جاسر عبد الرازق لـ«بي بي سي» بعد إخلاء سبيله: العمل الحقوقي سيستمر رغم العراقيل.. ووضع حقوق الإنسان بمصر الأسوأ على الإطلاق (فيديو)
جاسر: حبستي سهلة وقصيرة أوضاعي بشكل عام معقولة.. والجانب القاسي أن زملائي السياسيين بيعدوا حبستهم بالشهور والسنين
مدير المبادرة: الأيام الأولى كانت قاسية الزنزانة ضيقة وبلا مرتبة وبها سرير حديد وكل المتاح بطانيتين بتغطى بواحدة وبنام على واحدة
عبد الرحمن بدر
قال جاسر عبد الرازق، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن وضع حقوق الإنسان في مصر حاليا هو الأسوأ على الإطلاق، وأكد أن أن العمل الحقوقي في مصر سيستمر رغم العراقيل.
وأضاف في حديث لـ(بي بي سي) بعد إخلاء سبيله إثر احتجازه لنحو أسبوعين: “بالنسبة للأوضاع في مصر كانت حبستي سهلة قصيرة، أوضاعي بشكل عام معقولة، الجانب القاسي عليا كنت بعد حبستي بالأيام وزمايلي السياسيين بيعدوها بالشهور والسنين”.
وتابع جاسر: “الأيام الأولى كانت قاسية وأوضاعي بشكل عام كانت معقولة، مش متاح ملابس ثقيلة كفاية، الزنزانة ضيقة، وبلا مرتبة وبها سرير حديد، وكل المتاح ليا بطانيتين، بتغطى بواحدة وبنام على واحدة، والجو كان بارد، والشباك الوحيد اللي موجود على باب الزنزانة عليه حديد، وكانوا بيقضوا ساعة التريض بجوار الممر وكانوا بيقولوا لي الأخبار”.
كما وصف عملية القبض عليه باللغز الذي لا يعرف له سببا. ووجهت لجاسر واثنين من زملائه في المبادرة، اتهامات منها نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة إرهابية.
وأوضح جاسر أن المحققين لم يقدموا له أي توضيح عن ماهية تلك الجماعة التي يزعم انتماؤه لها أو حتى نماذج للأخبار الكاذبة الذي اتهم بنشرها.
وقال مدير المبادرة: “تم الإفراج عنا بسبب حملة التضامن في مصر وخارجها، لما تتهم منظمة كبيرة بالإرهاب ده ما يديش فرصة لأي تفاهم، وبالتالي حجم التضامن كان أكبر مما هم متوقعين”.
وتابع: “على مدار 27 سنة قابلت وزراء وبرلمانيين، وفي المحكمة سنرد على الاتهامات وسنقدم تعاقدات تجارية بندفع عنها ضرائب”.
وأضاف جاسر: “بعمل شغلي عن قناعة عشان مستقبل ولادي، والوضع ده من النشاط بيعرض لدخول السجن، لكن زي المثل ما بيقول آدي الله وآدي حكمته”.
كان حسام بهجت، مؤسس المبادرة المصرية، أعلن الخميس الماضي، عن خروج العاملين الثلاثة المعتقلين من محبسهم بعد قرار إخلاء سبيلهم وعودتهم إلى منازهم سالمين.
وقال بهجت على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك): جاسر في البيت، وكريم في البيت، وبشير اتصل وفي الطريق للبيت.
كانت مصادر حقوقية وسياسية وإعلامية قالت إن نيابة أمن الدولة قررت إخلاء سبيل العاملين في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مساء الخميس.
يذكر أن قوات الأمن اعتقلت 3 من العاملين في العاملين في المبادرة المصرية بينهم جاسر عبد الرازق، مدير المبادرة، يوم 19 نوفمبر، بعد القبض على كل من كريم مدحت عنّارة، مدير وحدة العدالة الجنائية بالمبادرة يوم 18 نوفمبر، ومحمد بشير المدير الإداري بالمبادرة يوم 15 نوفمبر.
وفي وقت سابق طالبت 17 منظمة حقوقية، الأربعاء الماضي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضغط بشدة على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتصدي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان قُبيل زيارة الأخير المرتقبة لباريس، وحثه على إطلاق سراح النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين تعسفًا في مصر.
وأكد البيان أنه على مدى سنوات، وثّقت منظمات حقوق الإنسان عواقب غياب إجراءات ملموسة إزاء توسّع انتهاكات حقوق الإنسان وتصاعد خطورتها في مصر، بالإضافة إلى تمادي السلطات في تخطي سيادة القانون.
ووقّع مؤخرًا 66 نائبًا فرنسيًا من مختلف الأطياف السياسية على رسالة علنية في مختلف أنحاء أوروبا تدعو الرئيس السيسي إلى الإفراج عن سجناء الرأي، وكان غالبية الموقعين من حزب الرئيس ماكرون “الجمهورية إلى الأمام”، من بينهم أعضاء في لجنتَي الدفاع والشئون الخارجية.