أحمد النجار يكتب: أم كلثوم معجزة يصعب تكرارها
أم كلثوم معجزة يصعب تكرارها أو على حد تعبير الفنان الكبير يوسف وهبي ربنا وهبنا فنانة لا يهبها إلا كل 5 آلاف سنة. الوحيدة التي استحقت لقب الست في العصر الحديث، و”إيست” هو الاسم الأصلي للمعبودة المصرية القديمة إيزيس، ولم يطلق إلا على العظيمات بشكل استثنائي يؤهلهن للانتساب لمستويات فوق بشرية. هذه السيدة اجتمع لصوتها كل ما يمكن أن يمنحه الله من جمال بديع وقوة خارقة وزخارف وحليات بلا حدود وإحساس وهيبة وكاريزما، فضلا عن استثنائية تعبيرها الروحي والجسدي عما تغنيه، واختياراتها التي تليق بالشادية الأعظم في تاريخ الغناء وصاحبة الروح الإنسانية والوطنية الاستثنائية التي حملت كل تفاصيل المحبة في شدوها البديع، وحلقت بقضايا أمتها على جناح صوتها المذهل لتغرسها أشجارا وزهورا في ضمائر الأجيال المتعاقبة.
إنها الملكوت الأعلى للغناء، وكل ما عداها من المتميزات (أسمهان، فايزة أحمد، فيروز، نجاة، شادية، صباح، وردة، سميرة توفيق، سعاد محمد، عفاف راضي.. إلخ) سابحات في ذلك الملكوت الذي تملك وحدها ناصيته وبواباته ومداه. لمن لم يسمع سوى أغنياتها وهي في العقدين السادس والسابع وبدايات العقد الثامن من العمر، حاولوا اكتشاف عالمها المذهل في العقود السابقة حيث فعلت الأعاجيب بصوتها الأسطوري وهو في عز جبروته… معجزة غير قابلة للتكرار تشكلت في مسار صعود أمة ونهوضها لتكون التعبير الأكثر تكثيفا وروعة عن ذلك النهوض.. إنها باختصار سيدة خلقت للخلود العابر للأجيال. ورغم مرور نصف قرن على رحيلها ما زالت هي الرصيد الأعظم للجمال ولفن الغناء