السجن 15 عاما لثلاثة متهمين في قضية الطالبة بسنت ضحية «الابتزاز الإلكتروني» وخمس سنوات لاثنين آخرين
قضت محكمة جنايات طنطا، الثلاثاء، بمعاقبة 3 متهمين في قضية بسنت خالد، التي أدى ابتزازها إلكترونيا، بإحدى قرى مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، إلى انتحارها، بالسجن 15 عاما، فيما عاقبت اثنين آخرين من المتهمين بالسجن خمس سنوات.
وكان مدير أمن الغربية قد تلقى في ديسمبر الماضي إخطارا من مستشفى طنطا الجامعي باستقبال فتاة في العقد الثاني من العمر، تدعى بسنت خالد، طالبة بالصف الثاني الثانوى الأزهري، مصابة بالتسمم، وتبيّن أن سبب الوفاة تناولها حبة حفظ الغلال السامة، وقررت الانتحار بعد تعرضها إلى الابتزاز من قبل بعض شباب القرية، من خلال نشر صور مخلة منسوبة لها، عبر هواتف محمول أهالي القرية، بقصد استغلالها جنسيًا,
وأعلنت النيابة العامة في يناير الماضي إحالة 5 متهمين للجنايات في واقعة انتحار الطالبة بسنت خالد. وكشفت النيابة عن وجود متهمين آخرين فى وقائع أخرى مرتبطة بواقعة نشر صور المجنى عليها والتى جاري التصرف فيه، لكون هؤلاء المتهمين أطفالا دون الثامنة عشر من العمر.
وذكرت النيابة العامة في بيان صحفي، أن المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، قرر إحالة 5 متهمين محبوسين لمحكمة الجنايات؛ في قضية وفاة الطالبة بسنت خالد، بتهمة ارتكاب جريمة الاتجار بالبشر، باستغلالهم ضعف المجني عليها أمام تهديداتهم بنشر صور مخلّة منسوبة لها بقصد استغلالها جنسيًّا وإجبارها على ممارسة أفعال مخلة، واتهام بعضهم بهتك عرضها بالقوة والتهديد، وتهديدها بنشر صور خادشة لشرفها، وكان التهديد مصحوبًا بطلبات منها، واعتدائهم جميعًا بذلك على حرمة حياتها الخاصة، وتعديهم على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري باستخدام شبكة المعلومات الدولية.
وقالت النيابة العامة إنها أقامت الدليل قِبَل المتهمين من شهادة 13 شاهدًا، وإقرارات المتهمين المقدَّمين للمحاكمة، وإقرارات متهمين آخرين نُسِخَت صورة من الأوراق لوقائع أخرى مسندة إليهم جارٍ التصرف فيها؛ لكونهم أطفالًا دون الثامنة عشر من العمر، فضلًا عن تقرير فحص الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية للصور والمقاطع المنسوبة للفتاة، وتقرير فحص الإدارة العامة للمساعدات الفنية لهواتف المتهمين، وسجلات إحدى شركات الاتصال الثابت بها محادثات بين أحد المتهمين والمتوفاة.
وتابع البيان أنه لمست النيابة العامة من خلال تحقيقاتها في الواقعة ما عانت منه المجني عليها من كربٍ أصابها من جرمِ المتهمين، حتى اضطرت إلى الخلاص منه بالتخلص من حياتها. وعلى هذا، فإن النيابة العامة تؤكد تصديها بحزم لمثل جرم المتهمين وملاحقة مرتكبيه، وتعقب الدليل المقام قِبَلهم بكافَّة السبل المخوَّلة لها قانونًا.
وقالت النيابة إنها تهيب بأولياء الأمور إلى الرفق بأبنائهم، والإنصات إليهم، ومشاركتهم همومهم وما يُخطئون في اقترافه بمغفرةٍ واحتواءٍ، دون أن يتركوهم نهبًا لعُزلةٍ ووَحدةٍ تُفضيان بهم إلى عواقب وخيمة.
وأضاف البيان: “تناشد النيابة الشباب تحمل مسؤولية الحفاظ على أرواحهم التي هي أمانة لديهم يوفون حقوقها أمام بارئها، وتنبههم إلى أن التخلص منها عن إدراكٍ وإرادةٍ سليمة إن لم يكن جريمة جنائية، أو فعلًا مُخرِجًا من الملة الدينية، لهو كبيرةٌ من عظائم الذنوب؛ لإزهاقِ رُوحٍ لا يملكُ حقَّ قبضِها إلا بارئُها، وأن هذا السبيل الموهوم للتخلص من الضغوط والهموم هو مكيدة من الشيطان، قد يلقى مرتكبها ربه آثمًا، ويترك أهله في لوعات فراقه، فتجنبوه، واعلموا أنَّ لكل ضائقة مخرجًا، ولكل كربٍ فرجًا، وأن بعد العسر يسرًا”.
وتابع البيان: “بمناسبة تلك الواقعة تهيب النيابة العامة بالمؤسسات العامة والخاصة إلى تضافر جهودها نحوَ مواجهة مشكلة الانتحار في المجتمع، وتوجيه الأبحاث العلمية والمجتمعية لتوفير آليات الوقاية منه، ونبذ الأسباب الداعية إليه، وتكريس ذلك حتى في مناهج الدراسة لأبنائنا”.
وأضاف: كما تهيب النيابة العامة بالمشرِّع المصريِّ إلى إعادة النظر في تغليظ عقوبات جرائم انتهاك حرمة الحياة الخاصة والتهديد إذا ما أفضى بالمجني عليه إلى التخلص من حياته، كمثل حالة المجني عليها في الواقعة، وكذا النظر في تجريم بيع وتداول حبوب حفظ الغلال لغير المختصين باستخدامها، وتشديد العقاب على بيعها للأطفال بعدما لاحظت في تحقيقات تلك الواقعة وغيرها سهولة بيعها وتداولها بين الكافَّة دون قيود.
واختتم البيان: أخيرًا تهيب النيابة العامة بالمؤسسات الإعلامية كافّة وبالمواطنين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن يتناولوا في حديثهم معالجةَ أسباب الانتحار، وسبل الوقاية منه، والحفاظ على شبابنا، بدلًا من اللهث والخوض في ملابسات وقائعه التي تكون كثيرًا مدعاةً لوقوعه وبيانًا لوسائله، سواء بقصد أو بدون قصد