مع اقترابه من عامين بالحبس.. «درب» تحاور الصحفية هبة أنيس زوجة طبيب الأسنان المعتقل وليد شوقي: محتاجة له وخايفة من التدوير
مش عايزة أبني آمال كثيرة فيه ناس تجاوزت مدة السنتين ولم تخرج.. «مش معنى أنه قانونا سنتين أنه لازم يخرج»
أي حد شارك في الثورة أو كتب عنها حاجه أو عدى جنبها بقى زي ما يكون عنده تار مع النظام فبيصفوه معاهم
لا يوجد أي وسيلة تواصل مع وليد منذ تفشي كورونا وحينما أطلب خطاب يكون الرد «طيب ماشي المرة الجاية»
إدخال الطعام بعد ظهور كورونا في مصر أصبح «بالعافية» و«الأدوية بالعافية» منعوا المانجة وفي رمضان منعوا البلح
كتب – إسلام عز الدين
في أكتوبر المُقبل، يُتم طبيب الأسنان وليد شوقي المتهم على ذمة القضية ٦٢١ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن دولة، سنتين في الحبس الاحتياطي، وهو الحد الأقصى للحبس الاحتياطى وفقًا لقانون الإجراءات الجنائية.
حاور موقع «درب» الصحفية هبة أنيس، زوجة الطبيب وليد شوقي، التي أعربت عن تخوفها من أن يتم تدوير زوجها في قضية جديدة بعد انقضاء مدة الحبس الاحتياطي، وأكدت أن ابنتهما الصغيرة البالغة من العمر 3 سنوات تعاني نفسيا بسبب غياب أبيها.
خوف من التدوير
قالت هبة في بداية حوارها مع «درب» إنها لا تريد أن تبني آمالا كثيرة على خروج زوجها بعد انقضاء مدة الحبس الاحتياطي، لأن هناك حالات تجاوزت مدة السنتين ولم تخرج.. «مش معنى أنه قانونا سنتين أنه لازم يخرج بعد السنتين يفرجوا عنه عشان في حالات كتير قعدت»، وذلك بخلاف أنه من الممكن أيضا أن يتم «تدويره» في قضية جديدة.
قبل الاعتقال
قبل اعتقال، لم يكن لوليد أي نشاط سياسي، بحسب زوجته، التي قالت إنه لم يكن لأي أحد نشاط سياسي بشكل واضح على الأرض. وأضافت: «هو متاخد عشان هو كان يوما ما عضو في حركة وبس»، وشددت على أنه لم يكن لزوجها أي نشاط سياسي قبل الاعتقال.
وأشارت هبة إلى أن زوجها كان له نشاط سياسي قبل سنوات من اعتقاله «وكان نشاط مش تخريبي ولا إجرامي ولا فيه جريمة، ده كان في حركة.. عضو في حركة معترف بيها».
فاتورة دعم الثورة
ورأت هبة أن زوجها ومن مثله يدفعوا فاتورة مواقفهم السياسية الداعمة لمبادئ ثورة 25 يناير.. «أي حد شارك في الثورة، أي حد كتب عنها أي حاجه، أي حد عدى جنبها بقى في زي تار ما بين النظام وما بين الناس اللي كانوا مشاركين في الثورة فبيصفوه معاهم»، لافتة إلى أن هذا هو السبب الوحيد لما يواجهه زوجها ورفاقه، وشددت على أنهم لم يقوموا بأي جرائم لكي يدفعوا هذا الثمن الذي يدفعونه الآن.
أثر الغياب
وقالت الصحفية هبة أنيس، إن أثر غياب زوجها كبير جدا عليها وعلى ابنتهما الصغيرة نور، حيث باتت تقوم بكل شيء بمفردها، لكنها أكدت أن التأثير الأكبر على نور.
حينما تم إلقاء القبض على وليد كانت نور تبلغ من العمر سنة وشهرين لكنها الآن بحسب هبة، تجاوزت الـ3 سنوات وباتت تسأل «طيب هو فين؟ طيب احنا عايزين نروحله». وتابعت هبة أن ذلك «من أكتر الحاجات المخيفة اللي أنت بعد كده هتقولها إيه ولا هتفهمها إيه ولا هتحاول تبسطهولها إزاي».
الجيران
وعن علاقتها بجيرانها بعد اعتقال وليد، قالت هبة إنها انتقلت إلى شقة جديدة بعد القبض على زوجها، وأضافت أنها لا تخبر أحد من الجيران بأمر اعتقال وليد، لأنها تسكن في منطقة شعبية. وتابعت موضحة: «الناس لما تسمع كلمة مسجون وبس معندهاش مشكلة لكن لما تسمع كلمة مسجون سياسي بيبقى عندها مشكلة كبيرة قوي وبتخاف على نفسها حتى لو هي مؤمنة أن الشخص ده بريء بتخاف، فبقول إنه هو مسافر».
وأشارت هبة إلى أنها تخبر الناس الذين يسألون عن زوجها بأنه «مسافر»، وتحاول تجنب هذا السؤال بألا تحتك بأحد حتى لا يحاول التدخل في تفاصيل حياتها والبحث عن إجابة لهذا السؤال.. «اللي بيسألني بقول إن هو مسافر ومش عارفه هيرجع امتى».
تفشي كورونا
مع تفشي فيروس كورونا المستجد بدأ البعض يسأل هبة لماذا لم يعد زوجها كما يعود كثيرون من المصريين المقيمين بالخارج. تقول هبة: «قولتلهم لأ هو قاعد شويه ولسه الدنيا عنده متظبطتش وهو مسافر بيدرس».
وبسؤالها هل تواجهين أي تعنتا أثناء زيارة وليد (إيصال الطعام) أو التواصل معه (التراسل) بعد تفشي فيروس كورنا، قال هبة إنه لا يوجد أي وسيلة تواصل مع السجناء، وحينما تطلب خطاب يكون الرد «طيب ماشي المرة الجاية أو هو لأ كده وخلاص».
وأضافت أن إدخال الطعام بعد ظهور كورونا في مصر أصبح «بالعافية» و«الأدوية بالعافية»، وهو عكس ما كان يحدث قبل ذلك، موضحة: «قبل كده كنا بندخل كمية أكل أكبر، وكان ممكن ندخل كتب أو ملابس.. بندخل الحاجات اللي الشخص جوه عايش عليها».
وتابعت: «دلوقتي بيرفضوا ده من غير سبب، حتى الأكل نفسه المرة الفاتت رفضوا يدخلوا المانجة بدون سبب، ورفضوا يدخلوا العنب.. طب ليه؟ هو كده.. رفضوا يدخلوا الفاكهة كلها».
وأشارت إلى أنه في شهر رمضان الماضي – على سبيل المثال – رفضوا إدخال البلح، رغم أنه من الأطعمة المعروف أنها تؤكل في رمضان «فأحيانا بيبقى فيه حاجات كده أنهم قرروا مش هيعملوا ده النهارده».
كما أشارت إلى أنه بعد وفاة المخرج شادي حبش في سجن طرة، باتت كل أنواع الكحول والمطهرات ممنوعة تماما، وقالت إنها لا تعرف إن كانت هذه المستحضرات المهمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد متوفرة داخل الكانتين الخاص بالسجن أم لا.
دور الأب والأم
وحول قيامها بدور الأب والأم مع ابنتها نور، قالت الصحفية هبة أنيس: «في الحقيقة مش أنا بس اللي بعمل الدور ده، لأن أنا مسحولة ما بين هنا وهناك وما بين سفر وشغل وما بين حاجات كتير فأنا تقريبا مبقعدش معاها كتير قوي واللي قايم بالدور ده هو أهلي فهمه اللي بيعوضوا ده شويه ويمكن همه لو مكنوش موجودين كانت نور ممكن تخش في مراحل نفسية أسوأ من كده».
وقالت هبة إنها ترى أن ابنتها «عصبية أكثر من الأطفال في سنها»، مشيرة إلى أنها تحدثت مع طبيب نفسي في هذا الأمر، وأخبرها أن ذلك يرجع «لأن هي طول الوقت حاسة أن فيه حاجه غلط وهي مش فاهماها بس حاسة أن فيه حاجه ناقصة أو فيه حاجه غلط.. إن بتشوف أخواتي وقرايبي عندهم بابا وماما بس هي معندهاش بابا؛ بتشوف بابا بس في الصورة أو بتسمعنا بنتكلم عنه».
وجود وليد
وحول أكثر وقت كانت تشعر فيه بحاجة ماسة لوجود وليد إلى جانبها، قالت هبة إنها تشعر طول الوقت بأنها في حاجة لوجود لوليد جانبها، مضيفة: «وكل ما الأزمة بتطول كل أما أنا بحس أني أنا محتاجه لوليد أكتر فمفيش وقت معين أنا حاسه محتاجاه أكتر من التاني لأن طول الوقت أنا محتاجاه».
وقالت هبة في ختام حوارها مع «درب» إنها تتمنى إن الثلاثة أشهر الباقية تمر على خير ولا يكون هناك فترة أخرى أو بداية عقوبة ثانية.. «يعني لو هي النهاية على كده والموضوع هيعدي بعد الـ3 شهور والسنتين هينتهوا وهيطلع معنديش مشكلة استنى الفترة دي وخلاص وبشكل ما نحاول نتعافى من اللي فات وهو يبدأ حياة جديدة لو فيه حياة جديدة لكن أنه يبقى فيه حاجه تانيه بعد السنتين مش قادرة أتخيلها أو مش عارفه وقتها ممكن الحقيقة يحصل إيه».
يذكر أن قوات الأمن شنت في العام 2018، حملة اعتقالات موسعة استهدفت عدد من النشطاء والسياسيين، من بينهم طبيب الأسنان وليد شوقي، الذي وجهت له اتهامات ذمة القضية ٦٢١ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن دولة، بنشر وبث أخبار وبيانات كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات.