المتحدث الرئاسي: السيسي ورئيس وزراء ألبانيا توافقا على أهمية الحفاظ على الاستقرار في منطقة شرق المتوسط
كتب – أحمد سلامة
أكد عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء الألباني إيدي راما، على أهمية الحفاظ على الاستقرار في منطقة شرق المتوسط، كما بحث الجانبان جهود التنسيق بين البلدين الصديقين في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي التقى رئيس الوزراء الألباني، حيث تقدم بالتهنئة لحصول ألبانيا على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي خلال الفترة من 2022 إلى 2023، مثمناً اتفاق البلدين في الرؤى في معظم القضايا الإقليمية والدولية، فضلاً عن التنسيق الإيجابي في المحافل الدولية المختلفة، ومؤكداً أهمية التشاور السياسي مع الجانب الألباني بصفة دورية خلال تواجده بمجلس الأمن، خاصةً في ظل الجهود الألبانية المقدرة ورؤيتها في منطقة البلقان لدفع السلام والاستقرار وتعزيز الاندماج الإقليمي لتحقيق الرخاء لدول المنطقة، فضلاً عن دورها النشط في معالجة بعض الأزمات الدولية.
من جانبه؛ أعرب رئيس الوزراء الألباني عن امتنانه وتقديره للسيد الرئيس، مؤكداً على قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين، وتطلع بلاده للارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، خاصة في ظل الجهود الحثيثة لصون السلم والأمن الدوليين، وكذا الدور المحوري الذي تقوم به مصر على الصعيد الإقليمي في منطقتي الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى تناول أوجه التعاون الاقتصادي وكيفية العمل على زيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المتبادلة في مختلف القطاعات، بما يتماشى مع طبيعة وأهمية العلاقات السياسية بين مصر وألبانيا.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى إزاء التطورات المتلاحقة على المستوى الإقليمي، حيث تم التوافق في هذا الإطار على أهمية الحفاظ على الاستقرار في منطقة شرق المتوسط، واحترام سيادة الدول وحقوقها فيما يتعلق بمواردها الطبيعية على أراضيها ومناطقها الاقتصادية الخالصة، وفقاً لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.
كما تم التطرق إلى جهود التنسيق بين البلدين الصديقين في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تم التأكيد على أهمية البناء على التجارب الناجحة لكل من مصر وألبانيا في تحقيق التسامح الديني بما يحد من أنشطة الجماعات المتطرفة على الساحة الإقليمية، كما أشاد رئيس الوزراء الألباني في هذا الإطار بتجربة مصر في نشر مفهوم الإسلام الوسطى الصحيح ومكافحة التعصب الديني والكراهية، بالإضافة إلى الجهود المقدرة للسيد الرئيس لدعم الحفاظ على قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر، وتجديد الخطاب الديني، وترسيخ ضمان حرية المعتقد، وذلك في إطار استراتيجية متكاملة لبناء الإنسان.
وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، و”إيدي راما”، رئيس وزراء جمهورية ألبانيا، اليوم، مؤتمرًا صحفيا عقب جلسة مشاورات موسعة حضرها عدد من الوزراء من الجانبين المصري والألباني.
وأضاف رئيس الوزراء أنه عقد مع نظيره الألباني لقاءً موسعا، بحضور عدد من الوزراء من الجانبين؛ حيث أجريت مشاورات تم خلالها استعراض كافة أوجه التعاون الثنائي، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما ركزت المباحثات على زيادة التعاون المشترك في مختلف المجالات، ومن بينها: السياحة، والطاقة، والتجارة، والثقافة، وتم تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه تم، خلال اللقاء، التأكيد على أهمية الجلسة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، المقرر عقدها في العاصمة الألبانية “تيرانا” الشهر المقبل، مؤكدا ثقته في أن هذا الاجتماع سيكون بمثابة إطار داعم للعلاقات المشتركة بين البلدين، كما سيعزز بشكل خاص التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وقال رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي، إنه أكد، خلال مشاورات اليوم، أهمية إنشاء “مجلس أعمال مصري ألباني مشترك” بين “جمعية رجال الأعمال المصريين” و”الاتحاد الألباني لغرف التجارة والصناعة”، مؤكدا كذلك ضرورة تشجيع الشركات المصرية والألبانية على المشاركة في المعارض التجارية التي تقام في كلا البلدين.
من جانبه، أعرب “إيدي راما”، رئيس وزراء جمهورية ألبانيا، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي، عن تقديره البالغ لما لاقاه من حُسن استقبال وضيافة في مصر، مؤكداً أهمية اللقاء، الذي جمعه اليوم بالرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: أشعر بسعادة كبيرة لحرصه على مقابلتنا “، مشيرا إلى أن بلده يدعم الجهود الحثيثة التي يقوم بها الرئيس السيسي لبناء الدولة المصرية.
وأضاف رئيس الوزراء الألباني أن مصر، التي نراها اليوم، بقوتها وصلابتها وقوة تأثيرها في المنطقة، إنما هو نتيجة الحكمة والرؤية الثاقبة للرئيس السيسي.
وأشار إلى الدور التاريخيّ الذي لعبه محمد علي، مؤسس الأسرة العلوية، في بناء مصر الحديثة، قائلا: “أتشرف ويملؤني الفخر لأن أكون هنا اليوم للحديث عن جذورنا المبكرة وعلاقات الصداقة الممتدة التي تربط بلدينا”.
وتابع موجها حديثه لرئيس الوزراء: ” الآن الأمر يتوقف علينا للبناء على ذلك التعاون وتقوية علاقتنا، وأنا أود أن أشكرك على تحمسك للمُضي قدما لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة، لتحديد صور التعاون في المجالات التي نرغب في تقديم المزيد من الدعم لها”.
وأشار إلى أن معدلات التبادل التجاري بين البلدين، حتى الآن، لا تزال قليلة، في الوقت الذي نرى فيه أن مستقبل التجارة بيننا واعد، معربًا عن تطلعه لتسيير خط طيران مباشر بين القاهرة وتيرانا والعكس، والذي سيساعد الكثيرين الذين يودون أن يأتوا لزيارة مصر.