كارثة في الهند.. الشرطة تبحث عن مزيد من المواقع لحرق جثث ضحايا كورونا مع ارتفاع عدد الوفيات
طلبت الشرطة في العاصمة الهندية دلهي من السلطات المحلية إيجاد المزيد من المواقع لحرق جثث ضحايا «كوفيد 19»، بينما تواجه الهند موجة ثانية عارمة من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتجاوز العدد الإجمالي للإصابات في الهند 18 مليونا يوم الخميس، مع تسجيل 386.452 حالة أخرى، وهي أكبر زيادة في يوم واحد على الإطلاق لأي دولة. ولا تزال البلاد تواجه نقصا في الأكسجين وأسرة المستشفيات ويستمر الناس في تقديم مناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المساعدة، بحسب موقع «sputniknews».
وقال أحد كبار ضباط شرطة دلهي لقناة «NDTV»، إن الناس اضطروا إلى حرق جثث أفراد أسرهم في محارق غير مخصصة لضحايا فيروس كورونا، مضيفا: «لهذا السبب اقترحنا إقامة المزيد من محارق الجثث».
وتواجه الحكومة المركزية في الهند انتقادات متزايدة لطريقة تعاملها مع وباء كورونا، وللسماح بالمضي قدمًا في التجمعات الانتخابية والاحتفالات الدينية، ما أدى إلى تفاقم الوضع في البلاد.
لكن وزير الصحة دافع عن الحكومة، يوم الخميس، قائلا: «إن معدل الوفيات في البلاد هو الأدنى في العالم وأن إمدادات الأكسجين كافية».
وقال هارش فاردان لوكالة «ANI» للأنباء، إن الأكسجين «يتم توفيره الآن من مصادر عدة» بما في ذلك من الخارج، وأنه يجري إعداد ناقلات التخزين والصهاريج المبردة.
ويشار إلى أن البداية الحقيقة للأزمة كانت قبل ثلاثة أشهر، عندما أعلن ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، الانتصار على الجائحة، حيث قال في خطاب موجه للأمة إن «الهند سيطرت بشكل فعال على الوباء وأنقذت العالم بأسره… والبشرية بأكملها من مأساة كبرى».
إعلان مودي التغلب على الجائحة، جرى الاحتفال به في شهر فبراير من قبل حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم الذي يتزعمه مودي، تعبيرا عن شكره للقيادة الحكيمة لمودي في التغلب على الجائحة.
واستمرت احتفالات النصر على جائحة كورونا حتى أبريل الجاري. وقبل أسبوعين تصدر مودي مسيرات انتخابية خاطب فيها آلاف المؤيدين قبل الانتخابات المحلية.
بالتوازي مع هذه الاحتفالات والمسيرات الانتخابية المتفائلة انطلقت احتفالات مهرجان كومبه ميلا الديني حيث تجمعت حشود ضخمة من الناس على نهر الغانج، الأمر الذي ساعد في انطلاق موجة ثانية من جائحة كورونا أشد فتكا في جميع أنحاء البلاد، بحسب مراقبين.
نتيجة لكل ذلك، ارتفعت أعداد الإصابات اليومية بشكل بالغ، وعجزت المستشفيات عن استيعاب المرضى الذين باتوا يفترشون مداخل المستشفيات على أمل الحصول على رعاية طبية، في ظل أزمة حادة جراء نقص أسطوانات الأكسجين المطلوبة لإنقاذ المرضى.