أربعون شهرا من الغياب.. أيمن عبد المعطي حبس احتياطي ممتد وتدوير على قضيتين دون إحالته للمحاكمة
كتب- فارس فكري
مر اليوم 3 سنوات و4 أشهر على حبس الناشر أيمن عبد المعطي احتياطيا بتهمة نشر أخبار كاذبة وتم تدويره على ذمة قضية أخرى دون بنفس الاتهامات ودون إحالته للمحاكمة أو مواجته بأدلة اتهامه أو اطلاع المحامين عليها.
منذ 40 شهرا بدأت أزمة عبد المعطي عندما ألقت قوات الأمن القبض عليه في 18 أكتوبر 2018 وأحالته لنيابة أمن الدولة العليا، التي حققت فيه في اتهامات نشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية، وحصل على قرار بالحبس على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018.
ظل عبد المعطي محبوسا على ذمة هذه القضية منذ ذلك الحين وحتى أغسطس 2020 الماضي، وقرار من غرفة المشورة بمحكمة الجنايات بإخلاء سبيله بتدابير احترازية، لكنه القرار الذي لم ينفذ حتى الآن.
أثناء إنهاء إجراءات إخلاء السبيل، فوجئ محامي عبد المعطي بعدم التواصل معه، حتى ظهر لاحقا في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في قضية جديدة، حملت رقم 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
“3 سنوات من المعاناة الشديدة”.. هكذا تحدثت الزميلة الصحفية زينب مصطفى، زوجة أيمن عبد المعطي، تعليقا على إكمال زوجها 3 سنوات في الحبس الاحتياطي منذ القبض عليه وحتى الآن، وذلك في حوار سابق في أكتوبر الماضي مع “درب”.
وقالت الزوجة: “مازالنا في انتظار نهاية للوضع عشان يادوب نبدأ نعالج آثاره النفسية على كل فرد في الأسرة، أيمن بيكمل 3 سنين في حبس احتياطي وبيبدأ سنة رابعة في ظروف حبس سيئة جدا، وظروف نفسية أسوأ، ومازالت سلسلة التجديدات مستمرة، ومش قادرين نستوعب ليه دا بيحصل أو نشوف في الأفق نهاية لهذا الحبس المطول”.
وأضافت زينب مصطفى: “أيمن من حوالي سنة يعاني من ظروف حبس سيئة للغاية، أسوأ مما كان عليه في أول سنتين، مفيش تريض ولا مسموح بكتب ولا جرائد ولا حاجات تانية كتير بديهية، وبالتأكيد دا بيحطه في حالة نفسية صعبة وعزلة شديدة”.
وعن الزيارات الشهرية، تقول زينب إنه منذ نقله لسجن أبو زعبل، “لا توجد زيارة طبيلة للمحبوسين احتياطيا كما هو الوضع في سجون أخرى ولا يسمح بالرسائل”.
وأضافت في حديثها عن حالته الصحية، “على المستوى الصحي، آثار طول مدة الحبس بقت ملحوظة عليه، وبعد كل زيارة لا يكون هناك أي نوع من التواصل حتى الزيارة التالية، ودا بيخلينا في حالة من القلق بسبب الوضع الصحي الصعب اللي احنا بنعيشه، مع ذلك هو بيحاول يصمد واحنا بنحاول منتخلاش عن الأمل”.
وبشأن المحاولات القانونية المستمرة بشأن إخلاء سبيل عبد المعطي، قالت زينب: “حاولنا بكل الطرق القانونية، والمحامين قاموا بكل ما في وسعهم، دون جدوى. بنحاول نسلك كل السبل وبنسمع أخبار حاليا عن مساعي لإيجاد حلول لملف المحبوسين احتياطيا لمدد طويلة، لكن مازال الوضع كما هو ولم نشهد أي تغيير”.
وانتهت زينب مصطفى حديثها لـ”درب” قائلة: “كل اللي بتمناه أنه يحصل دراسة لحالة أيمن وكل اللي في وضعه وللأسر اللي بتعاني مثلنا دون أي مبرر ويكون في حلول، أيمن محتاج يرجع لأسرته، ويتابع أبناء الثلاثة وهم بيكبروا بعيد عنه، ويرجع لأهله وأصحابه وشغله”.
وقالت: “الـ3 سنين دول مش بس راحوا هدر، دول سابوا آثار محتاجة سنين أكتر عشان تتعالج.. بناشد كل المعنيين بالأمر وأي جهة أو شخص يقدروا يساعدوا في وضع نهاية لهذه المعاناة”.
وأيمن عبد المعطي هو من مواليد 30 يوليو 1970 بمنطقة قايتباي بحي الجمالية، وتربي في حي شبرا الخيمة ووجوه في هذه المدينة جعله يتأثر بقضايا العمال منذ مرحلة الثانوية تقريباً، حاصل على ليسانس الإعلام من جامعة القاهرة.
قبل أن يعمل في دار المرايا، عمل في مؤسسة كتب عربية للنشر، ثم مراجع في وكالة الأنباء الإسبانية، ثم عمل منذ عام 2011 في الوحدة الإعلامية للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حتى عام 2016، ومن بداية عام 2017 عمل في دار المرايا للنشر والتوزيع.