طفيلي.. (المنفعة المتبادلة بين الفقراء والأغنياء):.. البقاء للأصلح أم الأغنى؟ سؤال الفيلم الكوري الحاصل على أوسكار
شاهده لكم – حسين هلال
كان يا مكان في قديم الزمان, كان هناك بلدة صغيرة بها عائلتين, واحدة غنية والأخرى فقيرة, لم يعجب العائله الفقيرة حالها, فانتقلت للعيش مع العائلة الغنية, لم تلحظ العائلة الغنية أي تغيير, وعاشوا معا في سلام ومحبة.. لم يعيشوا كلهم فالعائلة الفقيرة قتلت العائلة الغنية.
( طفيلي ) فيلم
كوري من إخراج ( بونج-جون-هو) حصل الفيلم علي جائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز
الأوسكار.
يذكرني الفيلم بكتابات (بردون) عن (فلسفه
الفقر) , ورد (ماركس) السريع بكتاب (فقر الفلسفة),
الفيلم يناقش مشكلة واقعية أزلية وهي مشكلة الفقر والثراء, ماهو الفقر من وجهة نظر
المخرج !
الفقر: حالة نشأت من التملك الزائد لأفراد عن أفراد آخرين… وهي عدم مقدرة بعض الأفراد علي تلبية حاجاتهم الأساسية مثل الطعام, لكن في العصر الحديث الاحتياجات الأساسية اختلفت فتحورت من الطعام والملبس إلى الانترنت والتعليم الالكتروني (الفوتوشوب)، وغالبا ما سيكون مواكبه عصر الحداثة الذي نعيشه اليوم.
الثراء: نشأ الثراء من تملك ماهو غير موجود عند أفراد اخرين , وإجبار العمال علي العمل بظروف تشغيلية قاسية وبأجور رخيصة جدا لكي يكون الربح الأقصي موجه لصاحب الملك , والمترتب عليه عدم مقدرة العمال علي شراء ما يصنعونه, للأثرياء ايضا احتياجات أساسية مثل تناول الطعام الفاخر وارتداء الملابس الفاخرة وارسال ابنائهم للدراسة في جامعة (هارفارد) , لكن ايضا احتياجاتهم اختلفت لمواكبة العصر الحديث, لم يعد لديهم المقدرة علي الاهتمام بالطبخ أو غسيل ملابسهم أو الاعتناء بالأطفال فهم مشغولون بجمع الأموال.
(سذاجة) الأغنياء وذكاء الفقراء :
يروي الفيلم حياه عائلة فقيرة عاطلة عن العمل مكونة من (أم وأب وابن وابنة ) تعمل في تغليف الكرتون الورقي وتفشل في ذلك لجمع الأمول.. لكن الابن العشريني يجد طريقه للعمل كمدرس لغة انجليزية عند عائلة غنية, دله عليها صديقه الذي يدرس في الجامعة, لم يدرس الابن في جامعة لكن في عصر الانترنت والعولمة، تعلم التحدث بلغات عديدة, لكن هنا المشكلة كيف يثبت للعائلة الغنية انه قد درس في جامعة مرموقة هنا ياتي دور اخته التي قد تعلمت الفوتوشوب عن طريق الانترنت فتستطيع ان تزور الاوراق لتثبت انه خريج جامعي .
تصدق العائلة الغنية الاوراق المزورة، ويعمل الأبن مدرس لابنتهم المراهقة فيستدرجها بوسامته ولباقته لتقع في حبه .
هنا تبدأ الاحداث الحقيقية، العائله الفقيره تبدأ باستبدال العاملين في المنزل الذي يعمل فيه ابنهم، جميع العاملين القدامي بالمنزل، والعمل مكانهم .
1-الطفل الصغير مريض نفسيا: بعد شهور من متابعة دروس اللغة لفت الأبن أن طفل العائلة الغنية الصغير يعاني من مشاكل اجتماعية فاقترح عليهم صديقته المعالجة النفسية لتعمل عندهم، وهي اخته لكنه يخفي على العائلة الغنية الأمر .
2-التخلص من السائق: تخلصت ابنة العائلة الفقيرة من السائق وهو يقلها من منزل الاغنياء الي منزلها بخلع ملابسها الداخلية في السيارة وتركها علي الارض لتشك العائلة الغنية في تصرفاته وتطرده, واقتراح سائق آخر رصين ومحترم ألا وهو أب العائلة الفقيرة .
3-التخلص من مدبرة المنزل : تخلص السائق الجديد ( اب العائلة الفقيرة ) من المدبرة الحاليه بلفت انظار العائله الغنية إلى أنها تعاني من أمراض خطيرة قد تكون مؤذية للأطفال , وبالفعل يتم طردها وتعيين ( أم العائلة الفقيرة كمدبرة للمنزل) .
هكذا سيطرت العائلة الفقيرة علي منزل العائله الغنية, منفعة متبادلة نأخذ منكم الأموال مقابل خدمات, اذن فانقلبت الأيه الفقراء ليسوا في حاجة إلى شيء الأغنياء هم من يحتاجونهم أشد الاحتياج .. خلقت طبقة الاغنياء احتياجات وهمية قد تتسبب في القضاء عليها ولا مشكله لدي الفقراء في تلبية هذه الاحتياجات طالما انهم يتقاضون مبالغ مناسبه .
عائلة أخرى تعيش تحت الارض:
يأتي المشهد الفجائي عندما تعود الخادمة القديمة إلى المنزل وتستأذن أم العائلة الفقيرة لتنزل إلى القبو للإطمئنان علي شيء … لنجد أنها وضعت زوجها داخل القبو منذ أربع سنوات وهو يعيش به تهربا من الضرائب وخوفا من الدولة التي تبحث عنه .
يوجه المخرج رؤية واضحة للجمهور بأن الاغنياء ليس لديهم قاعدة يرتكزون عليها بدون الفقراء.. والفقراء ليس لديهم سبب للحياة بدون خدمة الاغنياء فكلاهما يفني بسرعة دون الآخر .
لكن من هو أكثر منفعه للأخر الفقير ام الغني ّ! الشخص الذي تأتمنه علي تحضيره لطعامك وفي نفس الوقت تعامله باهانة, الشخص الذي تأتمنه علي أولادك وزوجتك وعلي نفسك وتحتقره في المقابل ! سيكون رد فعله عنيف وقاسي, هذا ما فعلته العائلة الفقيرة بالعائلة الغنيه قتلتها لانها شعرت بالإهانة والاحتقار, شعور نفسي صعب بانك لا فائدة لك بين البشر إلا في خدمتهم وستعامل بحقارة واحتقار أيضا حتي لو بذلت كل جهدك .
في الختام
الاغنياء أكثر سذاجة من الفقراء في رؤيتهم.. فهل يجب أن نتعاطف مع الاغنياء لسذاجتهم أم يجب القضاء علي الطبقه الغنية التي تتعيش على عمل الآخرين!
الفقير يستطيع أن يعيش مثل انسان الغاب يعيش في العراء ويأكل من الاشجار, لكن الغني ليس لديه لقدره علي ذلك فمن هو الطفيلي؟.
السؤال الذي يطرح نفسه البقاء للأصلح أم الأغني ؟