د. زهدي الشامي: اتفاق وقف إطلاق النار إجبارى لإسرائيل وأقرب لها إلى الهزيمة
كتب – أحمد سلامة
صرح د. زهدي الشامي، الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس أمناء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، قائلاً إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يمثل “هزيمة لإسرائيل واقترابًا منها إلى الهزيمة أكثر من أي وقت مضى”.
وأوضح الشامي أن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه يعد بمثابة هزيمة واضحة لإسرائيل، حيث دفع الجيش الإسرائيلي ثمن أهداف الحرب غير الواقعية التي تبناها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي كانت تهدف إلى سحق حزب الله وإنهاء وجوده العسكري والسياسي في لبنان، فضلاً عن إعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة تحت السيادة الإسرائيلية.
وأضاف الشامي أن إسرائيل اضطرت إلى القبول بالاتفاق بعد 14 شهرًا من القتال الذي استنزف قواتها، وأصبح الجيش الإسرائيلي غير قادر على مواصلة المعركة بسبب الإرهاق والتفوق الاستراتيجي الذي أظهره حزب الله.
وأكد أن المشهد في لبنان يختلف تمامًا عن إسرائيل، حيث شهد لبنان توافدًا كبيرًا من النازحين الذين عادوا إلى قراهم، بينما لا يزال سكان الشمال في إسرائيل يواجهون آثار الحرب.
وختم الشامي تصريحه بأن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل “هزيمة واضحة” لإسرائيل، و”انتصارًا كبيرًا للمقاومة اللبنانية”، وهو ما يعكس صمود حزب الله في مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية.
في سياق التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وحزب الله، شهدت المنطقة حالة من التوتر الشديد استمرت لأكثر من 14 شهرًا. خلال هذه الفترة، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية كبيرة ضد حزب الله في لبنان، بينما رد الأخير بإطلاق مئات الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. ومع تصاعد الاشتباكات وتزايد الخسائر البشرية والمادية، دخل الطرفان في مفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار، ما أسفر في النهاية عن توقيع اتفاق لوقف الأعمال العدائية.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد أشهر من القتال الشرس كان بمثابة نقطة تحول كبيرة، حيث أظهرت المؤشرات أن الجيش الإسرائيلي قد استنفد معظم قوته العسكرية ولم يعد قادرًا على مواصلة الحرب. من ناحية أخرى، شهد لبنان مشهدًا معاكسًا، حيث عاد الآلاف من النازحين إلى قراهم في الجنوب رافعين الأعلام اللبنانية، بينما كان الوضع في شمال إسرائيل يشير إلى تزايد الاستياء والرفض للاتفاق بين قطاعات واسعة من السكان والمسؤولين الإسرائيليين.هذا الاتفاق يعتبره الكثيرون في لبنان بمثابة انتصار للمقاومة، بينما يراه البعض في إسرائيل “هزيمة” تكشف عن فشل الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، مما يفتح بابًا لتفسير جديد للصراع القائم في المنطقة.