النجار يتضامن مع قرداحي: سيبقى كبيرًا مهنيًا وإنسانيًا وسياسيًا وستبقى الحرب على اليمن عبثية ومبددة للأرواح والأموال ومدمرة لروابط الأخوة

الكاتب الصحفي: تصريحات جورج قرداحي متزنة حتى لو اختلفت مع موقفه.. والإصرار على معاقبة لبنان بسببها تغول وتجبر على بلد مأزوم

كتب: عبد الرحمن بدر

أعلن الكاتب الصحفي أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، تضامنه مع جورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني في أزمته مع الدول الخليجية، بعد إعلان رفضه لحرب اليمن ووصفها بالعبثية.

وأكد النجار أن قرادحي سيبقى كبيرا مهنيًا وإنسانيًا وسياسيًا وستبقى الحرب على اليمن عبثية ومبددة للأرواح والأموال ومدمرة لروابط الأخوة.

وقال النجار في تدوينة له، السبت: “التقيته من 5 سنوات. كان يحظى باحترامي لمهنيته الرفيعة، ومع النقاش وتبادل الرأي في العديد من القضايا تعمق هذا الاحترام، وعندما شاهدت فيديو اللقاء الذي تم قبل توليه الوزارة والذي تحتج عليه المملكة السعودية ودول خليجية صغيرة أخرى، وجدت تصريحات الرجل متزنة حتى لو اختلفت مع موقفه في هذا الجانب أو ذاك”.

وتابع: “من هو العاقل الذي لا يرى في الحرب التي تشنها المملكة السعودية ومن يتبعونها عبثا وإهدارا للأموال والأرواح من الطرفين وكل منهما عربي. وحتى من أيدوا تلك الحرب ولديهم بقية من عقل يرون أن عجز المملكة عن كسبها يستدعي التوجه للتفاوض لإنهاء هذا الكابوس”. وأضاف النجار: “صحيح أنني لا أدعم انقضاض جماعة الحوثي على الدولة اليمنية، لكن هذا شأن يمني خالص لا دخل لأي دولة عربية به، وإلا كان من حق اليمن أو أي دولة عربية أخرى أن تتدخل في المملكة عندما انقض سلمان وابنه على نظام وراثة العرش، أو عندما تم قمع الحراك السلمي في شرق المملكة ضد نظامها السياسي أو في البحرين. والعدوان على اليمن جعل جماعة الحوثي في موقع المدافع عن الوطن ضد عدوان خارجي بلا أدنى شك. كما أن الإصرار على معاقبة لبنان كله بسبب تصريحات أدلى بها قرداحي قبل توليه منصبه الرسمي هو نوع من التغول والتجبر على بلد مأزوم”.

وقال الكاتب الصحفي: “لأن الشئ بالشئ يذكر فقد أجرت معي قناة النهار الجزائرية حوارا عام 2016 على ما أذكر. وسألني المحاور عن موقفي من مشاركة مصر في حرب اليمن، فكان ردي عن قناعة حقيقية أن مصر تؤمن المدخل الجنوبي لقناتها أي باب المندب ولا تعتدي على أحياء سكنية أو مصانع أو مدارس أو مطارات أو مجالس عزاء أو عرس فالآخرين هم من يفعلون ذلك، رغم رفضي لمشاركة مصر في فعل إقليمي تحت قيادة من هم أدنى منها شأنا”.

وتابع: “وقتها اعتبرت دولة صغيرة مشاركة في تلك الأعمال العدوانية أن الاتهام موجه لها وهددت باتخاذ إجراءات، لكنها لم تجرؤ على فعل أي شئ لأن مصر كبيرة عند الجد ولحظات الحقيقة.  لبنان مأزوم ولم يلق مساندة ممن يتجبرون عليه الآن وبالتالي لا جدوى من الانصياع لتهديداتهم”.

واختتم النجار: “أيا كانت تطورات القضية سيبقى قرداحي كبيرا على كل الأصعدة المهنية والإنسانية والسياسية، وستبقى الحرب السعودية والإماراتية على اليمن عبثية ومبددة للأرواح والأموال ومدمرة لروابط الأخوة بين الأشقاء”.

كانت أزمة وقعت بين لبنان ودول خليجية بعد تداول تصريحات للإعلامي جورج قرداحي، وزير الإعلام في لبنان، هاجم فيها الحرب على اليمن، واعتبر أن السعودية والإمارات يعتديان على الشعب اليمني، وأن الحوثيين يمارسون الدفاع عن النفس.

وقال قرداحي في تصريحات مسجلة لبرنامج (برلمان شعب) الذي يبث على قناة (الجزيرة) في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: “شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.

ثم اعترضه مقدم البرنامج، قائلا: “الحوثيون يطلقون الطائرات المفخخة المسيرة باتجاه الأراضي السعودية”، فرد قرداحي: “ونرى الأضرار التي تلحق بهم في بيوتهم وجنازاتهم وأفراحهم، وأنهم يقصفون بالطائرات.. حان الوقت لهذه الحرب أن تتوقف لأنها عبثية”.

واعتبر قرداحي أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، ليوجه له أحد الحضور سؤالا: “هل تعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟”، ليرد: “أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.

وأثارت هذه التصريحات غضب السعوديين والإماراتيين، وبعد الجدل، علق قرداحي في سلسلة تغريدات على “تويتر”، قائلا إن “مقطع الفيديو المتداول كان في مقابلة أجراها مع قناة الجزيرة أونلاين، ببرنامج برلمان الشباب، في 5 أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعيينه وزيرا في الحكومة اللبنانية”.

وتابع أنه “لم يقصد بأي شكل من الأشكال، الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، مضيفا أنه يكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء”، معتبرا أن “الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمه منذ تشكيل الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام”.

وأضاف: “ما قاله بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن محبة بالسعودية والإمارات”.

وقال قرداحي: “عسى أن يكون كلامي سببا بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والإمارات”.

وفي أول تحرك من السلطات اللبنانية رداً على قرارات المملكة العربية السعودية بإمهال السفير اللبناني في الرياض 48 ساعة للمغادرة وسحب سفير السعودية من لبنان، إلى جانب إيقاف الواردات اللبنانية رداً على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

تشاور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، مع رئيس الجمهورية ميشال عون في المستجدات، وعلى الإثر أجرى الرئيس ميقاتي اتصالا بوزير الإعلام جورج قرداحي وطلب منه تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية.

كذلك طلب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب البقاء في بيروت وعدم التحاقه بالوفد اللبناني إلى «مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي»، في اسكتلندا لمواكبة التطورات والمستجدات الأخيرة وانشاء خلية لإدارة هذه الأزمة المستجدة على لبنان، وفق ما أفاد حساب مجلس الوزراء اللبناني على موقع تويتر.

وأبدى رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أسفه لقرار المملكة العربية السعودية المعلن بعد ظهر اليوم وللإجراءات التي اتخذتها.

وأعرب ميقاتي عن رفضه الشديد لكل ما يسيء للعلاقات الأخوية مع المملكة العربية السعودية، وناشد القادة العرب العمل والمساعدة على تجاوز الأزمة من أجل الحفاظ على التماسك العربي، وأكد أنه سيواصل العمل بكل جهد لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته، وأعرب أن تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني قالها قبل توليه مهامه الوزارية مشيراً إلى أنها «لا تمثل رأي الحكومة».

وقال في بيان نشرته «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام»: «لطالما عبّرنا عن رفضنا أي اساءة توجًه إلى المملكة العربية السعودية ودعونا إلى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين الشقيقين من شوائب خلال الفترة الماضية، وشددنا في البيان الوزاري على ان من اولويات حكومتنا العمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان واشقائه العرب. كما عبرنا وشددنا قبل يومين على ان موقف وزير الاعلام جورج قرداحي الذي اعلنه قبل توليه مهامه الوزارية لا يمثل رأي الحكومة، واكدنا حرصنا على العلاقات اللبنانية- الخليجية، وتمنينا ان تستعيد العلاقات اللبنانية- السعودية خصوصا واللبنانية- العربية عموما متانتها. إننا نأسف، بالغ الاسف لقرار المملكة ونتمنى ان تعيد قيادة المملكة، بحكمتها، النظر فيه، ونحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لاصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته».

وأضاف: «نتوجه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بخالص آيات التقدير والاحترام ونعرب لهم عن رفضنا الشديد والقاطع إلى كل ما يسيء للعلاقات الاخوية العميقة مع المملكة العربية السعودية والتي وقفت إلى جانب الشعب اللبناني دائما في مواجهة تحدياته الكبيرة على مدى عقود طويلة، وإننا نؤكد تمسكنا بكل الروابط الاخوية المتينة وعلى سعينا الدؤوب من اجل الحفاظ على افضل العلاقات الاخوية مع المملكة العربية السعودية والاخوة في مجلس التعاون الخليجي. كما ونناشد الاخوة القادة العرب العمل والمساعدة على تجاوز هذه الازمة من اجل الحفاظ على التماسك العربي في هذه الظروف الدقيقة التي تعيشها اوطاننا وشعوبنا. وإننا مستمرون في اجراء الاتصالات لمعالجة الازمة وتداعياتها».

وقررت حكومة المملكة العربية السعودية البوم استدعاء السفير السعودي في لبنان للتشاور، ومغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ (48) ساعة المقبلة، وتقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها: حكومة المملكة تأسف لما آلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات التي طالما حرصت المملكة عليها من منطلق ما تكنّه للشعب اللبناني العزيز.

وأضافت: وحرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان.

وتابعت في بيان ذكرته وكالة الأنباء السعودية: وتؤكد حكومة المملكة حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين الذين تعتبرهم جزءًا من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبراً عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة.

يأتي ذلك على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت، المتعلقة بتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن رفضه الحرب على اليمن ووصفها بالعبثية، التي وصفتها الرياض بـ«الافتراءات».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *