بعد إيران والبحرين وأسبانيا.. أمريكا تطلق سراح مئات السجناء لمواجهة انتشار كورونا.. ودعوات في بريطانيا للافراج عن المساجين
رئيس بلدية نيويورك يؤكد إطلاق سراح السجناء الأكثر عرضة للخطر.. ولوس أنجلوس تطلق سراح 600 سجين خلال أسبوعين
ايران والبحرين يطلقون سراح عشرات الآلاف من السجناء على مراحل في إطار مواجهة انتشار كورونا
كتب – علي خالد
تبدأ السجون الأمريكية في الإفراج عن السجناء لكبح الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد 19 ” ، طبقا لما نشره موقع بي بي سي الدولية باللغة الانجليزية، وقال رئيس بلدية نيويورك يوم الأربعاء إن مدينة نيويورك ستطلق سراح السجناء الأكثر عرضة للخطر بعد أيام من الإفراج عن مئات السجناء في لوس أنجلوس وكليفلاند.
ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان إن من المساجين أكثر عرضة للإصابة بـ فيروس كورونا ونقله. وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 9400 إصابة بفيروس كورونا و152 وفاة بسببه في الولايات المتحدة حتى الآن.
على الصعيد العالمي ، بلغ عدد المصابين بكورونا أكثر من 220.000 حالة مؤكدة وأكثر من ثمانية آلاف وثمانمائة حالة وفاة.
قال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو أمس الأربعاء إن مسؤولي المدينة سيحددون هذا الأسبوع المساجين الذين سيتم الإفراج عنهم ، بما في ذلك الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم في جرائم بسيطة والأكثر عرضة للإصابة بسبب مشاكل صحية أساسية.
ويأتي إعلان عمدة نيويورك بعد ساعات من تأكد إصابة حارس وسجين بالفيروس التاجي في سجن جزيرة ريكرز، حيث يعتبر منتج هوليوود السابق هارفي وينشتاين ، 68 عامًا ، سجينًا بارزًا. قال مسؤول يوم الاربعاء ان وينشتاين سيتم نقله الى سجن مختلف.
وتقول بي بي سي إن سجون أخرى في نيويورك ، مثل Sing Sing ، ظهرت فيها حالات إصابة بكورونا، وتوفى أحد موظفي قسم الإصلاحيات بالولاية.
وقال مسؤولون يوم الثلاثاء إن إدارة مقاطعة لوس أنجلوس خفضت عدد المساجين بنحو 600 خلال الأسبوعين الماضيين.
وأعلنت مديرة سجن لوس انجلوس في وقت سابق من هذا الأسبوع “إن المساجين هم من الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس بسبب طبيعة مكان تواجدهم ، لذلك نحن نحميهم من التعرض المحتمل للإصابة بالفيروس”.ويبلغ عدد المساجين في سجن لوس انجلوس أكثر من 22000 سجين. وكشف مسئئولة بالمقاطعة أن عدد المقبوض عليهم في لوس انجلوس انخفض أيضًا ، من متوسط 300 في نهاية الأسبوع إلى 60 فقط في منتصف مارس.
من أمريكا لبريطانيا.. دعوات بريطانية للإفراج عن المساجين
وفيما أمرت دول مثل إسبانيا وإيران والبحرين بالإفراج عن آلاف السجناء بسبب خطر انتقال الفيروس بين المعتقلين وموظفي السجن، حذر خبير في الصحة العامة في بريطانيا من أن السجون ومراكز الاحتجاز توفر ظروف حضانة مثالية للانتشار السريع لـ Covid-19 ، مشيرا إلى أنه تم تأكيد أول حالة إصابة بالفيروس في نزيل بريطاني، وأطلقت دعوات للإفراج عن عدد من المساجين خوفا من تفشي الفيروس.
وأصدرت حكومة المملكة المتحدة توجيهًا يفيد بأنه إذا كان هناك تفشي كبير لـ Covid-19 ، فيجب استخدام “الحشود” لتجميع جميع المصابين معًا خلف أبواب مغلقة في السجون ومراكز الاحتجاز والمؤسسات الشابة المسيئة والوحدات الآمنة، بحسب صحيفة جارديان.
وحذر تقرير للدكتور ريتشارد كوكر، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، من الخطر الكبير لانتشار الفيروس بمعدل سريع بشكل خاص في المؤسسات المغلقة مثل السجون ومراكز الاحتجاز، في عملية يشير إليها باسم “تضخيم الكتلة”، وذلك بعد تأكيد غصابة أول حالة لسجين بريطاني في سجن Strangeways في مانشستر، وتم نقل النزيل إلى المستشفى ولا توجد حالات مؤكدة أخرى في السجن ، على الرغم من أن وزارة العدل قالت إن 13 سجينًا تم عزلهم كإجراء احترازي، وقال مصدر في خدمة السجون إن مسار العمل المتخذ يشير إلى أن النزيل يعاني من حالة صحية أساسية.
وتتواصل الزيارات في Strangeways، المعروفة رسميًا باسم HMP Manchester، والتي تبلغ طاقتها التشغيلية 1238 نزيلًا، وقال متحدث باسم مصلحة السجون: “إن أولويتنا هي الحفاظ على نظام طبيعي لأطول فترة ممكنة، بما في ذلك الزيارات”.
لكن البعض تساءل عما إذا كانت الممارسات الحالية يمكن أن تستمر، حيث توالت نداءات حقوقية بالإفراج عن نسبة من المجرمين منخفضي المخاطر.
وقرر ضباط السجن وغيرهم من الموظفين الذين كانوا على اتصال بالسجين عزل أنفسهم، هناك أيضًا بعض العزلة في الجناح الذي كان يعيش فيه الرجل ، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان السجناء الآخرون في هذا الجناح قد تم إغلاقهم أو نقلهم إلى زنازين أخرى.
وقال مصدر في خدمة السجون إنه ليس من المستغرب وجود حالة مؤكدة في حوزة السجن وأنه من المتوقع حدوث المزيد في الأسابيع والأشهر المقبلة.
ويشير التوجيه الحالي إلى أن القيود المفروضة على تحركات السجناء قد تنطبق في السجون، حيث يتم الكشف عن المرض. حتى الآن لا توجد خطط شاملة لوقف حركة النزلاء بين السجون في المملكة المتحدة.
في عام 2018 خلص تقرير للنواب إلى أن 15٪ من نزلاء السجون يعانون من أمراض تنفسية، ووجد المفتشون العام الماضي أن 10 من أصل 35 سجنا للرجال فشلوا في تلبية الحد الأدنى من معايير الامتثال للنظافة والامتثال لمكافحة العدوى.
إفراجات وعفو في إيران والبحرين للحد من انتشار الفيروس
وفي الشهر الحالي، أفرجت إيران عن عشرات الآلاف من السجناء لديها بصورة مؤقتة، في خطوة ترمي للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد.
وقال متحدث باسم القضاء الإيراني، أمس الأول، إن السلطات في بلاده، أفرجت بصورة مؤقتة عن حوالي 85 ألف سجين، بينهم سجناء سياسيون، في ظل تفشي الفيروس.
وأوضح المتحدث الإيراني غلام حسين إسماعيلي، أن حوالي 50% من المفرج عنهم هم من السجناء المحتجزين لأسباب أمنية، بحسب رويترز.
وفي البحرين، وأعلنت وزارة الداخلية في مملكة البحرين، اليوم، البدء بالمرحلة الأولى من تنفيذ العفو السامي بحق 1486 من نزلاء مركز الإصلاح والتأهيل، لدواع إنسانية وفي ظل الظروف الراهنة، وسط استمرار تفشي فيروس كوفيد19، المعروف باسم كورونا.
ونقل بيان وزارة الداخلية عن مدير عام الإصلاح والتأهيل في البحرين قوله إن عملية الافراج بدأت بعد استكمال الإجراءات القانونية والفحوص الطبية.
وأضاف أنه تم تقسيم من شملهم العفو الملكي السامي، على دفعات متتالية بحيث يتم إطلاق سراح كل منها، بعد الانتهاء من إجراءات الفحص، لافتاً في الوقت ذاته إلى حرص الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل على توفير الخدمات والرعاية الطبية المتكاملة كافة لللنزلاء كافة.
مخاوف فرنسية إيطالية بعد إصابات واضطرابات
وأكد مسؤولون فرنسيون، السبت، إصابة أول سجين بفيروس كورونا المستجد، ما يثير الخشية بسبب الاكتظاظ الذي تشهده عدة سجون في البلاد.
وأكدت المتحدثة باسم وزيرة العدل، نيكول بيلوبيه، إصابة رجل مسن (74 عاما) في سجن فرين شرق العاصمة، تم وضعه في زنزانة انفرادية بتاريخ 8 مارس ونقل إلى المستشفى الجمعة.
وقال كريستوف بوتي من سجن فرين “عند وصوله إلى السجن، كان يعاني مشاكل تنفسية”، وسبق تأكيد إصابة ممرضة في السجن نفسه، لكن وزارة العدل اكدت عدم وجود صلة بين الإصابتين.
ويأوي سجن فرين 2159 سجينا، رغم أن طاقة استيعابه لا تتجاوز 1320، وثمة خشية من إمكان انتشار الفيروس بسرعة في السجون المكتظة.
أما في إيطاليا، لقي 7 أشخاص مصرعهم إثر اندلاع احتجاجات عنيفة، في 22 سجناً ضد القيود وحالة الطوارىء المفروضة في البلاد بسبب فيروس كورونا، وسط مطالب لعديد من السجناء بالعفو.
وتمكن نحو 20 سجينا من الهروب من سجن فوجيا (جنوب إيطاليا) في أعمال شغب، حسبما ذكرت مصادر محلية، في حين كانت هناك حرائق في سجني روما وفي سجن براتو أيضًا، وإجمالا، هرب 50 سجينًا من سجن فوجيا، لكن الشرطة نجحت في إيقاف حوالي 30 منهم، وطلبت السلطات من أصحاب المحال في المنطقة أن يغلقوا متاجرهم.
كانت السلطات الإيطالية أصدرت أمرًا بوقف جميع الزيارات والحد من الخروج من الزنازين، بينما حذر نشطاء حقوق الإنسان من اضطرابات بسبب التدابير الجديدة، وتجمعت الأسر خارج السجون للاحتجاج على القيود، وللحصول على معلومات عن أحبائهم.
وحسب وكالة أنسا الرسمية، تم تصميم نظام السجون الإيطالي لاستيعاب حوالي 51 ألف نزيل، لكن هناك أكثر من 61 ألف سجين، وهو ما يؤدي إلى اكتظاظ مزمن، وكانت أسوأ أعمال التمرد في سجن بافيا جنوب ميلانو، ودمر السجناء المنشأة، وتم إقناعهم بالعودة إلى زنازينهم بعد مفاوضات طويلة وشاقة.
توصيات أممية بإنقاذ المحتجزين
وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدى لشئون اللاجئين أن فيروس كورونا هو اختبار ليس لأنظمة وآليات الرعاية الصحية التي لدينا للاستجابة للأمراض المعدية فحسب، بل أيضاً لقدرتنا على العمل معاً كمجتمع دولي في مواجهة تحدٍ مشترك، لافتة إلى أنه اختبار لمدى وصول فوائد عقود من التطور الاجتماعي والاقتصادي إلى أولئك الذين يعيشون على هوامش مجتمعاتنا، بعيدين كل البعد عن مقاليد السلطة.
https://www.unhcr.org/ar/5e6a292f4.html
وأكدت أن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون بمثابة تحدٍّ للتخطيط الوطني للأزمات وأنظمة الحماية المدنية – وستكشف بالتأكيد عن أوجه القصور الكامنة في المرافق الصحية والإسكان وعوامل أخرى تصيغ الآثار المترتبة عن الصحة. يجب أن تشمل استجابتنا لهذا الوباء – بل في الواقع، يجب أن تركز على – أولئك الذين كثيراً ما يهملهم المجتمع أو أنهم يهبطون إلى مرتبة أدنى، وإلا فسوف تفشل.
ولفتت إلى أن التغلب على التحيز المنهجي الذي يتجاهل حقوق واحتياجات النساء والفتيات، أو – على سبيل المثال – يحد من وصول ومشاركة مجموعات الأقليات، سيكون عاملاً حاسماً من أجل الوقاية من فيروس كورونا وعلاجه بشكل فعال، فمن المحتمل أن يكون الأشخاص الذين يعيشون في منشآت – ككبار السن أو أولئك المحتجزين – أكثر عرضة للإصابة ويجب التعاطي معهم على وجه التحديد في التخطيط للأزمات والتصدي لها.
