النجار: المقاومة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وعرّت الكيان الصهيوني.. والاتفاق ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وتفكك التحالفات الغربية

كتب – أحمد سلامة

أكد أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، أن الطريق إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لم يُفتح إلا بفضل الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية، وتحمل الشعب ما لا تحتمله الجبال، وتنامي التضامن الشعبي العالمي مع فلسطين، إلى جانب تفكك الكتلة الغربية الصلبة التي كانت تدعم الكيان الصهيوني دعمًا مطلقًا.

وقال النجار في تصريحات أدلى بها، الخميس، إن الحرب الأخيرة كشفت زيف السردية الإسرائيلية حول “حقها التاريخي” وادعاء ديمقراطيتها، بعدما تجلت حقيقتها الفاشية في حرب إبادة ضد المدنيين.

وأضاف أن الاتفاق الحالي هو “اتفاق الممكن وليس المأمول”، إذ جاء في ظل خذلان عربي ودولي كبير، مشيرًا إلى أن كل طرف دخل المفاوضات بدوافع مختلفة: فالمقاومة والشعب الفلسطيني سعيا لإيقاف الإبادة، بينما أراد الكيان إنقاذ صورته المتهاوية داخليًا وخارجيًا، أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد سعى وراء مجد شخصي وجائزة نوبل رغم “تلوث يديه بدماء غزة”، على حد قوله.

وأوضح رئيس مجلس إدارة الأهرام أن مصر أدت الدور الأبرز عربيًا في الوصول إلى هذا الاتفاق، معتبرًا أن موقفها كان “الأفضل بين كل المواقف العربية رغم ما يمكن توجيهه من ملاحظات”، لافتًا إلى أن ما بعد الاتفاق لن يكون كما قبله إذا تم تنفيذه بجدية.. وشدد على أن أوهام انتصار الكيان ستتبدد، بعد أن خسر سمعته العالمية وسرديته الزائفة عن طبيعة الصراع.

واعتبر النجار أن الموقف العربي في المرحلة المقبلة سيكون حاسمًا في تحديد مآلات الحرب وطبيعة الاتفاق، داعيًا الدول العربية إلى استثمار نتائج الصمود الفلسطيني من خلال تبني دور فاعل في إعادة إعمار غزة، وتفعيل مشروع “الصندوق العربي لإعمار وإنماء فلسطين” الذي طرحه المؤتمر القومي العربي.

وأضاف أن إصرار العرب على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة هو الطريق الوحيد لجعل نتائج الحرب “كارثية بالنسبة للكيان المعتدي”.

وحذر النجار من أن استسلام الأنظمة العربية لضغوط الولايات المتحدة والهرولة نحو التطبيع الاستسلامي سيمنح الاحتلال “نصرًا مجانيًا” على حساب دماء وتضحيات الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن المقاومة أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي وفضحت زيف الأساطير الصهيونية عبر سردية جديدة كتبتها بدماء الشهداء وصمود الأحرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *