رمضان أبو زيد يكتب: الذكرى العاشرة للثورة.. بكاء على الأطلال أم جلدٌ للذات؟
ربما كانت الذكرى العاشرة للثورة الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ الاقل صخبًا، حتى وإن صاحبها بعض الضجيج الهادي على مواقع التواصل الاجتماعي، ضجيج لم يخرج عن بعض التغريدات على تويتر والمنشورات على فيس بوك
فهل تعتبر تلك الهمهمات بكاءً على الأطلال ؟
أم كأنها جلدٌ للذات من طرف شباب الثورة الذين تركوها تتفلت من بين أيديهم كالماء الجاري؟
أود بشكل شخصي طرح احتمال ثالث ( ربما يكون رغبةً وأمنية أكثر منه استشراقًا للمستقبل القريب )
ربما سأرجئ اختيار أحد الاحتمالين لمقال قادم وأنحاز لأمنيتي الاستشراقية
أود الاعتقاد ان الهمس الذي جرى على مواقع التواصل الاجتماعي إعادة لترتيب الأوراق السياسية واتخاذ طريق جديد للعمل السياسي
فما كان يصلح في الأعوام التي تلت ٢٠١١ لم يعد يصلح الآن، لاعتبارات كثيرة ليس أولها الرفض الجماهيري لأي حراك ثوري في الشارع بعدما عانوا الأمرَين منذ ثورة يناير، وأيا كانت المسببات فالنتيجة التي يراها المواطن يُحملها بالكامل لثورة يناير
شئنا أم أبينا هذا ما حدث .
وليس أخرها القبضة الأمنية القوية التي ترى أن أي مساحة للحرية والتعبير عن الرأي ستفتح الباب مرة أخرى ( للفوضى ) ولاندساس الجماعات الإرهابية المسلحة والتي أثبتت بالفعل أن التجربة الديمقراطية أنها مطية يسخدمونها للوصول لأغراضهم ثم يقذفوها إذا ما اعترضت طريقهم .
الأسباب التي تحول دون تكرار ما حدث في يناير ٢٠١١ كثيرة ومرتبط بعضها باعتبارات إقليمية ومصالح دولية .
اذن ما الحل الذي يحقق للشباب مبتغاهم دون صنع خلل في الحالة المستقرة ( إلى حد ما ) التي وصلنا لها بعد سنوات القلاقل وفي نفس الوقت يطفئ نار شغفهم ؟
ما الحل السياسي السحري الذي بحثوا عنه في الذكرى العاشرة للثورة ؟
كيف يضع الشباب الذي استطاع التغيير منذ عشر سنوات نفسه على الطريق الصحيح ؟
أرى أصوات تسعى لمرحلة النضج السياسي يدعو لممارسة السياسة بشكلها التقليدي الآمن
أصوات كانت تحتسب على التيار الثوري تجنح الان للانضمام لأحزاب سياسية
واعتقد ( ان كانت نظريتي صحيحة ) ان العام الحالي ٢٠٢١ ستشهد تغيرات كبيرة في ساحة الأحزاب السياسية وربما تحت مباركة من الدولة، في خطوة قد تكون تأخرت قليلًا
ولكن أن تأتي متأخرة خيرا من الا تأتي مطلقًا ،
يخبرني حدسي أن ذلك الإصلاح السياسي المنشود كان مقررا العام المنصرم لولا جائحة كورونا التي عطلت مسارات عدة في نواحي أخرى
فهل كانت الذكرى العاشرة بكاء على الأطلال؟ أم جلد للذات ؟
ام هي فعلا خطوة نحو تعديل مسار العمل السياسي ؟
يرغب بها الشباب ويتبناها النظام !
هذه أسئلة بحثت عن إجابات في عشر سنوات، وربما أخيرًا ترسو سفينة الأسئلة لبر الإجابات.
هذا ما ستتمخض عنه الشهور القادمة .
وإلى حينها سنحاول رسم خطوط على الطريق .