د. زهدي الشامي يكتب: قرار هزلي لمجلس الأمن
أقل مايمكن قوله عن قرار مجلس الأمن الدولى الرقم ٢٧٢٠ بشأن الحرب فى غزة الصادر أمس، بموافقة ١٣ دولة وامتناع كل من أمريكا وروسيا، أنه قرار هزلى أن لم يكن متواطئا مع حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى. فقد نجحت الضغوط الأمريكية السفارة والتهديد باستخدام الفيتو مرة أخرى لصالح إسرائيل من تفريغ مشروع القرار الإماراتى المطروح للتصويت من أى مضمون مفيد، بعد أن سحبت الإمارات فى النهاية البند الذى يشير لوقف الأعمال القتالية، كما سحبت ماكان مطروحا من آلية للأمم المتحدة لإرسال المساعدات مكتفية بتعيين مبعوث للأمين العام، وجعلوا دخول المساعدات فى النهاية مراهقة بموافقة إسرائيل.
بعبارة أخرى مايطرحه القرار هو إيصال المساعدات تحت القصف وهذا مستحيل، أو على الأقل صعب للغاية وفق ماعبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة نفسه، كما أنه فى نفس الوقت مرهون بموافقة إسرائيل، أى موافقة المعتدى الذى يستهدف تهجير الفلسطينينة قسرا، وهذا أكثر استحالة. كل هذا بينما يطلق يد المعتدى فى مزيد من الإبادة تحت اسم تهيئة الظروف من أجل وقف مستدام للأعمال العدائية، بدلا من إدانة المعتدى والابادة الجماعية والنص عل وقف فورى للأعمال القتالية.
أمريكا تتبجح وبعد أن مارست كل هذه الضغوط لمنع صدور قرار جدى امتنعت عن التصويت بينما أطلقت إسرائيل الشتائم تعبيرا عن استهانتها بأى قرارات أممية.
وبينما كانت خيبة الأمل ظاهرة فى نبرة انطونيو جوتيرش كان المندوب الروسى هو الذى فضح الضغوط الأمريكية التى تقدم الحماية للمعتدى وتمنع مجلس الأمن من أداء دوره فى حفظ السلم والأمن الدوليين. حماس أعربت عن تحفظها أيضا لذلك القرار المغيب.
جاوز السيل الزبى وأمعنت أمريكا واسرائيل فى الإجرام، ولابد من إدانة كل المتواطئين والمتقاعسين من النظم العربية والحكام العرب.