الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بحماية الصحفي الأردني خالد القضاة بعد بلاغه عن فساد الإعلانات العمومية: يتعرض لممارسات انتقامية
كتب – محمود هاشم:
قدم الصحفي خالد القضاة الذي يعمل في “جريدة الرأي” وعضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، بلاغاً لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد في الأردن تتعلق بشبهات فساد في إدارة الإعلانات العمومية والمتصلة بعقود توقعها إدارة الصحف مع وكلاء الإعلان.، ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين إلى إجراء تحقيق شامل في هذا البلاغ وحماية الصحفي من الضغوط وتعرضه للانتقام.
وكان القضاة قد شارك يوم 3 يونيو في البرنامج الحواري “صوت المملكة”، والذي يعرض على قناة المملكة الإخبارية، إحدى مؤسستي الإعلام العمومي في الأردن، لمناقشة الأزمة التي تواجه الصحافة المطبوعة في المملكة، حيث إنتقد بعض العقود الموقعة بين إدارات الصحف الورقية ووكلاء الإعلان، والتي تضمنت خصومات تصل إلى 50 % من قيمة الإعلانات العمومية ووصفها بأنها مجحفة بحق الصحف ودون وجه حق.
وكما انتقد القضاة صمت الحكومة على هذه القضية رغم معرفتها، واعتبر شهادته بمثابة بلاغ لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد. وتقدر ميزانية الإعلانات العمومية في الأردن بنحو ثمانية ملايين دينار سنويا (تسعة ونصف مليون يورو).
وفي يوم 13 حزيران/جوان، قدم خالد القضاة شهادته الرسمية لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، حيث تم الإستماع لإفادته من قبل ضباط التحقيق في الهيئة التي فتحت تحقيقا رسميا في المسألة.
وقد تعرض القضاة لضغوط متنوعة منذ مشاركته في البرنامج التلفزيوني وإفادته، ويخشى من تعرضه للانتقام من أطراف يتم التحقيق معهم في هذه القضية.
تعثر قطاع الإعلام في الأردن
في الوقت الذي يعاني فيه قطاع الإعلام الأردني من أزمات مالية متعددة على مدار السنوات القليلة الماضية أدت إلى توقف عدد من الصحف الورقية عن الصدور، جاءت جائحة فيروس “كورونا” لتزيد من ضغط الأزمات المالية التي تعاني منها الصحف اليومية التي لا زالت متداولة وتصارع من اجل البقاء.
وبلغ عدد العاملين في الصحف الوطنية الثلاث والتي تستفيد من الإعلانات العمومية 215 صحفية وصحفي ، وقد تم تخفيض رواتبهم بنسبة 25 % منذ بداية جائحة فيروس كورونا، في حين تدين جريدتي “الرأي” و”الدستور” لموظفيها ما يعادل رواتب 6 أشهر غير مدفوعة. وسبب تأخر رواتب الصحفيين وعدم الإستقرار الوظيفي وغموض المستقبل إلى صعوبات معيشية للصحفيات والصحفيين وعوائلهم ومخاوف على مستقبلهم الوظيفي.
وقال أنطوني بيلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: “إننا نحيي شجاعة زميلنا خالد القضاة، ونحذر من أي عمليات انتقامية ضده، وندعو لفتح تحقيق شامل في ملف إدارة ميزانية الإعلانات الحكومية، إنه لأمر مشين ان تهدر ملايين من الأموال العمومية في الوقت الذي يدفع فيه الصحفيون وعائلاتهم وحدهم ثمن تداعيات الأزمة المالية.
وتعد موازنات الإعلانات العمومية، خاصة في هذه الأوقات العصيبة، شريان حياة للكثير من المؤسسات الإعلامية، لذلك يجب أن تدار هذه الموازنة من لجنة مستقلة لضمان حماية الصحافة من التدخل السياسي، وأن تضمن كذلك نجاة الصحافة المستقلة التي تعمل من أجل الصالح العام من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها”.