مراسم جنازة جورج فلويد تستمر 6 أيام في 3 ولايات أمريكية.. والطبيب الشرعي يصف موته بجريمة قتل
وزير العدل الأمريكي يتهم “مصالح أجنبية” بتوسيع انقسام المجتمع.. ومؤسسة مانديلا: العنف يمكن أن يكون ردا منطقيا على العنصرية
رويترز ووكالات
قالت وكالة رويترز إن مدينة منيابوليس الأمريكية ستقيم اليوم الخميس مراسم جنازة جورج فلويد، الرجل الذي فجرت وفاته بعد أن عاملته الشرطة بعنف موجة احتجاجات واضطرابات هزت الولايات المتحدة رغم جائحة كورونا ووسط حملة دعائية للانتخابات الرئاسية يشوبها الانقسام.
وتستمر مراسم جنازة فلويد 6 أيام وتقام عبر 3 ولايات
من ناحية أخرى أظهر تشريح جثة جورج فلويد نجمت عن حدوث أزمة قلبية رئوية بسبب الضغط على عنقه، ووصف الطبيب الشرعي موت فلويد بجريمة قتل.
وقال وزير العدل الأمريكي وليام بار يوم الخميس إن مصالح أجنبية و “محرضين متطرفين” ينتسبون لجماعات مثل أنتيفا يسعون لتوسيع الانقسام في المجتمع الأمريكي.
وقال بار في مؤتمر صحفي إن العملاء الاتحاديين ألقوا القبض على 51 شخصا حتى الآن في تهم تشمل النشاط العنيف.
من جانبها قالت مؤسسة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا اليوم إن العنف يمكن أن يكون ردا منطقيا على العنصرية، وقد يصبح في بعض المجتمعات طريقة وحيدة لإثارة التغيير.
وأضافت المءسسة التي أنشأت لحماية إرث نيلسون مانديلا، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب أفريقيا، إن العنف غالبا ما يصنف بسهولة أكبر مما يلزم عملا من أعمال المتطرفين أو المجرمين، في حين أنه يمكن أن يكون نتيجة حسابات دقيقة من جانب مجتمعات محلية ترى أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يثير رد الفعل المطلوب من جانب الدولة.
وأضاف البيان ”عندما تواجه المجتمعات المحلية بنية اجتماعية تقاوم حقوقها ويتعرض هيكلها لهجمات، فستحدث ردود عنيفة… ويمكن أن يكون استخدام العنف رشيدا وموجها بعناية“.
وقال القس آل شاربتون، المعلق السياسي التلفزيوني والناشط في مجال الحقوق المدنية الذي سيلقي كلمة لتأبين فلويد خلال المراسم، بنبرة متفائلة صباح اليوم الخميس، مشيدا بوحدة المتظاهرين الذين يحتجون على وحشية الشرطة.
وأضاف لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) : رأيت المزيد من الأمريكيين من أعراق وأعمار مختلفة، وهم يقفون معا ويسيرون معا ويرفعون أصواتهم معا.
وقال شاربتون قبيل الحدث المقرر أن يبدأ الساعة (1800 بتوقيت جرينتش) نحن على أعتاب نقطة تحول هنا“.
وكانت أعداد كبيرة من المحتجين قد تحدت حظر التجول وخرجت لشوارع المدن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة على مدار تسع ليال في احتجاجات شابتها في بعض الأحيان أعمال عنف دفعت الرئيس دونالد ترامب للتهديد باستخدام الجيش.
وانحسرت في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الاحتجاجات، بعد أن وجه ممثلو الادعاء العام اتهامات جنائية جديدة لضباط شرطة مدينة منيابوليس الأربعة في القتل. وقلصت عدة مدن كبرى حظر التجول أو رفعته بعد أن ظل مفروضا لعدة أيام. لكن لم يكن الوضع هادئا في كل مكان.
وفي ضاحية بروكلين بمدينة نيويورك، هاجمت شرطة مكافحة الشغب حشدا يضم نحو ألف متظاهر تحدوا الحظر.
واستنكر وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس إقحام الجيش في التعامل مع الاضطرابات المدنية، وذلك بعد أن ظل يرفض لفترة طويلة انتقاد الرئيس صراحة.
كما قال وزير الدفاع الحالي مارك إسبر إنه لا يؤيد استخدام القوات المسلحة في تسيير دوريات بالبلاد.
وقال ماتيس الذي استقال عام 2018 من منصب وزير الدفاع في بيان نشرته صحيفة أتلانتيك ”دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول أن يوحد الشعب الأمريكي. بل ولا يتظاهر حتى بالمحاولة، بدلا من ذلك يحاول أن يفرقنا. نحن نشهد عواقب ثلاث سنوات من هذا الجهد المتعمد.
وتستمر مراسم جنازة فلويد (46 عاما) ستة أيام وتقام عبر ثلاث ولايات، حسبما قال محامي أسرة فلويد لوسائل الإعلام. ووضعت وفاته قضية العرق على رأس جدول الأعمال السياسي قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى في الثالث من نوفمبر المقبل.
وقالت وسائل إعلام إنه ستقام مراسم أيضا يوم السبت المقبل في مقاطعة هوك بولاية نورث كارولاينا حيث تعيش شقيقة فلويد، وفي هيوستون يوم الاثنين بالقرب من المكان الذي كان يعيش فيه فلويد. كما ستقام جنازة يوم الثلاثاء تشمل قداسا خاصا في موقع لم يعلن عنه.
ووجه مدعون أمس الأربعاء اتهامات جديدة بحق أربعة من أفراد شرطة منيابوليس ضالعين في وفاة فلويد.
ووجهت لديريك تشوفين (44 عاما)، الذي اعتقل في وقت سابق بتهم القتل العمد والقتل الخطأ من الدرجة الثالثة، تهمة القتل من الدرجة الثانية.
ويمكن أن تنطوي التهمة المضافة على عقوبة تصل إلى السجن 40 سنة، وهي مدة أطول بواقع 15 عاما من العقوبة القصوى للقتل من الدرجة الثالثة.
وتشوفين هو الضابط الذي شوهد في لقطات فيديو وهو جاثم على عنق فلويد بينما كان فلويد يلهث ويئن مرارا قائلا ”من فضلك، لا أستطيع التنفس“.
من ناحية أخرى أظهر تشريح جثة جورج فلويد، أنه كان مصابا بفيروس كورونا لكن العدوى لم تسجل على أنها عامل ساهم في موته.
والسبب الرسمي للوفاة الذي يرد في تقرير من 20 صفحة نشره مكتب الطبيب الشرعي بمقاطعة هنيبين أمس الأربعاء هو توقف القلب والرئتين بينما كانت الشرطة تكبل فلويد أثناء إلقاء القبض عليه يوم 25 مايو الماضي.
واعتبر الطبيب الشرعي أن طريقة موته كانت جريمة قتل. وأقيل 4 من أفراد الشرطة من عملهم بسبب دورهم في الواقعة التي سجلها أحد المارة على هاتفه المحمول، وهم محتجزون بتهم جنائية وأحدهم متهم بالقتل.
وأورد تقرير تشريح الجثة أن وفاة فلويد نجمت عن حدوث أزمة قلبية رئوية. وأشار أيضا إلى ”مضاعفات ناجمة عن إخضاعه على يد قوة إنفاذ القانون والضغط على العنق“.
وأدرج التقرير أيضا عدة عوامل إضافية باعتبارها ”ظروفا مهمة“ ساهمت في وفاته تشمل تعب القلب وارتفاع ضغط الدم وتسمما من تناول الفنتانيل، وهو عقار قوي أفيوني المفعول، إضافة إلى تعاطي منشط الميثامفيتامين في الآونة الأخيرة.
وأشار التقرير أيضا إلى أن نتيجة فحص مسحة الأنف الذي أجري لفلويد بعد موته للكشف عن فيروس كورونا جاءت إيجابية، وأن فحصا أظهر أيضا إصابته بالفيروس في الثالث من أبريل نيسان، أي قبل نحو ثمانية أسابيع من وفاته