الخارجية تدين اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للأقصى وتطالب بضبط النفس وتوفير الحماية الكاملة للمصلين
أدان وزارة الخارجية الجمعة، اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المُبارك، وما تبع هذا الاقتحام من أعمال عنف تعرض لها الفلسطينيون في باحات المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابة واعتقال العشرات من المُصلين.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين والسماح لهم بأداء الشعائر الاسلامية في المسجد الأقصى الذي يُعد وقفًا إسلاميًا خالصًا للمسلمين.
وأعاد حافظ التأكيد على رفض العنف والتحريض بكافة أشكاله، بما في ذلك الدعوات المُطالبِة باقتحام المسجد الأقصى المُبارك خلال شهر رمضان المُعظم، محذرًا من مغبة ذلك على الاستقرار والأمن في الأراضي الفلسطينية والمنطقة.
وكان الأزهر الشريف قد أدان باستياء شديد إرهاب الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة بحق الفلسطينيين العزل، والسماح لأفراد هذا الكيان باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك ساحاته المباركة، على مرأى ومسمع دولي وصمت عالمي مخجل، وتطبيق فاضح لسياسات الكيل بمكيالين، وترك الفلسطينيين لقمة سائغة في فم هذا الكيان المفترس دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان والإنسانية.
وأكد الأزهر في بيان صدر عنه، مساء الخميس، أن إقدام الكيان الصهيوني على قتل الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48 في شهر رمضان المبارك تحت لافتة “محاربة الإرهاب”؛ هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنسانية، وشاهد عيان على ضعف هذا الكيان الإرهابي ووحشيته في آن واحد.
وتقدم الأزهر الشريف بخالص عزائه وصادق مواساته إلى الشعب الفلسطيني وأسر الشهداء، داعيا المولى – عز وجل – أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يربط على قلوب أهلهم وذويهم وقلوبنا -نحن المسلمين- في كل بقعةٍ من بقاع الأرض، وأن يعجل بشفاء المرضى وخروج الأسرى الأبرياء من سجون الظلم، وأن يعيد الحق المغصوب لأصحابه، وأن يحفظ فلسطين والقدس والمسجد الأقصى من بطش الجبابرة ويقيهم كل مكروه وسوء.
أدى عشرات آلاف المواطنين من مدينة القدس المحتلة وداخل أراضي الـ48، ومن الضفة الغربية، صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان الفضيل في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم اعتداءات الاحتلال التي رافقت صلاة فجر اليوم وامتدت حتى ساعات الصباح.
وكانت حصيلة اعتداءات الاحتلال على الأقصى أكثر من 160 مصابا في صفوف المصلين، بعضهم وصفت إصابتهم بالخطيرة، ونحو 400 معتقل، وتخريب وتدمير في المسجد ومصلياته خاصة المصلى القبلي الذي اعتكف فيه نحو 2000 مصل.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية، أن 60 ألفا أدوا صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في رحاب قبلة المسلمين الأولى.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابها من المسجد الأقصى فرضت إجراءات مشددة في محيطه، وأغلقت كافة الشوارع والطرق والأحياء المتاخمة للبلدة القديمة من القدس.
وانتشر الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال على بوابات البلدة القديمة والطرقات والشوارع المؤدية للمسجد، فضلا عن التواجد على بوابات المسجد الأقصى الخارجية، كما شهدت الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسة لمدينة القدس المحتلة ازدحاما واختناقات كبيرة.
وكان آلاف المواطنين، أدوا صلاة فجر الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الأقصى، تلبيةً للدعوات بإقامة صلاة الفجر، والاعتكاف في الأقصى.
وأجرت تلك القوات المتمركزة على الأبواب عمليات تفتيش للمواطنين، وكذلك فحص الهويات الشخصية لهم.
واعتلت قوات الاحتلال الأسطح قرب باب السلسلة، وانتشرت بشكل مكثّف في محيط المسجد الأقصى.
وأُطلقت دعوات فلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإحياء صلاة الفجر في الجمعة الثانية من شهر رمضان، في المسجد الأقصى وشدّ الرحال إليه والرباط فيه، تزامنا مع استمرار السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحامه خلال أيام الشهر الفضيل، وتزامنا مع مخططات ما تسمى جماعات “الهيكل” لاقتحامه خلال “عيد الفصح” العبري، الذي يبدأ اليوم ويستمر حتى العشرين من شهر رمضان، وذبح ما يسمونه “قربان” العيد في باحاته.
ويشارك في هذه الحملة مواطنون من أراضي الـ48 ومن القدس المحتلة وضواحيها والضفة الغربية ممن يستطيعون الوصول للعاصمة المحتلة والصلاة في الأقصى، رغم قيود وتشديدات الاحتلال.