وداع حزين لداود عبدالسيد وسط حضور كبير لنجوم الفن.. وعزاء فيلسوف السينما غدا في مصر الجديدة
كتب: عبدالرحمن بدر
شيع جثمان المخرج الكبير داود عبد السيد، اليوم الأحد، من كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، وسط حضور كبير لنجوم الفن والشخصيات العامة.
وبدت علامات الحزن والتأثر واضحة على زوجته، الكاتبة الصحفية كريمة كمال، التى حرص عدد من الفنانين على مؤازرتها.
ويقام عزاء المخرج داود عبد السيد يوم الاثنين الساعة السادسة مساءا بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، في قاعة يوسف النجار.
حضر وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الجنازة وحرص على مواساة زوجة الراحل.
وشهدت الجنازة مشاركة واسعة لنجوم الوسط الفنى، من بينهم إلهام شاهين، محمود حميدة، ليلى علوى، خيرى بشارة، والمنتج صفى الدين، والمخرج علي بدرخان، والفنانة بسمة والفنان أحمد كمال، والمخرج محمد ياسين، والفنانة فدرا، والناقد محمود عبد الشكور، والمخرج أمير رمسيس والمخرج هاني خليفة.
يشار إلى أنه غيب الموت المخرج والكاتب الكبير داود عبدالسيد، أمس السبت، بعد صراع مع المرض، وقالت الكاتبة كريمة كمال، في تدوينة لها: “رحل اليوم أغلى ما عندي زوجي وحبيبي داود عبدالسيد”.
ولد داود في 23 نوفمبر 1946، بدأ مسيرته الفنية في نهاية الستينيات من القرن الماضي، وبالتحديد عام 1968، حين عمل مساعد مخرج في فيلم “الرجل الذي فقد ظله”، ليغير مسار حياته بعد ذلك.
درس داوود عبد السيد الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما في القاهرة، وتخرج عام 1967. بدأ مسيرته المهنية كمساعد مخرج، حيث عمل مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ، مما أتاح له فرصة اكتساب خبرة واسعة في صناعة السينما قبل أن يقرر الانطلاق في مشاريع مستقلة تعكس رؤيته الفنية الخاصة. في البداية، اتجه إلى صناعة الأفلام الوثائقية التي ركزت على الواقع الاجتماعي المصري، وهو ما ساهم في بناء أسلوبه الفريد الذي يدمج بين الواقعية الفنية والاهتمام بالإنسان العادي.
تميزت أفلام داوود عبد السيد بأسلوبه الواقعي والهادئ، إذ كانت غالبًا تبحث في الهوية والحداثة والتحولات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع المصري. من بين أبرز أعماله فيلم «الكيت كات» عام 1991، الذي نال شهرة واسعة وجوائز عديدة في مهرجانات عربية ودولية، وفيلم «البحث عن سيد مرزوق» عام 1990 الذي يعكس اهتمامه بتصوير الشخصيات العادية والصراعات الإنسانية اليومية. كما قدم أفلامًا أخرى مهمة مثل «أرض الخوف» و«مواطن ومخبر وحرامي» و«رسائل البحر» و«قدرات غير عادية»، جميعها تميزت بالتأمل في النفس البشرية وبطرح الأسئلة الاجتماعية بأسلوب سردي متقن.

