الأزمة الليبية تتصاعد.. حكومة “الوفاق” تعلن عمليتين جديدتين ضد “الجيش الوطني.. والسيسي يستقبل حفتر وعقيلة صالح لبحث التداعيات
تصاعدت حدة الأزمة الليبية خلال الأيام الحالية، بعد توسع نطاق سيطرة حكومة الوفاق المدعومة من تركيا على مناطق تمركز “الجيش الوطني الليبي” بقيادة خليفة حفتر، في عدد من المراكز الاستراتيجية.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل بقصر الاتحادية كلٍ من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وسامح شكري وزير الخارجية.
وأوضح أن اللقاء يأتي من منطلق حرص مصر الثابت على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا ولشعبها الشقيق، وباعتبار أن أمن ليبيا امتداد للأمن القومي المصري، مع تأثير تداعيات الوضع الليبي الراهن على المحيط الإقليمي والدولي.
وعلى الصعيد الداخلي، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها عن إطلاق عملية أمنية جديدة تحمل اسم “البلد الآمن”، وأكدت قيادة عملية “بركان الغضب” التي تنفذها قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا ضد “الجيش الوطني الليبي” ، على صفحتها في “فيسبوك” اليوم السبت، أن العملية تهدف إلى “فرض وضبط الأمن وملاحقة الجناة والمطلوبين وحماية أرواح المواطنين وأرزاقهم وممتلكاتهم”.
وأشارت إلى أن العملية الجديدة تستهدف كمرحلة أولى المدن والمناطق التي انتزعتها قوات حكومة الوفاق من قبضة “الجيش الوطني”، وتولى العميد محمد المداغي قيادة العملية الجديدة، مع تعيين الملازم أول أيمن بن جامع متحدثا رسميا باسمها
كما أعلنت قوات الحكومة المدعومة من تركيا إطلاق عملية بهدف انتزاع مدينة سرت ومناطق أخرى من قبضة “الجيش الوطني الليبي”، وصرح المتحدث باسم “غرفة عمليات سرت-الجفرة” التابعة لقوات حكومة الوفاق، عبد الهادى دارة، بأن العملية الجديدة التي تحمل اسم “دروب النصر” تهدف إلى السيطرة على مناطق الوشكة وبويرات والحسون وجارف وأبو هادى وسرت والجفرة..
وحث المتحدث مشايخ وأعيان سرت على “تحكيم العقل وتجنيب المدينة ويلات الحرب”، قائلا: “اليوم نرسل النداء الأخير.. فلن نتراجع عن إعادة بسط سيطرة الدولة على سرت. نؤكد على موقفنا الثابت في ضرب بؤر التمرد أينما وجدت وإنهاء المجموعات الخارجة على القانون المستهينة بأرواح الليبيين في كامل أنحاء البلاد”.
كما وجه قنونو “إنذارا أخيرا” إلى أنصار حفتر في سرت، ودعاهم إلى نزع السلاح وتسليم أنفسهم، واعدا إياهم بـ”محاكمة عادلة”، وتابع: “أي هدف يشكل خطرا ثابتا كان أو متحركا سيتم استهدافه وقصفه على امتداد الأراضي الليبية دون استثناء، ولا يوجد أي خط أحمر، دولة ليبيا ستكون مقبرة لمن اختار أن يتمرد عليها ويهدد أمنها وسلامتها”.
وأفادت تقارير صحفية بأن الطيران التركي المسيّر قصف مجموعة من السيارات لأسر نازحة من مدينة ترهونة، جنوب مدينة سرت، وراح ضحية القصف أفراد أسرتين نازحتين، بالإضافة إلى أحد شباب مدينة سرت، الذين كانوا يقدمون المساعدات للنازحين.
واستهدفت مسيرّة تركية مواقع عسكرية للجيش الوطني في بوابة 70 جنوب مدينة سرت، فيما أعلنت قوات الوفاق تنفيذ طائراته 5 ضربات جنوب سرت استهدفت آليات للجيش الوطني الليبي، وادعت أن أعيان مدينة سرت عرضوا تسليم المدينة، تزامناً مع انسحاب وحدات الجيش الوطني، بحسب تعبيرها.
وكانت تشكيلات تابعة لميليشيات الوفاق تمكنت بقيادة تركيا من دخول مدينة بني وليد شمال غربي البلاد والتقدم باتجاه مطارها بعد غارات جوية، وذلك في أعقاب إعلان ميليشيات الوفاق دخولها مدينة ترهونة، آخر معقل رئيسي للجيش الوطني الليبي قرب طرابلس.
ودخلت قوات الوفاق بقيادة قوات تركية ترهونة من 3 محاور وتحت غطاء طيران مسيّر مصدره أنقرة، التي أرسلت أسلحة نوعية لحكومة فايز السراج.
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن هناك ضغوطاً دولية كبيرة تمارس على الجيش الوطني وقد طُلب منه التراجع 60 كيلومتراً عن حدود طرابلس.
يأتي ذلك بعد تمكن قوات حكومة الوفاق في الأيام الأخيرة من إحكام سيطرتها على كامل منطقة طرابلس الكبرى التي تضم العاصمة وضواحيها ومدينة ترهونة الاستراتيجية جنوبي العاصمة، فيما تتراجع قوات حفتر شرقا.
ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني عملية “عاصفة السلام” مدعومة بطائرات تركية بدون طيار نهاية مارس/آذار الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة “الوطية” الجوية الاستراتيجية (140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس).
وسبقت ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غربا وصولا إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني بالكامل.
وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في حالة من الفوضى. وأصبحت تتنافس فيها سلطتان، هما حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في طرابلس والمعترف بها من الأمم المتحدة، وحكومة موازية في الشرق على رأسها المشير خليفة حفتر.