توقيع 14 اتفاقية بـ7.7 مليارات دولار بين السعودية ومصر على هامش زيارة بن سلمان
تتواصل زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر اليوم الثلاثاء، في إطار جولته التي ستشمل أيضا الأردن وتركيا، حيث كان في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، لدى وصوله إلى مطار القاهرة.
زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر تبحث عدداً من الملفات الهامة والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، كما يُنتظر أن تجري اجتماعات رسمية لمجالس التنسيق بين السعودية ومصر، وتتضمن كذلك توقيع عدد من الاتفاقيات وإبرام صفقات بين القطاع الخاص في البلدين، بمقر الهيئة العامة الاستثمار والمناطق الحرة.
وقال وزير التجارة السعودي ماجد القصبي، اليوم الثلاثاء، إنه سيتم توقيع 14 اتفاقية بين مصر والسعودية بـ7.7 مليارات دولار، وتتضمن الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات وإبرام صفقات بين القطاع الخاص في البلدين، بمقر الهيئة العامة الاستثمار والمناطق الحرة.
وتتوزع الاتفاقيات على عدة مجالات هي البترول والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتكنولوجيا المعلومات والتجارة الإلكترونية والأدوية والبنية التحتية والأمن السيبراني.
يُذكر أن زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر هي الزيارة الرابعة خلال السنوات الخمس الماضية، بخلاف اللقاءات غير الرسمية التي جمعته بالسيسي.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة ثلاثية، الأحد، ضمت كلا من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في مدينة شرم الشيخ.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن قمة شرم الشيخ تناولت مسارات التعاون الثنائي البناء بين الدول الثلاث والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه المنطقة.
وتعقد قمة شرم الشيخ على مستوى القادة العرب، سعيا إلى بلورة رؤية عربية مشتركة إزاء عدد من القضايا التي ستطرح في قمة جدة المرتقبة منتصف الشهر المقبل، بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي يشارك فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل الأردني، والرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
كانت مصادر تحدثت إلى CNN بالعربية قالت إنه من المقرر أن يزور ولي العهد السعودي الأردن، الثلاثاء المقبل، حيث يجري مشاورات مع الملك عبدالله، ويغادر في اليوم التالي.
كما يعتزم الأمير محمد بن سلمان زيارة تركيا، الأربعاء، حسب تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي قال إنه سيناقش معه دفع العلاقات التركية السعودية إلى “درجة أعلى بكثير”.
وزار أردوغان السعودية في أبريل للمرة الأولى منذ 5 سنوات، في إشارة إلى التقارب بين البلدين بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول في 2018، وأحالت محكمة تركية محاكمة 26 سعوديًا مشتبهًا في تورطه في مقتل خاشقجي إلى السعودية.
وزار الرئيس التركي السعودية في نهاية أبريل والتقى ببن سلمان قبل أن يؤدي مناسك العمرة في المسجد الحرام في مكة المكرمة، وكانت هذه الزيارة الأولى لإردوغان إلى السعودية منذ الأزمة، وجاءت بعد وقت قصير من إحالة محكمة تركية تحاكم 26 سعوديا يشتبه في ضلوعهم بمقتل خاشقجي، أوراق القضية على السعودية، ويعني ذلك إسدال الستار على القضية في تركيا، ما أثار استياء منظّمات حقوقية.
وتسبب اغتيال خاشقجي في جمود في العلاقات بين أنقرة والرياض استمر أكثر من ثلاث سنوات. وكانت العلاقات متوترة أساسا منذ العام 2017 والحصار الذي فرضته السعودية على قطر حليفة تركيا.
ويرى محللون أنّ المملكة بدأت أخيرا تبني نهج تصالحي في المنطقة، مشيرين مثلا إلى انخراطها في مباحثات مباشرة مع إيران، خصمها الإقليمي، وتصريح الأمير محمد قبل مدة بأن إسرائيل “حليف محتمل” لبلاده، وسط تقارير تتحدث بانتظام عن تقارب سعودي إسرائيلي.
وتعرضت جولة ولي العهد السعودي إلى الدول الثلاث للتأجيل لأكثر من مرة نتيجة ارتباطات رسمية لكافة الأطراف ومرض العاهل السعودي.
وأشار مسؤولسعودي إلى جولة أخرى مقررة قريبا “ربما في نهاية يوليو” تشمل “اليونان وقبرص والجزائر”، سبق أن أفادت عنها تقارير صحافية سابقا.