مدينة العياط في محافظة الجيزة، حضر عدد من قوات الأمن في الحادية عشرة ونصف من المساء، للسؤال عنه، قبل أن يدخلوا به إلى إحدى غرف المنزل، ليصادروا هاتفه وهاتف شقيقته لاحقا.
ذهول الأسرة وصدمتها مما حدث أعجز لسانها عن الحديث لوهلة، قبل أن يستفيقوا على قوات الأمن وهي تأخذ الصحفي الشاب إلى إحدى عربات الشرطة، بدعوى الحاجة لاستجوابه في أحد مقراتها على أن تفرج عنه لاحقا، ليكتشفوا بعد ذلك ظهوره في مقر نيابة أمن الدولة في التجمع الخامس.
شمل التحقيق مع علام في 27 من الشهر ذاته، سؤاله عن نشاطه وعمله الإعلامي والصحفي وعلاقته بإعداد برنامج يتم إذاعته في قناة الجزيرة الوثائقية، كما سألته النيابة عن مضمون ما جاء في تحريات الأمن الوطني حول انضمامه لجماعة إرهابية، قبل أن تأمر نيابة أمن الدولة العليا بحبسه 15 يوما على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، وتجدد حبسه منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
المحامي نبيه الجنادي، الذي حضر جلسة التحقيق مع علام، قال إن التهم الموجهة للصحفي الشاب تشمل: نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والانضمام إلى جماعة إرهابية.
لم يتم ضبط أي أحراز بحوزة الصحفي، وعلى الرغم من اتهامه بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لم تكن هناك أي مطبوعات لمنشوراته على “فيس بوك”، كما أن وكيل النيابة لم يفحص حسابه من الأساس.
وجاء اتهام علام – المعروف بعدم ممارسة نشاط سياسي ضمن أي كيان – بالانضمام إلى جماعة الإخوان، ليثير موجة من السخط، والحديث عن تلفيق اتهامات جاهزة للقبض عليه، ومن بينها إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من عدم تفاعله عبر حسابه على “فيس بوك” منذ فترة طويلة سابقة لتاريخ القبض عليه.