مصر ترحب بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن وتدعو كافة الأطراف للتجاوب معها لحفظ الدماء ودعم جهود السلام
كتب – أحمد سلامة
أعربت مصر، عن ترحيبها بالمبادرة التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل في اليمن، وذلك عبر عدد من الخطوات التي تتضمن؛ الوقف الشامل لإطلاق النار، وفتح مطار صنعاء لعدد من الرحلات، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
وثمّنت مصر، عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية، مساء الاثنين، الجهود الصادقة للمملكة العربية السعودية وحرصها الدؤوب على التوصل لتسوية شاملة في اليمن تُنهي أزمته السياسية والانسانية المُمتدة، وتعمل على تغليب مصلحة الشعب اليمني الشقيق وتهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
ودعت مصر كافة الأطراف اليمنية إلى التجاوب مع المبادرة السعودية بما يحقن دماء الشعب اليمني الشقيق ويدعم جهود إحلال السلام في اليمن.
وعرضت السعودية، يوم الاثنين، على حركة الحوثي في اليمن وقفًا شاملاً لإطلاق النار ضمن سلسلة مقترحات تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات.
وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله، إن المبادرة تشمل “وقفاً شاملاً لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي بالرياض أن بلاده اقترحت أيضًا إعادة فتح مطار صنعاء، في العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، واستئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين.
وقال الوزير السعودي “نريد أن تصمت المدافع تماماً”، مشيرا إلى أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ “بمجرد موافقة الحوثيين عليها”.
ويأتي الاقتراح الأخير وسط تصاعد في الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المملكة، بما في ذلك منشآت الطاقة والتي أعلن المتمردون مسؤوليتها عن ذلك.
ويقاتل الحوثيون أيضاً في محافظة مأرب، آخر معقل للحكومة اليمنية في الشمال، ممّا يزيد الضغط على القوات المدعومة من السعودية.
وحذرت الأمم المتحدة، التي تقول أنّ اليمن يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، الشهر الماضي من عواقب وخيمة على المدنيين إذا استمر القتال في مأرب.
من جانبها، اعتبرت جماعة “أنصار الله” الحوثية أن المبادرة التي أعلنتها السعودية، لإنهاء الحرب في اليمن “لا تتضمن أي شيء جديد”.
وفي أول رد من الجماعة على المبادرة السعودية، قال كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، في حديث لوكالة “رويترز”، إن هذه الخطة “لا تتضمن شيئا جديدا”، إن المملكة “جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا”.
وأضاف أن “أنصار الله” ستواصل المحادثات مع السعودية وسلطنة عمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام.
وشدد عبد السلام، الذي يمثل في المفاوضات حكومة الحوثيين المتمركزة في صنعاء، على أن “فتح المطارات والموانئ حق إنساني ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط”.
وفي تصريح منفصل عبر “تويتر” قال عبد السلام: “أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ ست سنوات وتفصل الجانب الإنساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية وترفع الحصار فهي غير جادة ولا جديد فيها”.
وفي وقت سابق من الاثنين أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، طرح المملكة مبادرة سلام جديدة لإنهاء الحرب في اليمن تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال بن فرحان إن المبادرة تشمل أيضا إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحديدة واستئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران.
وأوضح الأمير فيصل أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة الحوثيين عليها، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة وقف التدخل الإيراني في اليمن.
وتقود السعودية، أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، منذ مارس 2015 التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014.
وقتل حوالي 130 ألف شخص، بينهم أكثر من 12000 مدني، في النزاع المستمر منذ 6 سنوات والذي خلف، حسب الأمم المتحدة، أسوأ أزمة إنسانية في العالم في بلد يعد أكثر دول العالم العربي فقرا.