توترات القوقاز| روسيا تتهم أذربيجان وأرمينيا بخرق اتفاق قرة باغ.. وتركيا تعرض الدعم العسكري.. و”الناتو” يخلي مسؤوليته
أقرت الرئاسة الروسية بعدم التزام الطرفين الأرمني والأذربيجاني في نزاع قره باغ بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن وقف الأعمال القتالية وإعلان هدنة إنسانية في المنطقة.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الخميس: “حتى الآن لا يمكن تأكيد تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية. للأسف، لا يلتزم طرفا النزاع بها”.
وشدد المتحدث على أن روسيا كانت ولا تزال تفعل كل ما بوسعها بغية تحويل الوضع الحالي حول قره باغ إلى مجرى تسوية سياسية، مضيفا: “لا نزال ملتزمين بغياب أي بديل عن التسوية السياسية لهذه القضية”.
وردا على سؤال عن إمكانية انضمام تركيا إلى الآليات الدولية الخاصة بتسوية نزاع قره باغ، ذكر بيسكوف أن القرار بشأن مشاركة أي دول ثالثة في مساعي التسوية يعود إلى طرفي النزاع، أرمينيا وأذربيجان.
وقال: “لا يمكن مشاركة أي جهة في تسوية النزاع وجهود الوساطة وانضمامها إلى الآليات القائمة إلا بموافقة كلا الطرفين”، ولم يبد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الأربعاء، أي تفاؤل في إنهاء الصراع الحالي في منطقة ناغورني قره باغ بالطرق الدبلوماسية.
وقال باشينيان “إنه لا يرى فرصة في المرحلة الحالية للتوصل إلى حل دبلوماسي” للصراع مع أذربيجان بشأن إقليم ناغورني قره باغ.
وصرح “علينا أن ندرك أن مسألة ناغورني قره باغ، على الأقل في هذه المرحلة ولفترة طويلة، لن يتسنى حلها دبلوماسيا”. وتابع باشينيان قائلا: “كل ما هو مقبول دبلوماسيا للجانب الأرميني … لم يعد مقبولا لأذربيجان”.
ودعا جميع “مسؤولي المدن والمقاطعات والقرى والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والتجارية إلى تنظيم وحدات متطوعين” للقتال إلى جانب الانفصاليين في ناغورني قره باغ ضد أذربيجان.
وجاءت تصريحات باشينيان بعد أن قال رئيس أذربيجان إنه يعتقد أن الصراع يمكن أن يحل عسكريا مما زاد الشكوك حول فاعلية المساعي الدبلوماسية، التي تبذلها القوى الكبرى لإحلال السلام في منطقة جنوب القوقاز.
وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف هذا الشهر إنه يعتقد أن الصراع يمكن أن يحل عسكريا، وأضاف في حديث الثلاثاء “سوف نطردهم من أراضينا”.
ومن جهته، قال فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي الأربعاء إن بلاده لن تتردد في إرسال قوات وتقديم دعم عسكري لأذربيجان إذا طلبت باكو ذلك، مضيفا أنها لم تطلب ذلك بعد.
وتعهدت تركيا بالتضامن الكامل مع أذربيجان، واتهمت يريفان باحتلال أراض في أذربيجان، وانتقد أقطاي خلال مقابلة مع محطة (سي.إن.إن ترك) مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت للوساطة لحل الصراع بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إذ اتهم المجموعة بمحاولة الإبقاء على المسألة دون حل ودعم أرمينيا سياسيا وعسكريا.
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف ليس طرفا في الصراع الدائر بإقليم “قره باغ”.
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به، الأربعاء، عقب محادثات أجراها مع الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، في مقر الحلف ببروكسل.
وأوضح ستولتنبرغ أن كلا من أذربيجان وأرمينيا شريكين مهمين للحلف منذ أكثر من 25 عاما، وأضاف: “ذكرت للرئيس (أرمين سركيسيان) أن “الناتو” ليس جزءا من الصراع (الدائر بإقليم قره باغ)”.
وأعرب عن قلقه من انتهاك وقف إطلاق النار، مشددا على ضرورة إنهاء الخلافات والتوصل لحل سلمي، ودعا الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، مشيرا لرغبته في خفض التوتر بأسرع وقت ممكن.
وأردف: “استهداف المدنيين أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف على الفور، وعلى الجميع العمل من أجل حل سياسي دائم، وينبغي على أرمينيا وأذربيجان الاستمرار في المفاوضات”، كما شكر ستولتنبرغ أرمينيا على إسهاماتها في بعثات وعمليات الناتو، ومنها أفغانستان.
وقال سركيسيان إنه يرى أن استهداف المدنيين أمر غير مقبول، ولفت إلى أن تركيا تقدم الدعم لأذربيجان، متوقعا أن قطع الدعم التركي سيحل القضية.