الصحفيون السودانيون بين خطرين (الاعتقال والتضييق).. أحدهم “معتقل” نجا من الموت بأعجوبة بعد إصابته برصاصة في الرأس
“فارساب” تعرض للضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وقيده جنود من يديه وقدميه ورموه على ظهر عربة شرطة
ملثمون يقطعون الطريق أمام سيارة الصحفي عطاف مختار ويطاردوه.. و5 صحفيين آخرين رهن الاعتقال لأكثر من أسبوعين
شبكة الصحفيين السودانيين: إغلاق إذاعة “هلا” وتشريد الصحفيين تكميم للأفواه ومصادرة لحرية الرأي والتعبير
كتب- محمود هاشم
أبدت شبكة الصَّحفيين السُّودانيين قلقها من اعتقال الصحفي على فارساب، منذ الأربعاء الماضي، خلال مليونية 17 نوفمبر، أمس الأول الأربعاء، مؤكدة تعرضه لضرب وحشي عند اعتقاله، رغم سوء حالته الصحية، مطالبة بسرعة الإفراج عنه وتلقيه العلاج بشكل فوري، وحملن السلطة وقيادة الشرطة مسئولية سلامته.
وقالت الشبكة، في بيان: “نجا الزميل علي فارساب من موت محقق أثناء تغطيته احتجاجات 17 نوفمبر، في مدينة بحري، حيث تعرض للإصابة بعيار ناري في الرأس، وانهال عليه الجنود بالعصي والهراوات وأعقاب البنادق وأصيب في يده وكتفه قبل أن يقيده جنود من قدميه ويديه ويرموا به على ظهر عربة الشرطة، كما نهبوا هاتفه النقال.
وتم اقتياد الصحفي السوداني ضمن مجموعة من المقبوض عليهم لقسم المقرن، يقبع حالياً مع آخرين في ظروف إعتقال بالغة القسوة ومعاملة سيئة.
وأوضحت الشبكة أن الصحفي السوداني يواجه خطرا حقيقيا، حيث ما يزال جرحه أعلى الرأس ينزف، ويشتبه في إصابته بكسور متعددة أعجزته عن الحركة، وتم رفض طلبات محاميه المتكررة بإحالته للمستشفى لتلقي العلاج.
وكشفت شبكة الصحفيين السودانيين عن أن والي الخرطوم أمر بنقل جميع المعتقلين إلى سجن سوبا، وحبسهم لمدة أسبوع لحين النظر في قضاياهم.
وأشارت إلى أن قوة تابعة للاستخبارات العسكرية اعتقلت الصحفي عبدالرؤوف طه الذي يعمل بمكتب قناة الجزيرة بالخرطوم، أثناء تغطيته المليونية الأربعاء، واقتادته إلى إحدى مقراتها بالخرطوم للتحقيق معه قبل إطلاق سراحه فجر أمس، الخميس.
وفي 13 نوفمبر الحالي، اعتقلت الاستخبارات العسكرية الصحفي شوقي عبدالعظيم، وأخضعته للتحقيق في إحدى مقراتها بالخرطوم، واقتاد أفراد مسلحون عبدالعظيم معصوب العينين وظلوا يتجولون به لأكثر من ساعة بشكل مهين، قبل الذهاب إلى مقر أمني بالخرطوم للتحقيق وإطلاق سراحه بعد احتجاز دام لساعات.
كما قطع ملثمون الطريق أمام سيارة الصحفي عطاف مختار، وطاردوه، وما يزال الصحفيون فيصل محمد صالح، ماهر أبو الجوخ، أبوذر مسعود، فائز السليك، والحاج وراق، رهن الاعتقال لأكثر من أسبوعين.
وأقدمت السلطات الأمنية على إغلاق إذاعة “هلا” وتشريد الصحفيين ضمن سياساتها لتكميم الأفواه ومصادرة الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير.
وأدانت الشبكة الهجوم الممنهج على حرية الصحافة والإعلام بالسودان واستهداف الصحفيين، مطالبة جميع المنظمات الإقليمية والدولية المدافعة عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان بالتدخل لحماية الصحفيين أثناء أداء مهامهم.