مريم نعوم عن قرار “تسعير” التصوير في شوارع القاهرة: هناك من فكر في قتل الصناعة مع سبق الإصرار.. يجب إلغاؤه والاعتذار عنه
نعوم: خسرنا الملايين بسبب “تطفيش” أي تصوير أجنبي.. ودلوقتي يتم (تطفيش) المصريين كمان لأن جهات الإنتاج مش هتقدر على الشروط دي
كتب – أحمد سلامة
أبدت السيناريست مريم نعوم استيائها من قرار تصوير الإعلانات والمشاهد السينمائية في شوارع وأبنية محافظة القاهرة نظير مقابل مادي يتم تحديده مقابل الفترة الزمنية التي يستغرقها التصوير، مشيرة إلى أن قرار بهذه الكيفية كفيل بـ”تطفيش” الفنانين المصريين مثلما كانت البيروقراطية سببًا في خسارة الملايين من الأعمال الفنية الأجنبية طوال السنوات الماضية.
وأصدر خالد عبد العال محافظ القاهرة قرارا، يوم الثلاثاء، بخصوص تصوير الإعلانات والمشاهد السينمائية في شوارع وأبنية وأنفاق وجراجات محافظة القاهرة
وقالت المحافظة في القرار الصادر ”في إطار حرص المحافظة على تحصيل مستحقاتها من تصوير الإعلانات والمشاهد السنيمائية في شوارع وأبنية وأنفاق وجراجات محافظة القاهرة.. فقد تم صدور اللائحة الخاصة بتحصيل المبالغ المقررة بعد اعتمادها”.
وأعلنت المحافظة الرسوم بعد اعتمادها من المحافظ على النحو التالي: تحصيل رسوم بواقع ١٥ ألف جنيه في الساعة مقابل التصوير، تحصيل رسوم بواقع ١٠٠ ألف جنيه في اليوم الكامل مقابل التصوير.. ومن المقرر أن يتم استخراج تصديق التصوير وتحصيل المبالغ بالمحافظة من خلال الإدارة العامة للعلاقات العامة.
وقالت نعوم “على مدار سنوات تم (تطفيش) أي تصوير أجنبي عايز يصور في مصر أو عن مصر بسبب البيروقراطية واستحالة الحصول على التصاريح والجمارك على المعدات.. ده غير طبعا المعاملة.. والنتيجة إنهم يصوروا أعمال عن الفراعنة في المغرب والأردن.. ندفعهم دفعاً يبنوا معبد فرعوني كامل في بلد تانية بدل ما يصوروا في بلدنا.. فنخسر إحنا ملايين.. ونخسر فرصة التعلم واكتساب الخبرة.. ونخسر فرص عمل.. ونضحي بثقافتنا ونديها لغيرنا فيبقوا المصريين بيتكلموا لهجات دول أخرى”.
وتضيف “ماشي.. فهمنا إن اللي بيصوره الأجنبي عننا مش من أولوياتنا.. وكل أنواع الخسارة السابقة دي مش مهمة.. تفاصيل يعني.
إحنا نركز في نفسنا وفي كل ما هو مكتوب في مصر ولمصر.. نركز.. نركز.. نركز.. والتركيز ده يُسفِر عن وضع شروط مادية مجحفة للتصوير.. فيتم (تطفيش) المصريين كمان لأن جهات الإنتاج مش هتقدر على الشروط دي.. فهيبقى البديل تصوير أعمال كلها داخلي.. وبالتالي فرقت إيه عن بناء ديكور في أي بلد تاني. ومش بس كدة.. ده إنت خسفت بالأعمال المصرية الأرض فماتقدرش تنافس بيها في ظل منافسة شرسة فيها ضخ أموال إحنا غير قادرين على مواكبته.. لكن قادرين ننافس بالموهبة والحرفة والموضوعات وثراء الثقافة وثراء الحضارة اللي بنعبر عنها بصريا من خلال التصوير الخارجي فتتحول مصر لشقق وڤيلل وحارات ممسوخة.. ويتمحي من تاريخنا السينمائي أثارنا واحيائنا وكل ما يعبر عن تاريخنا”.
وتستكمل نعوم “ده لو حد متسلط على البلد مش هيعمل فينا كدة! القرار ده مش بس لازم إلغائه.. ده لازم يبقى في اعتذار رسمي إن في حد فكر يقتل الصناعة مع سبق الإصرار والترصد في التوقيت اللي جهات أخرى رسمية بتحاول تدعم الصناعة لأنها أدركت إن الفن أقوى بكتير مما يتخيل البعض”.