دينا توفيق تكتب: عالم جديد جبان !!(المسكوت عنه.. على درب الحرية)
وبعيدا عما يدور الان فى معركة الكورونا دعونى أبحث عن موضوع حيوى أتحدث فيه رغم ان الجميع ينظر للوباء على ان انتشاره بالغرب لعنة!
وإنه طالنا لأننا مصريين على ان نتعامل مع الغرب الكافر المجرم ..
ولتلك اللعنة ابعاد داعشية اخوانية سنفرد لها مجالات اخرى ..
المهم ..
منذ ثلاثة اشهر على الأرجح ومع استقبال العام 2020 كنت اتحدث الى صديقى الذى لن اذكر اسمه وهو كبير القدر عندى للغاية ..
وهو يحدثنى عادة عن اشياء ربما لا يعرفها سواه ..!
أنا مقتنعة بذلك.. لاننى مهما اختلفت معه لا امتلك سوى ان احترم ارائه.. احترمها جداااا وأحملها معى وربما ادونها لنناقشها فيما بعد، بعد ان اكون قد قرأت المزيد، ليستطيع عقلى ادراك سعة اطلاعه وعمق افكاره ..
اعترف اننى لا اجالسه الا واستفيد بشكل ما ..
اخبرنى صديقى فى ذاك اليوم عن رؤيته لسبب “محلك سر” التى حبستنا نحن العرب وخنقتنا .. فى مقابل الانطلاقات المدوية التى حققها الغرب ولا يزال ..
انتبه ..
اننا لازلنا نلف وندور داخل تلك الدائرة التى لا ننفك عنها ونجلس فى سبيلها على موائد مستديرة ومربعة ومستطيلة..
الحق الحق ننوع اشكال ومقاسات تلك الموائد الفخمة، ولكن يظل الاشخاص، وتظل الافكار عالقة ومستديمة لا تتبدل ولا تتغير، حتى وان اثبتت فشلها او على اقل تقدير عدم جدواها، ورغم ذلك لا نخجل او نستحى، ونسميه اصرار، بل ونجلب المسميات وننوعها لذات الشىء وعلى نفس المنوال..
تتبدل المانيا بعد الحرب حين يسقط النازى وينتحر ويغلقوا الصفحة بل الكتاب كله ليفتحوا دفترا جديدا ..
وفى يوم وليلة يمد احدهم يده على حجر بالسور ويدفعه ويسقطه، فيتبعه الباقون وينهار الجدار وتتشكل حقبة جديدة تمااااما.. وببساطة لا تشبه البساطة الاعتيادية بالتأكيد، تختلط الالمانيتان..
بل ويتم طعن الشيوعية والاشتراكية الراسخة فى مقتل، وينحل الاتحاد السوفيتى وتتحطم التماثيل الشاهقة، حتى وان تم ذلك بصلف وغرور .. ولا يشترط ان يكون التغيير الذى حدث سليما تماما ولكنه حدث وتم وانتهى امره .. وكل شىء يتم انهائه دوما معهم على الوجه الاكمل..!!!
اما نحن فنظل نعبد الطواغيت، ونشذب وقع الهزائم، ونخف وطأتها بجدارة، فنسمى الهزائم نكسات.. والسقوط انكسار
الاخرون فى تلك العوالم الاخرى يخوضون الحروب وينتصرون، او ينهزمون ويسجلون التاريخ فى المجلدات ليدرسونها ولا يكررونها، اما نحن فنصر على الدوران فى فلك الاخطاء، فربما نجد لها مخرجا، وكأننا نتفنن فى ذلك ونحسبه ابداعا ..
وللاسف لا ندرك ان سلو الحياة المنطقى ان الثورات تتم وتستمر او يتغير المسار وتسقط.. يا هذا يا ذاك دون عمليات تجميل ..
الملكيات تسقط ولا تعود ..
المهم…
انهم من فرط ناجحهم وتمكنهم يصدرون لنا الافكار المارقة، التى تخدمهم وتحقق اهدافهم، ونحن نبتلع الطعوم دائما بشكل سرمدى غرائبى وعجيب حقا !!
وكأنها الواقعية السحرية التى لا فكاك لنا منها بما انها اقدارنا !!
ويضرب لى صديقى الامثلة ..
كندا تقرر استقبال الغرباء بدون شروط وببلاش.. لماذا؟!
لان هناك امم لابد ان يتم تفريغها، وهم يستقبلون اهلها، والاتفاق واضح، على مرأى ومسمع منا، ولكن دائما نجد لانفسنا المبررات، لنسقط فى الافخاخ طوعا ..
ولكننا بكل اسف نعيش فى عالم جديد نذل وجبان ..
سوريا.. العراق.. اليمن.. لبنان..
كلنا تحت المنظار ..
اسفة ليس نحن كبشر، ولكن كأدوات وغنائم ..
اراضينا وثرواتنا ومواردنا مطمعا، لا يطيقون افلاته من تحت ايديهم لان مشروعهم واضح، وكل خطوة فيه يتم انهاؤها، ليدخلوا فى المرحلة او الفيز التالى بلا تردد او توقف ..
يضحك صديقى ويقول لى بجدية ” الحروب الصليبية لم تكن لأجل الدين ولكن لأجل التوابل ..
ولم يكن مشروع لا السيد سايكس ولا السيد بيكو لرسم خرائط جديدة للبشرية ومشروع القرن ليس لحل الصراع واقامة اوطان لمن بلا هويات.. انما البترول هو التوابل الجديدة والطاقة والوقود الذى باسمه يتم كل كل شىء ! “
وهم مستمرون فى مشروعهم الذى استطاعوا رسم خطته لانهم يفعلون افكارهم من التفعيل
ففى ذلك العالم الاخر المختلف ..
انهت القنبلة الذرية الناس والحرب..
واقامت الثورة الفرنسية الجمهورية ..
والعلمانية والفلسفة وحكم التاريخ اغلقوا ملف الكنيسة نهائيا ..
ولكن ظللنا نحن وكما حرب داحس والغبراء نثأر من بعضنا البعض اعمارا طوال “ونخرج من حفرة لنقع فى دحديرة” كما لو كان كل ما حدث ليس بكاف لنقتنع اننا لابد وضرورى ويجب وجوبا قطعيا ان نغير الطريقة والاسلوب ..
واخيرا.. فبما اننا نعيش فى عالم جديد نذل وجبان
فرجاء قلبوا الافكار برؤوسكم جيدا ..
اقتنعوا ان الافكار حمالة اوجه نظر نتبعها ونرفضها بعد مناقشتها ..
ولعل مناقشاتنا تكون فعالة ومؤثرة..
ولنا حديث اخر لنستكمل ما بدأناه..