أزمة سد النهضة.. الملء الثاني سيؤثر على إنتاج الكهرباء في السودان.. ووزيرة الخارجية: إثيوبيا تريد فرض الهيمنة وتركيع الدول
وكالات
أكد وزير الطاقة والنفط السوداني أن الملء الثاني لسد النهضة سيؤثر على إنتاج الكهرباء في بلاده، محذرًا من حدوث نقص بالطاقة.
وقال المهندس جادين علي عبيد، في تصريحات صحفية لجريدة العين الإخبارية، اليوم السبت، إن 50 % من إنتاج الكهرباء في السودان يعتمد على التوليد المائي، مشيرًا إلى أن “إصرار إثيوبيا على تنفيذ الملء الثاني للسد يجعلنا نحتاط لأسوأ الاحتمالات”.
وحذر من حدوث نقص في إنتاج الكهرباء خلال شهري يونيو ويوليو المقبلين، لا سيّما وأن مستويات المياه خلف الخزانات في أدني مستوياتها وفصل الخريف في بداياته.
وأعرب عن أمله في توصل مصر والسودان وإثيوبيا إلى اتفاق حول سد النهضة “من أجل مصلحة الجميع.”
كانت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي قد قالت في مقابلة مع مراسل “بي بي سي”، في الخرطوم إن الخلافات بشأن السد يمكن حلها خلال ساعات إذا توفرت الإرادة السياسية.
وأضافت الوزيرة أن موقف بلادها ثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم وشامل، متهمة إثيوبيا بأنها “لا ترغب في ذلك وإنما تسعى لفرض الهيمنة وتركيع الدول الأخرى”.
كما أكدت وزيرة الخارجية السودانية أن هنالك تنسيقا بين السودان ومصر على أعلى المستويات بشأن سد النهضة.
وقالت إن التنسيق يتم بصورة مستمرة وكبيرة لمنع إثيوبيا من ملء خزان السد من دون اتفاق.
واستبعدت الوزيرة اللجوء إلى الخيار العسكري إذا استنفدت كل الخيارات المتاحة، موضحة أن السودان سيواصل ما وصفته بالتصعيد السياسي والقانوني عبر اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي والتحكيم الدولي.
كان السودان غيّر سياسة تشغيل الخزانات لمواجهة تأثيرات سد النهضة، وذلك بعد فشل مباحثات جولة المفاوضات الأخيرة التي عُقدت في العاصمة الكونغولية كينشاسا الشهر الفائت.
وبدأت إدارة الخزانات السودانية في حجز حوالي 600 مليون متر مكعب بخزان جبل أولياء عقب انتهاء فترة تفريغ الخزان، وذلك لضمان استمرار العمل بمحطات الطلمبات على النيل الأبيض والنيل الرئيسي لتلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة.
ويحذر السودان مرارًا من تداعيات الملء الثاني للسد الذي تُصر إثيوبيا على المُضي قُدمًا فيه بدون اتفاق قانوني مُلزم. وقال وزير الري السوداني ياسر عباس إن عملية الملء الثاني تهدد نصف سكان السودان.
وبعد الملء الأول الذي نفذته إثيوبيا العام الماضي، توقف محطات مياه الشرب في السودان لأكثر من 3 أسابيع، قبل أن يتم إطلاق مياه الفيضان التي غمرت الأراضي والبيوت وجرفت الحقول في الشهرين التاليين.
لكن إثيوبيا تنفي ذلك وتقول إن المخاوف السودانية “يتم التعامل معها بشكل كاف”، مؤكدة بلا سند أن السد “مكاسبه للجميع”.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مُفتي، في مؤتمر صحفي، اليوم السبت، السد بأنه “بنك لإمدادات دولتي المصب خاصة في فترة الجفاف”.
وقال إن “ما ستقوم به إثيوبيا في الملء الثاني يقلل من مخاوف دول المصب في فترة الجفاف والجفاف المستمر بضمان الانسياب المنتظم”- على حد تعبيره.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قال مؤخرا إن الملء الثاني، والمعلن في يوليو المقبل، سيعود بفائدة على السودان، من خلال تقليص حجم الفيضانات.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن بلاده “إذ تسخّر نهر النيل لتلبية احتياجاتها، لا تضمر سوءًا لدول المصب، وأن الملء الثاني سيتم في موسم الأمطار الغزيرة خلال شهرَي يوليو وأغسطس “، بحسب إذاعة “فانا” الموالية للحكومة الإثيوبية.
ونوه إلى أن “الأمطار الغزيرة مكّنت إثيوبيا العام الماضي من تنفيذ الملء الأول للسدّ الذي حال وجوده بلا شك دون حدوث فيضانات ضخمة في السودان”.