مالك عدلي: كلام جمال عيد عن أسباب وقف نشاط الشبكة العربية حزين ومؤسف.. أتمني دي تكون استراحة محارب

كتب – أحمد سلامة

أعرب المحامي الحقوقي، مالك عدلي، عن عميق أسفه لقرار توقف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن نشاطها، مؤكدًا تقديره الكامل للدور الهام الذي لعبته على مدى سنوات.. مشيرًا إلى أنه نال شرف العمل مع الشبكة أكثر من مرة.

وقال مالك عدلي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك”، “خبر توقف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن نشاطها ولا أقول غلق، لأن الأماكن اللي زيها مستحيل تقفل بالنسبالي، هو خبر حزين جدا، معرفتي بجمال وجزء كبير من فريق الشبكة العربية معرفة بعتبرها قديمة ووطيدة، خاصة بجمال اللي ممكن نختلف مع بعض في مليون حاجة لكن تظل المحبة والود موصولين، وكذا التقدير للدور الهام اللي لعبته الشبكة العربية علي مدى سنوات”.

وأضاف عدلي “كمان كان لي شرف العمل مع الشبكة العربية أكثر من مرة كنت مستمتع فيهم بالتعامل مع جمال وأصدقائنا في الشبكة، بالرغم من صلابته الظاهرة وصراحته اللي ساعات بتبقي صادمة إلا إني دائما كنت بشوف جمال شخص حالم وحنين وصاحب صاحبه، فاكر مرة من كام سنة جمال عزمني أنا والصديق هيثم محمدين ربنا يفك سجنه، ولما رحنا عند جمال لقيته بيقول لنا احنا جايين النهارده ننبسط وندردش ونفضفض ومش عايزين نتكلم في حاجة تعكر مزاجنا، ووراني ساعتها تي شيرت كانت بنته الجميلة لينا مصمماه بتطالب فيه بالحرية ليا، وقعدنا نحكي عن هوايات جمال الجديدة في النجارة وإعادة تدوير الأخشاب المستعملة وحلمه انه يبقي عنده ورشة نجارة، قلتله بهزار اما تتقاعد بقي نبقي نشوف موضوع الورشة، وكنت في داخلي شايف ان جمال ده عمره ما ييأس ولا يتقاعد لأنه بيحب اللي بيعمله وفخور بيه”.

وتابع “الكلام اللي جمال قاله عن أسبابه لوقف نشاط الشبكة كلام حزين، واللي جمال شافه كتير ومرهق، وأتمني دي تكون استراحة محارب جمال يحاول فيها يريح شوية ويعمل حاجات تانية بيحبها، ونشوف اسم الشبكة وسطنا ومعانا قريب.. خالص المحبة والود والتقدير للشبكة العربية ورفاقنا العاملين بها وللصديق العزيز”.

واعتذرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان لها اليوم عن الاستمرار في مهمتها قائلة “انه مع تزايد الاستهانة بسيادة القانون، وتنامي انتهاكات حقوق الإنسان ، التي لم تستثني المؤسسات والمدافعين المستقلين عن حقوق الإنسان ، وتزايد الملاحقات البوليسية سواء المغلفة بغطاء قانوني أو قضائي، أو ملاحقات مباشرة ، فهي تعلن توقفها عن علمها ونشاطها بدءا من اليوم.

ويأتي قرار الشبكة العربية بالتوقف – على حد ما جاء في بيانها – بعد محاولات عديدة ومضنية للاستمرار رغم الظروف الصعبة التي يعيشها المصريين، وحالة عدم الاستقرار السياسي الذي وظفته الحكومة للتضييق على المؤسسات الحقوقية المستقلة والتوسع في حالات القبض والحبس للمدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين والنشطاء السياسيين سواء كانوا منتمين لاحزاب أو مستقلين.

وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية ” نوقف عملنا ونشاطنا المؤسسي اليوم، لكننا نبقى محامين أصحاب ضمير كمدافعين حقوقيين افراد مستقلين، نعمل جنبا لجنب مع القلة الباقية من المؤسسات الحقوقية المستقلة والمدافعين المستقلين عن حقوق الانسان وكل حركة المطالبة بالديمقراطية”.

وأضاف جمال عيد ”رغم قناعتنا بعدم عدالة قانون الجمعيات الجديد ، فقد بدأنا مشاورات التسجيل، لنفاجئ بصعوبة تصل لحد الاستحالة، حيث مازلنا متهمين في قضية المجتمع المدني رقم 173 منذ أحد عشر عاما مما يمنعنا من التسجيل أو التعامل مع الجهات الرسمية، فضلا عن الرسالة التي وصلتنا بضرورة تغيير اسم الشبكة العربية، وحظر العمل على حرية التعبير وأوضاع السجون! رغم انهما النشاط الاساسي للشبكة العربية منذ نشأتها، وبعد هذا التاريخ المشرف الذي نفخر به ، نرفض أن نتحول لمؤسسة تعمل على الموضوعات غير ذات اهمية ، فلن نتحول إلى مؤسسة متواطئة أو جنجوز”.

وقال بيان الشبكة إنه “على الرغم من أن المضايقات والملاحقات والتهديدات طالت كل المؤسسات الحقوقية المستقلة ، إلا ان استهداف الشبكة العربية كان من الشدة والعداء، سواء القبض على أعضاء من فريق العمل أو السرقة أو الاعتداءات البدنية العنيفة والاستدعاءات غير القانونية لمحاولات تجنيد بعض أعضاء فريق العمل كجواسيس على الشبكة العربية – على حد ما جاء في بيان الإغلاق-، لتزداد قائمة الانتهاكات والمضايقات التي للاسف لم تكتفي النيابة العامة بعدم توفير الحماية، بل ساهمت في التضييقات على الشبكة وفريقها – طبقا للبيان- .

ويأتي توقف الشبكة العربية عن النشاط اليوم، بعد نحو 18 عاما من العمل الدؤوب والمخلص لقيم حقوق الانسان وسيادة القانون وخوض معارك عديدة بدءا من عام 2004 وحتى الآن ، حيث مثلت هذه الاعوام الثمانية عشر – طبقا لبيان الشبكة – تاريخا لا يمكن محوه من الدفاع عن حرية التعبير ومئات الصحفيين وأصحاب الرأي في مصر والعالم العربي وحفظ جزء هام من تاريخ الحركة الحقوقية المصرية والعربية ونشرته في أرشيفها، واعداد مبادرات عديدة لاصلاح جهاز الشرطة وأجهزة الاعلام ودعم المدونين والصحفيين عبر اصدار مدونات كاتب وجريدة وصلة وكذلك موقع كاتب الذي تم حجبه بعد 9ساعات من اطلاقه ” رابط كاتب” ضمن انشطة وانجازات تمثل جزء من النضال الحقوقي لخلق دولة المؤسسات والعدالة وسيادة القانون.

وأعلن جمال عيد فخره بما وصفه القلة من المؤسسات التي تحاول العمل رغم هذه الظروق قائلا ” في ظل ظروف ساهم في صعوبتها نشأة عدد هائل من المؤسسات الحقوقية الجنجوز التي تلمع صورة الحكومة وتخلق صورة زائفة عن أوضاع حقوق الانسان وتشارك في الانتهاكات والتشهير بالمؤسسات الحقوقية المستقلة على قلتها ، فيبقى التقدير والفخر بهذه القلة من المؤسسات المستقلة التي تحاول العمل رغم هذه الظروف ، فقد تنجح فيما عجزت الشبكة العربية عنه من الاستمرار والبقاء ، وكلنا أمل وثقة أن هذه المرحلة القاتمة من تاريخ مصر، المليئة بالانتهاكات وتغييب القانون ، سوف تنتهي ، وحتى هذا الوقت، فنحن كمحامين أفراد سوف ندعمها ونعمل بجانبها للدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير وبناء مصر الخالية من سجناء الرأي والقهر والافلات من العقاب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *