السيسي: الشعب المصري يجب ألا يسمح مرة تانية إن حد ياخده عشان يكسّر ويهد بيه بلده.. ربنا نجانا في 2011 ونجانا في 2013
درب
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن التحضر الإنساني والفكري والعلمي والثقافي والعملي والاقتصادي يستغرق ما بين 50 إلى 100 عام، جاء ذلك تعليقًا على مسألة إصلاح مؤسسات الدولة، خلال تناول الإفطار بمشاركة كبار المدعوين في احتفال أكاديمية الشرطة بمناسبة يوم الخريجين، اليوم الأربعاء.
وأضاف: «لو حطينا إيدنا في إيد بعض، والقلب كان مصدق، والعقل كان مصدق، والإرادة كانت مصدقة، لا كان هيبقى في كلام تاني وتختصروا كتير من الوقت». وأكمل: «يا ترى المجتمع هيبقى قابل للتغير الكبير اللي بنعمله ولا بناخد الناس براحة برضه، إحنا بناخد الناس براحة، الموضوع ميتحلش في كلمتين، الإجابة وجود برنامج كلنا نشتغل عليه ويستكمله ما بعدنا».
وأوضح الرئيس أن الدولة تحافظ مع تطبيق هذا البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها مناخ الحرية الحقيقي دون الإضرار بالآخرين أو خلق فوضى تؤثر على أمن واستقرار البلد، لأن الحرية تقف عندما تصل إلى الإضرار بالآخرين. أما المحور الثاني، فمرتبط بأن «عملية التطوير مستمرة لا تنتهي بجيل أو عصر أو شخصية أو قيادة أو حكومة، بل تستمر لأجيال»، معقبًا: «لو انتبهنا لتلك النقطة وفهمنها بشكل جيد ومارسناها سنحقق نتائج جيدة». وأضاف أن المحور الأخير يتعلق بالشعب المصري ككتلة، مختتمًا: «الشعب المصري ككتلة يجب ألا يسمح مرة تانية إن حد ياخده عشان يكسّر ويهد بيه بلده، ربنا نجانا في 2011، ونجانا في 2013».
وأشار الرئيس إلى الفرق الكبير بين مجرد كتابة توصية في الجريدة لحل مشكلة ما، والبحث عن فكرة لتنفيذها، موضحًا: «في فرق كبير جدًا بين حضرتك تقول لي توصية تكتبها في الجرنال، وأنا أدور على فكرة تنفذ توصيتك، دي الموهبة اللي ممكن يكون ناس معاك شغالة تشاور لك على فكرة أو 2 أو 3 تحل مشكلة كبيرة جدًا».
وأكمل: «تصور لو الخريجين بعد 10 سنوات، 10 دفعات في القضاء والخارجية والرقابة الإدارية، كلهم بمعايير واحدة، تحت المتابعة الدقيقة اللصيقة يوميًا مع المسئول عن الموضوع، أنا شايف إنها الفرصة اللي ممكن أكون فيها السبب في إصلاح مؤسسات الدولة، لكن على مدى طويل».
ونوه السيسي بأن ثورة التغيير من الممكن أن تعود بالبلاد 100 عام للخلف، مضيفًا: «ثورة التغيير ممكن تاخد البلد 50 و100 سنة ورا دون تحقيق أهدافها، لأن صاحب الثورة مش موجود، هيعيش فترة زمنية محدودة يحقق بها فكرته». وشدد على أن خطة الإصلاح تهدف إلى بناء شخصيات قيادية في الكليات المختلفة وفقًا لمعايير محددة، تساهم في تطوير المؤسسات، مستطردًا: «لو حطيتم إيدكم في إيد بعض يا مصريين، ولو كل عميد كلية ورئيس جامعة منتبه وبيفني نفسه عشان نطلع جيل قادر، أنتم هتختصروا الزمن».
وأكد الرئيس أن المشروع المخصص لإعادة صياغة وبناء مؤسسات الدولة مبني على «تصويب عوار» موجود في الأشخاص، موضحًا: «المشروع مبني على تصويب عوار موجود فينا، مش في رئيس أو في حكومة، إنما في بني آدمين».
وأوضح: «يحاول تأسيس بناء في مؤسسات الدولة مختلف – إلى حد ما – عن السابق، وفقًا لمعايير توضع وتطور يوميًا لإصلاح وتطوير تلك الفكرة».
وشدد على أن آثار هذا المشروع لن يلمسها المواطن بين يوم وليلة، موضحًا أن الفكرة قائمة على عدم ضخ دماء جديدة في مؤسسات الدولة إلا بعد الانتقاء والفرز والاختيار الدقيق والقوي الذي يضمن نتائج مختلفة، إضافة إلى التأهيل والإعداد، وأكمل: «لن أسمح بدخول أحد يعمل في مؤسسات الدولة دون المرور بتلك المرحلة، مش أنتم بتتكلموا على تكافؤ الفرص، ووجود معايير منصفة في الاختيار وبدون مجاملة أو اعتبارات أخرى».
واستطرد: «كنت عاوز أعمل مسطرة واحدة، أنا بتكلم عن النوعية التي تضخ في دماء الدولة المصرية، أنت عاوز تضخ دم مظبوط، أنت عاوز في الشرطة والجيش والقضاء والمعلمين كده، مش بتشتكوا وبتقولوا إحنا مش مستريحين، مش عاجبنا الشكل الفلاني، لذلك لازم كان يبقى في إجراء تنفيذي».

