الاحتلال يقتحم خان يونس.. ويهدد السكان حال الخروج من الملاجيء: سنبدأ هجوما مكثفا على مناطق إقامتكم
وكالات
اقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، يوم الثلاثاء وواجهت المستشفيات صعوبة في التعامل مع عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين.
وفيما بدا أنه أكبر هجوم بري منذ انهيار الهدنة الأسبوع الماضي، قال سكان إن الدبابات الإسرائيلية دخلت الأجزاء الشرقية من المدينة للمرة الأولى وعبرت السياج الحدودي الإسرائيلي وتقدمت غربا.
وقال سكان إن بعض الدبابات اتخذت مواقع داخل بلدة بني سهيلا في الضواحي الشرقية لخان يونس، بينما مضت أخرى لتتمركز على أطراف مشروع مدينة حمد السكني الذي تموله قطر.
وبعد أيام من أمرها السكان بالفرار من المنطقة، ألقت قوات الاحتلال منشورات جديدة يوم الثلاثاء مع تعليمات بالبقاء داخل الملاجئ أثناء الهجوم.
وجاء في المنشورات التي وُجهت إلى سكان ست مناطق في الشرق والشمال، تمثل نحو ربع خان يونس، “في الساعات القادمة، سنبدأ شن هجوم مكثف على مناطق إقامتكم لتدمير حماس، لا تتحركوا. من أجل سلامتكم، ابقوا في الملاجئ والمستشفيات حيث أنتم. لا تخرجوا. الخروج أمر خطير. تم تحذيركم”.
وقال إيلون ليفي المتحدث باسم حكومة الاحتلال يوم الثلاثاء في إفادة للصحفيين “نمضي قدما في المرحلة الثانية الآن. إنها مرحلة ستكون صعبة عسكريا”.
ووفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينية، تأكد استشهاد أكثر من 15900 فلسطيني في قصف العدوان الإسرائيلي، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين، ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، معظمهم نحو الجنوب. والكثافة السكانية في القطاع أعلى من لندن، وتؤوي المناطق الجنوبية المزدحمة الآن ثلاثة أضعاف عدد سكانها المعتاد.
في مستشفى ناصر، الرئيسي في خان يونس، تدفق الجرحى في سيارات إسعاف وسيارات عادية وشاحنة وعربات تجرها حيوانات بعد ما وصفه ناجون بأنه غارة استهدفت مدرسة تستخدم مأوى للنازحين.
وداخل أحد الأقسام بالمستشفى كان الجرحى يشغلون كل شبر على الأرض تقريبا، وكان المسعفون يهرعون من مريض إلى آخر بينما كان أقاربهم ينتحبون.
وحمل طبيب جثة هامدة لصبي يرتدي ملابس رياضية ليضعها في زاوية بينما تباعدت ذراعاها على الأرض حيث سالت الدماء. وعلى الأرض بجوار الجثة، رقد صبي وفتاة وسط ضمادات وقفازات مطاطية وأطرافهما متصلة بحوامل محاليل وريدية.
كما قالت واحدة من فتاتين صغيرتين تتلقيان العلاج بينما لا زال الغبار يغطيهما من جراء انهيار المنزل الذي دفنت فيه أسرتهما وهي تبكي “والداي تحت الأنقاض… أريد أمي، أريد أمي، أريد عائلتي”.
وفي الخارج، كان رجال ينقلون جثثا بأكفان بيضاء لكنها ملطخة بالدماء لدفنها. وكانت نحو 12 جثة ملقاة على الأرض. وتم نقل خمس أو ست في عربة ملحقة بدراجة نارية.
وقالت عائشة الرقب (70 عاما) إن ابنها إياد بين القتلى ورفعت يدها الملطخة بالدماء.
وقالت “هذا دمه. هذا دمه الثمين. الله يرحمه. حبيبي. (أريد) أن أشم رائحته، أشم رائحته، يا الله، يا الله”.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن 43 جثة على الأقل وصلت بالفعل إلى مستشفى ناصر صباح يوم الثلاثاء.
وأضاف أن المستشفيات في جنوب قطاع غزة تنهار بشكل كامل، ولا تستطيع التعامل مع عدد ونوعية الإصابات التي تصلها.