مدحت محيى الدين يكتب: دراما رمضان وإصابات كورونا
أعلم عزيزى القارىء بما يجول فى خاطرك ، أعلم أنك تريد أن تقول ” وماذا عن الناس ؟ هل طبقوا قواعد الحظر والعزل والتباعد المجتمعى ؟ ” ..أجيبك عزيزى القارىء بأن العيب ليس فقط عليهم ولكن المعظم يقع على الفجوة الكبيرة التى بين مجتمع كمجتمع الصعيد وغيره وما يعرض بالتلفاز والإعلانات والطريقة الغير مناسبة إطلاقا لمخاطبة المواطن البسيط ؟ يفتح المواطن المصرى البسيط التلفاز ليشاهد مسلسلات رمضان حديثة التصوير ، فيرى الفنانين وهم مخالطين لبعض وليس هناك أى علامة للتباعد المجتمعى ، ويشاهد فيها الفنان وهو يقوم بدور شخص ساكن بكومباوند ويذهب لعمله ويلهو بالكافيهات والأماكن العامة !!.
ثم يأتى فاصل إعلانى لمزيد من الفنانين المختلطين اللذين يروجون لشبكات المحمول والإنترنت مدعين بأنهم صوروا أنفسهم بأنفسهم عن طريق الهواتف المحمولة فى حين أنه ظاهر حتى للكفيف بأن الإعلان مصور بكاميرا وطاقم تصوير محترف !! عندما يشاهد المواطن البسيط مثل هذه المشاهد ويرى بنفسه رفض فنان بأن يمكث فى بيته ، وأنه نزل ليمارس عمله مختلطا بالجميع بلا أى تدابير لتباعد مجتمعى مفضلا الملايين من الجنيهات على صحته وصحة أولاده أكيد سيفكر فى قوت يومه وسيفضله هو أيضا حتى لو كان الفتات على أن يمكث فى منزله وخوفا من أن يفقد وظيفته .
الحقيقة المؤلمة هى أن دراما وإعلانات رمضان هذا العام أوحت للمتلقى البسيط أن الحياة عادية وجرأته ليعرض حياته وحياة أسرته للخطر ، وللأسف تمادى فى ممارسة العادات الخاطئة من اختلاط وزيارات عائلية حتى زادت الحالات المصابة بالفيروس المرعب ، الحقيقة المؤلمة أنه ليس هناك أى توعية حقيقية للمواطن البسيط بفيروس كورونا وطرق الوقاية منه ، فالفن والإعلام قاموا بدور معاكس ساهم فى تفاقم الأزمة