بعد كارثة الحسينية وزفتى.. د. إيهاب الطاهر أمين عام نقابة الأطباء السابق يكتب: مشكلة الأكسجين والتعليمات المدهشة
كتب: عبد الرحمن بدر
علقت الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء السابق، على أزمة الأكسجين التي أثيرت مؤخرًا بعد تحقيق النيابة في وفاة مرضى بمستشفى زفتى بالغربية والحسينية بالشرقية، والهجوم الذي تعرضت له وزارة الصحة بسبب الواقعتين.
وطالب الطاهر بحل المشكلة، والاعتراف بها بدلا من إنكارها ليتسنى لنا معرفة الحلول اللازمة لعلاجها، ونشر الطاهر قرار رسمي من وزارة الصحة يطالب بتسجيل نسبة الأكسجين بكل مستشفى.
وإلى نص ما كتبه د. إيهاب الطاهر:
أثيرت مشكلة نقص الأكسجين فى الفترة الأخيرة، وسارع بعض المسؤولين لانكار وجود مشكلة بل وقام بعضهم بكيل الاتهامات ضد من تحدثوا عنها.
لكنى فوجئت بتعليمات صادرة من وزارة الصحة تطلب من كل مستشفى تحديد طبيبين (رعاية مركزة أو تخدير أو صدرية)، ويتم عمل نوبتجيات 24 ساعة لهم، للقيام بمهام تسجيل الأكسجين بالتانكات والأسطوانات وحصر عدد المرضى وتقدير كمية الأكسجين المطلوبة لهم والتأكد من قيام التمريض بفصل الأكسجين وتوصيله طبقا للاحتياج، وإرسال تقارير بذلك مرتين يوميا.
فهل معنى هذه التعليمات أن هناك مشكلة تحتاج للحل؟
وهل الحل فى نظر المسؤولين هو تفرغ عدد 4 أطباء رعاية أو تخدير على الأقل من كل مستشفى (طبيبين لكل 12 ساعة) للقيام بعمل ليس من اختصاصهم وغير مؤهلين له، وترك عملهم الفنى فى علاج المرضى؟.
منذ سنوات طويلة تعلمنا فى علم الإدارة أن خطوات حل أى مشكلة تبدأ بالاعتراف بوجودها، ثم تحديد أسبابها، ثم إختيار الحل الأفضل لها من الحلول الممكنة، ثم تنفيذ الحل بواسطة المختصين، ثم المراجعة والتقييم، فهل تغير علم الإدارة ؟.
نأتى هنا للكلام العملى لأن الهدف ليس مجرد إنتقاد لبعض القرارات، فإذا كانت لدينا مشكلة فى توفير الأكسجين فى ظل ازدياد الاحتياج نظرا للجائحة التى نمر بها، فحتى نضع الحلول المناسبة يجب علينا أولا مراجعة المعطيات الآتى:
ما هى كمية الاستهلاك الحالية بكل مستشفى فى ظل ازدياد الاستهلاك؟
هل نتوقع إزدياد الطلب بصورة أكبر فى الفترة القادمة؟
هل كمية الانتاج من المصانع كافية أم تحتاج لإنتاج إضافى؟
هل وسائل النقل من أماكن الإنتاج إلى المستشفيات كافية ومناسبة؟
هل تتوافر التانكات بالسعة المناسبة والاسطوانات الإحتياطية بالعدد المناسب بجميع المستشفيات؟
هل تم إختبار مدى سلامة شبكات الأكسجين وعدم وجود تسريب منها أو من المنظمات؟
هل يتم التوصيل والفصل فى الأوقات المناسبة؟
هل هناك متابعة جدية من الإدارة لجميع الخطوات؟.
أما بخصوص اسطوانات الأكسجين التى تباع بالقطاع الخاص لتغطية احتياجات المواطنين بالمنازل فهى تحتاج أيضا لمتابعة فى جميع خطواتها حتى لا يتم استغلال حاجة المواطنين فى ظل هذه الأزمة، وبالطبع نحتاج لمشاركة منظمات المجتمع المدنى فى توفير هذه الأسطوانات للمحتاجين والأفضل أن تكون على سبيل الإعارة لحين انتهاء الاحتياج لها ثم يتم إعارتها لشخص آخر وهكذا.
فى النهاية وفى ظل وجود جائحة عالمية، فانه من المتوقع أن تظهر لدينا بعض المشكلات وهذا ليس عيبا فمعظم دول العالم تعانى من مشكلات الوباء، ولكن العيب فى إنكار وجودها (ان وجدت)، والعيب الأكبر فى وضع حلول غير واقعية لها.