الزاهد وصباحي وإكرام يوسف وزهدي الشامي ينعون المستشار أحمد الشاذلي: الأشجار تموت واقفة.. لروحه السلام ولذكراه الخلود
كتب- عبد الرحمن بدر
عبر سياسيون ومحامون وصحفيون وشخصيات عامة عن حزنهم لرحيل المستشار أحمد الشاذلي، نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس الدائرة ١١ بالمحكمة الإدارية العليا، وأكدوا أنه رحل بجسده لكن أحكامه ومواقفه الوطنية ستبقى في ذاكره الأجيال المتعاقبة، وأن المصريين لن ينسوا قاض جليل دافع عن الحق والعدل.
مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، قال: “الأشجار تموت واقفة، رحل بجسده، المستشار أحمد الشاذلي، صاحب الحكم التاريخي بمصرية تيران وصنافير مؤيدًا لحكم المستشار الدكروري وتقاليد القضاة الكبار، لروحه السلام ولذكراه الخلود”.
وقال حمدين صباحي، مرشح الرئاسة الأسبق: في رحمة الله وضمير الوطن، ابن مصر البار القاضي العادل ناصر الحق حامي الوطن، صاحب الحكم التاريخي بمصرية تيران وصنافير، تقبله الله بواسع رحمته في واسع جنته وجزاه خيرا، وألهمنا وأهله الكرام وأحباءه وزملاءه الأجلاء وتلاميذه النجباء وعارفي فضله جميل الصبر.
ونعته الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، قائلة: “المستشار أحمد الشاذلي الذي ارتقى سلم المجد إلى رحمة الله، تصحبه دعوات المصريين الشرفاء بحق، حاملا كتابه بيمينه مرصعا بأمجاد سيظل يذكرها التاريخ ونحكيها لأحفادنا”.
وأضافت: “ترك اسما سيبقى فخرا لكل من يحمله من أحفاده إلى الأبد.. سنظل نذكر أنه -بعد طعن هيئة قضائية الدولة في حكم المستشار يحيى الدكروري بمصرية تيران وصنافير -لم يهتز ولم يساوم على حق، فرفض الطعن وأكد على حق لن يضيع بإذن الله طالما في مصر شرفاء بحق”.
وقال خالد علي المحامي الحقوقي، ومرشح الرئاسة الأسبق: كل كلمات العزاء تعجز عن وصف ما فقدناه، رحل قاضِ من أعدل القضاه، انحاز للحق والخير وحماية المشروعية حتى فى أصعب الأوقات، وتحمل كل غال فى سبيل احترام وشاح القضاء، ولم يلتفت إلا لضميره وحقوق بنى وطنه موازناً بين المصلحة العامة ومصالح المتقاضين، فاستحق إعتزاز وتقدير كل من اقترب من منصته.
وتابع: شهد بذلك كل أحكامه من براءة عمال غزل المحلة من تهمة الاضراب عن العمل ورفض تقرير أى جزاء تأديبي ضدهم عام ١٩٨٩حتى حكم الإدارية العليا بتأييد مصرية تيران وصنافير.
وقال زهدي الشامي، نائب رئيس التحالف الشعبي الاشتراكي: البقاء لله وحده، وداعا المستشار أحمد الشاذلي، أحد قضاة مصر الأجلاء الذين سيذكر الشعب مواقفهم التاريخية بدءا من براءة عمال المحلة، للحكم التاريخى للمحكمة الإدارية العليا بمصرية تيران وصنافير، ستظل لحظة لاتنسى التهبت فيها المشاعر بمجرد نطقه بالحكم”.
يذكر أنه غيب الموت المستشار أحمد الشاذلي، مساء أمس الثلاثاء، ونعى محامون وصحفيون وشخصيات عامة الشاذلي، ودعوا له بالرحمة ولأسرته بالصبر.
يذكر أن المستشار الراحل ولد عام 1955 في مركز بسيون بمحافظة الغربية، وتلقى تعليمه القانوني في كلية الحقوق بجامعة القاهرة وتخرج عام 1976، وحصل على دبلومتين في القانون الدولي العام والعلوم الإدارية، وعين بمجلس الدولة عام 1977.
وشارك الشاذلي عام 1991 في حكم مهم أجاز إضراب العمال للمطالبة بحقوقهم، واستنهض المشرع لإصدار قانون ينظم الحق في الإضراب، مؤكدا أن غياب القانون لا يعني إلغاء الحق.
كما عمل بمحكمة القضاء الإداري الخاصة بقضايا الحقوق والحريات، وأصدر أحكام بسط الإشراف القضائي على الانتخابات البرلمانية، وتمكين منظمات المجتمع المدني من المشاركة في مراقبة الانتخابات، وبإصدار أوراق ثبوتية للبهائيين عليها علامة (الشرطة) والسماح للأقباط بالزواج الثاني، ثم كان رئيسا للدائرة التي أصدرت عام 2008 حكماً تاريخيا ببطلان مشروع خصخصة التأمين الصحي.
كما عمل الشاذلي بالدائرة الأولى بالمحكمة الإدارية العليا مع المستشار محمد الحسيني، وشارك في إصدار عدة أحكام بينها بطلان سحب أرض جزيرة القرصاية من الأهالي المقيمين عليها، وشارك في دائرة الفحص الأولى بالإدارية العليا في إصدار أحكام نهائية وباتة ببطلان خصخصة شركات القطاع العام.
أيضًا أصدر حكما بإصدار أوراق ثبوتية للطفل ثمرة علاقة الزواج العرفي الثابتة في الأوراق وبغض النظر عن النزاعات الشخصية بين الأب والأم في محاكم الأسرة.
كما أصدر حكما بأحقية الأبناء الفلسطينيين للمرأة المصرية في الجنسية المصرية تبعا لجنسية والدتهم، وأصدر حكما بإلزام وزير الداخلية بعرض أمر المتزوجين بإسرائيليات على مجلس الوزراء تمهيداً لإسقاط الجنسية عنهم.
وأصدر الشاذلي حكما برفض حجب موقع “فيس بوك” للتواصل الاجتماعي مؤكداً أن الوسائل المعرفية والإعلامية في حد ذاتها أصبحت جزءا من حق الإنسان في المعرفة والتعلم.