رسائل المدون القرآني رضا عبدالرحمن من محبسه: السلك الحاجز منعني من احتضان ابنتي.. ألمي الأكبر هو الألم النفسي والفرج قريب
المدون القرآني: كل يوم على اعتقالي يمر كأنه سنة.. وأتحمل كل شيء رغم قسوة الظروف وصعوبة العيش والتعايش في محبسي
تبادلت الحكايات مع زوجتي وابنتي في لقائنا الأول إلى أن صرخ الحارث “الزيارة انتهت”.. لا ذنب لي ولأسرتي فيما نحن فيه من ظلم وحرمان
كتب- محمود هاشم:
نشرت سهام محمود علي زوجة المدرس الأزهري والمدون القرآني رضا عبدالرحمن، اليوم الجمعة، رسائل من زوجها المحبوس احتياطيا في قسم شرطة كفر صقر بالشرقية، على ذمة اتهامه الانضمام إلى جماعة داعش الإرهابية، وتبني أفكار تكفيرية والترويج لها بطريقة غير مباشرة عن طريق الأوراق التنظيمية التي تم ضبطها داخل مسكنه.
وقالت سهام: “ده كلام رضا، أول مرة يشوف ابنته شمس في الزيارة، بعد ما حرموه يسلم عليها في العرض والضابط شخط فيها وخلاها تعيط، ورسالة بيطلب مني الدوا لأنه بيعاني من ألم في رقبته وضهره وأسنانه اللي برضه أحضرته، والضابط مرضيش ياخده مني وزعق لي”.
وقال رضا في رسالة بشأن زيارة ابنته له الخميس الماضي: “مضى على اعتقالي وحرماني من أهلي وأحبتي وأمي وزوجتي وست البنات شمس ابنتي 147 يوما، كل يوم منها يمر كأنه سنة، الخميس الماضي كانت زيارة تمنيت أن أحتضن ابنتي وأقبلها لكن ذلك لم يحدث بسبب وجود سلك حاجز بين الزائرين والمحبوسين”.
وأضاف: “تأثرت كثيرا برؤية ابنتي خلف السلك ورؤيتها لي، وعدم قدرتنا على التلامس والتواصل، ادعو الله أن يفرج كربنا وينهي هذه المحنة، لكي أعود إلى أهلي، وأتمكن من رؤية زوجتي وابنتي وأمي وإخوتي بلا مانع أو حاجز، وأتمكن من معانقة ست البنات شمس واللعب معها كما عودتها، فهي كل حياتي ومصدر سعادتي، ولا ذنب لي أو لها فيما نحن فيه من ظلم وحرمان بلا سبب”.
وتابع: “كتبت بعض الكلمات أعبر فيها عن هذا اللقاء أثناء الزيارة أتمنى أن تقرأ هذا الكلام بنفسها، لست بشاعر ولكنه كلام خرج من القلب”.
وأشار في رسالة أخرى إلى أن زيارة ابنته وزوجته له له كانت قصيرة، إلا أنهم تبادلوا فيها القصص والحكايات، قبل أن تودعانه بنظرات حزينة، بعدما صرخ الحارس: انتهت الزيارات”.
وقال لزوجته في رسالة أخرى: “أعلم أن الحمل والمسؤولية ثقيلة وصعبة عليكم جميعا، كيف حالكم وصحة أمي الغالية، وشمس وحالتها النفسية في غيابي 6 أشهر، ومستواها الدراسي، وإخوتي جميعا، وبابا وماما وإخواتك”، وأضاف: “أنا بخير وأشكر الله في كل وقت وحال، رغم أنني أعاني من آلام في الأسنان، وآلام في العظام، بسبب البرد وعدم التعرض للشمس، ومنذ فترة أنا أعاني من ألم في الرقبة والكتف الأيمن”.
واستكمل: “أرجو ألا تنسي العلاج الذي طلبته منكِ من قبل، لكن ألمي الأكبر هو الألم النفسي بسبب بعدي عنكم بلا ذنب لي أو لكم، أتحمل كل شيء رغم قسوة الظروف وصعوبة العيش، والتعايش هنا في محبسي، إلا أنني على يقين أن الله معنا، والفرج قريب”.
كانت سهام نشرت رسالة وصلتها من زوجها في حبسه الاحتياطي، أمس الخميس، أكد فيها تناقض فكره ومنهجه مع الاتهامات الموجهة إليه بالانتماء لتنظيم داعش الإرهابي.
وعلّقت زوجة رضا عبدالرحمن على رسالة زوجها – التي نشرتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قائلة/ “دفاع رضا عن نفسه بخط إيده لكل من لا يعرفه”.
كان عبدالرحمن ألقي القبض عليه من منزله يوم 21 أغسطس الماضي، بعد صدور قرار ضبط وإحضار له بناءً على تحريات الأمن الوطني، ويواجه رضا عبد الرحمن تُهم: الانضمام إلى جماعة داعش الإرهابية، تبني أفكار تكفيرية والترويج لتلك الأفكار بطريقة غير مباشرة عن طريق الأوراق التنظيمية التي تم ضبطها داخل مسكنه.
وفي رسالته قال عبدالرحمن “أكتب هذه الكلمات من محبسي بقسم شرطة كفر صقر بعد مرور 174 يوما على اعتقالي يوم السبت فجرًا 22 / 8/ 2020 ، وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها اعتقالي بسبب الفكر والمعتقد وبسبب صلة القرابة بيني وبين عمي المفكر الدكتور أحمد صبحي منصور، والتهمة في المرات الثلاث مكررة هي الانتماء للفكر القرآني ونشر الفكر القرآني في مصر”.
وأضاف “أنا رضا عبدالرحمن علي محمد مُدّون وباحث في الفكر القرآني إنسان مُسالم وكاتب مسالم لا أفرض فكري وكتاباتي على أحد، تعلمت من الفكر القرآني الإيمان بالله جل وعلا وحده لا شريك له والإيمان بجميع الأنبياء والرسل وأن النبي محمدًا عليه الصلاة والسلام هو خاتم المرسلين، كما تعلمت احترام حرية الفكر والمعتقد والحرية الدينية، كما تعلمت أن الإسلام دين الرحمة والمساواة والعدل والتسامح وأن الإسلام يرفض التطرف والإرهاب والتعصب والغلو في الدين، وأن الجماعات الدينية هم أكثر الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأرفض استغلال الدين الإسلامي في خداع الناس من أجل الوصول لمكاسب دنيوية”.
وتابع عبد الرحمن “كتبت العديد من المقالات والأبحاث أثبت من خلالها تناقض فكر الجماعات الدينية في العالم مع تشريعات القرآن فهذه الجماعات هم أكثر أعداء للإسلام والإنسانية كل هذا عبّرت عنه في مقالات على مدونتي الخاصة بعنوان (العدل الحرية السلام) قبل أن يُطلب مني التوقف عن الكتابة، وكان آخر مقال كتبته في شهر 7 / 2015 بعد أن خرجت من اعتقال استمر يوم واحد في نفس الشهر بنفس التهم.. الانتماء للفكر القرآني ونشر الفكر القرآني وهي نفس التهم التي تم اعتقالي بسببها في المرة الأولى من 27 / 10 / 2008 إلى 22 / 1 / 2009 وتم إخلاء سبيلي بتاريخ 6 / 1 / 2009 من نيابة أمن الدولة العليا وتم إطلاق سراحي في 22 / 1 / 2009”.
واستكمل “إذن أنا معروف واتجاهي الفكري معلوم ومعروف وواضح وعبّرت عنه بكل وضوح على مدونتي حتى أمروني بالتوقف عن الكتابة في 7 / 2015، نفذت الأمر وتوقفت عن الكتابة منذ ذلك الحين على الرغم أن كتاباتي كانت تفضح الإرهاب وتكشف حقيقته وبُعده التام عن القرآن والإسلام وأن هذه الجماعات الإرهابية ضد الدولة وقنبلة موقوتة”.
وأردف “كتبت في هذا لكي أساعد الدولة في مواجهة الإرهاب سلميًا بالقلم والكلمة وذلك حسب تعليمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حين طالب بتجديد الخطاب الديني”.
واسترسل المدّون القرآني في رسالته “الغريب الآن ومنذ حوالي ستة أشهر أن يتم اعتقالي يوم 22 / 8 / 2020 أي منذ حوالي 174 يومًا، الأغرب أن ضابط الأمن الوطني وجّه لي نفس التهم القديمة (الانتماء للفكر القرآني ونشر فكر القرآنيين في مصر) وهي تهم واضحة ومكررة منذ عام 2008، وفجأة وبعد مرور 47 يوما من الإخفاء يتم عرضي للمرة الأولى على النيابة وفوجئت أن وكيل النيابة يوجه ليه تهمة (الانتماء إلى داعش) قلت له بصوت واضح أنا مصدوم من هذه التهمة وأرفضها وليس لي أي علاقة بها من قريب أو بعيد، قلت لوكيل النيابة إنه تم اعتقالي مرتين من قبل بتهمة الانتماء للفكر القرآني وقلت له إن الضابط كان يحقق معي في نفس التهم القديمة، ماذا حدث”.
واختتم رضا عبدالرحمن رسالته بالقول “أكتب هذا الكلام دفاعًا عن نفسي أمام كل من يعرفني ويعرف اتجاهي الفكري الذي يرفض الإرهاب والتطرف والتعصب الديني، أنا مازلت رهن الحبس الاحتياطي ويوم الثلاثاء 16 /2/ 2021 هو العرض العاشر أمام النيابة بتهمة ملفقة عشت عمري أحاول فضح أصحابها وأحاول توعية المجتمع من خطرها وسلوكي وخُلقي في العمل بالتعليم منذ 16 سنة يشهد أنني إنسان مسالم متسامح أحترم حقوق وحريات الآخرين وأنني أرفض التعصب والتطرف الديني والغلو في الدين وأرفض استغلال الجماعات الدينية لاسم الإسلام في جرائمها ضد الإنسانية وهذا ما فهمته وتعلمته من القرآن الكريم كتاب رب العالمين”.